لاقتراحاتكم ومشاركاتكم يرجى مراسلتنا على العنوان التالي:alegcom@hotmail.com

الاثنين، 27 أغسطس 2012

حي امعيفيسه بألاك: معاناة الفقر والتشرد

السيول هدمت منازل وشردت أكثر من 15أسرة السيول هدمت منازل وشردت أكثر من 15أسرةتشير المومنه بنت الوالد والحسرة تملأ قلبها إلى الاضرار التي لحقت بمسكنها المتواضع في حي أمعيفيس بالآك لقد تهدمت أجزاء من حائط المنزل وحاصرت المياه أفراد الأسرة وأتلفت كل مخزونهم من المواد التموينية ، ولم يسلم للأسرة سوى كوخ صغير من الصفيح.

الكارثة التي مضى عليها أزيد من أسبوع لا زالت تداعياتها تطل من النظرات الحائرة والقلوب المكلومة لسكان الحي البائس.

على بعد أمتار قليلة كان أطفال أسرة من الجيران يبحثون في أطلال منزلهم عن أي باقيا من محتوياته المطمورة تحت الحيطان المتهدمة وأسياخ الصفيح.

الكارثة التي وقعت عندما امتلأ خزان الصرف الذي يحمي المدينة من الغرق ففاض ليغمر المساكن القريبة ، ويحيل المنطقة إلى بحر متقلب من المياه ولولا قيام الاهالي بإحداث فجوة في السد لتصريف المياه بشكل سريع لكانت الاضرار جسيمة والخسارة أفدح .

بيدي لا بيد عمر
أطفال في مهام البحث بين الانقاض أطفال في مهام البحث بين الانقاضشيخنا ولد إبراهيم يقول إنه من الرجال الذين شاركوا في العملية التي استمرت أزيد من ست ساعات في تلك الليلة الكئيبة وكان كل مالديهم مجرد معاويل وجرافات يدوية لكن لم يكن أمامهم أي خيار، فالسيول تتهدد مساكنهم وأسرهم وكان من اللازم عمل هذه الفتحات في السد بعدما لم تعمل مضخات صرف المياه المعدة لهذا الغرض بسبب الاهمال وانعدام الصيانة.

الاحداث التي كان الحي مسرحها آخر ليلة من شهر الصيام تركت انطباعا لدى السكان بضرورة إزالة الساتر التربي الذي يحمي المدينة من أي سيول تأتي من الخارج لكن السلطات التي قامت ببنائه لم تضع في اعتبارها مشكل تصريف المياه المتجمعة إلى خارج المدينة وهو ما كاد أن يسفر عن كارثة ليلتها.

بؤس وتشرد

الشيخ ولد ميصاره ممن قاموا بجهود الانقاذ والحفر في السدالشيخ ولد ميصاره ممن قاموا بجهود الانقاذ والحفر في السدمن هؤلاء الشيخ ولد ميصاره الذي تضرر ت أجزاء من مسكنها وخسر كل مؤنة اسرته من سكر وأرز ودقيق ليلتها يطالب بإصلاح مضخات خزان المياه وباصلاح صالات وممرات السد الذي يحمي المدينة أو إزالته بالكامل.

اسرة ديابي كمرا كانت من بين أسر أربع تهدمت منازلها بالكامل فاضطرت لترك المنزل بعد اشتداد المطر وسماع هدير السيول التي سرعان ما غمرت المكان .

لقد احتمى افراد الاسرة بمسكن أحد الجيران، ولا زال طفلا الاسرة يبحثان في انقاض المبنى علهم أن يجدوا بعضا من قطع الأثاث أو تجهيزات المنزل المطمورة تحت أكوام من الطوب وقطع الخشب والتراب.

في انتظار الوعود

كان على الأسر المتضررة أن تبدأ معاناة توفير المسكن بعدما أعياها طلب القوت .
سكان الحي طالبوا بالاسراع في تعويضهم والاستجابة لدعوات اصلاح مضختي صرف الخزان وتأهيل مصارف السد .
لم يجد السكان –حسب قولهم –غير الوعود أو تلك الزيارة الخاطفة التي قام بها ممثلو السلطات الادارية والبلدية إلى الحي صبيحة الكارثة .

فرحة العيد كانت ناقصة في حي معيفسه والذي أحيا وقفة الفطر هذا العام على وقع الحديث عن الاضرار والمساكن المتهدمة والأسر المشردة ولا زال سكانه إلى اليوم يطمئنون على بعضهم بالسؤال الذي أصبح روتينيا :"أشوسيت مع الماء".

لم تشأ السلطات إلا ان تنغص العيد على سكان معيفسه من خلال لجنة التسجيل التي ابتعتها لإحصاء المتضررين تقول المومنه سألوا عن اسمي وعن الاضرار التي لحقت بمسكني ..لكن لم أجد أي فائدة لذلك فأطلال الهدم لا زالت شاهدة على الأضرار وانشغال الاهالي بإنقاذ ما يمكن انقاذه –خاصة مع الأجواء المنذرة بهطول الامطار-ضاعف من معاناتهم مع الفقر وتردي الوضع المعيشي.

حدث مفاجئ

عمدة الآك أقر بوجود تقصير على مستوى تهيئة مضختي الصرف عمدة الآك أقر بوجود تقصير على مستوى تهيئة مضختي الصرفعمدة الآك محمد ولد أحمد شللا وفي حديثه للسراج عن الحادثة وتدابير احتوائها قال: إن تهاطل كمية أمطار بحجم 100 مم يعد حدثا نادرا في الآك لذا كان من الوارد وقوع اضرار لاسيما في حي تكثر فيه بيوت الطين ولا يتم التقييد بالمخطط العمراني الذي يحظر البناء قرب خزان الصرف، ويمكن حصر الاضرار –حسب العمدة –في وجود 19 أسرة بلا مأوى وتضرر 150 منزل والباقي خسائر طفيفة.

وقال العمدة ولد شللا :إن البلدية سارعت إلى ابتعاث فرق لتنبيه السكان من المساجد أن على الاسر التي تسكن بيوتا من الطين أن تغادرها فورا ومع غزارة تهاطل المطر وذلك في حدود الثالثة ليل الكارثة
وأوضح ولد شللا :أن هناك خطأ في بناء السد الحامي للمدينة من السيول والذي لم يراع طرق تصريف المياه المتجمعة في الداخل لذا أنشئ خزان الصرف ومضختي تصريف المياه إلى خارج السور معترفا بحصول تقصير في تهيئة المضختين وفي الاستعداد لموسم الأمطار خاصة بمثل هذه الكميات التي فاجأت السكان 100مم، وقد تم تعيين لجنة لإحصاء المتضررين .

وأكد العمدة ولد أحمد شللا أن مضخات الصرف سيجري إصلاحها وستواكب البلدية السكان مستقبلا.
في الايام الخوالي كان حي امعيفيسه من أكثر أحياء الآك بؤسا وفقرا ،أما اليوم فإن هموم البحث عن مأوى آمن هي كل ما يؤرق ساكنة هذا الحي المنكوب.

بعثة السراج آلاك

0 التعليقات:

إعلان