وجهة واحدة وغايات عديدة لكن متعة الاستجمام ليست وحدها ما دفعت ولد الندى وزملاؤه إلى الخروج إلى البحيرة وذلك بعدما اعتدوا مثل هذه الخرجات كل خريف لكن تأخر الامطار هذا الموسم جعل المكان خاليا إلا من خيمة واحدة في انتظار وصول المزيد من المخيمين. ولد الندى قال إن الاستمتاع بالخريف والارتباط بأرض الاباء والاجداد كان وراء اختيار البحيرة التي تنساب مياهها الطينية في هدوء لا يعكره سوى أشجار الأيك الضخمة التي تنتصب في عمق المياه تاركة سطح المياه لذوائب النباتات والطحالب الخضراء. ولذا فإن البحيرة تعد أكبر مخزون للنباتات وحشائش السفانا بعد انقضاء موسم الامطار وحلول فصل الصيف عندنا تكون طوق النجاة الوحيد أمام منمي المنطقة. ورغم ضعف الاستفادة من المقومات الزراعية للبحيرة إلا أن السكان يتحدثون عن زراعة موسمية محدودة للحبوب على ضفاف البحيرة خاصة الذرة والفاصوليا والدخن، كما يباشر السكان حفر آبار جوفية سطحية في محيط البحيرة طلبا للماء الصافي لكن هذه الآبار تتحول في موسم الأمطار إلى مصائد للموت لا ينجو من وقع في حبائلها من إنسان أو حيوان البحيرة الرمز. منمون كثر قالوا إن البحيرة رغم جفافها لأول مرة هذا العام لتدني منسوب الأمطار العام الماضي إلا أنها كانت عاملا وراء صمود مواشي وأنعام السكان لأطول فترة فالحشائش التي تنمو في قاع البحيرة تظل على نضارتها واخضرارها أشهرا بعد انتهاء موسم الأمطار. كما أن انتشار بعض الأشجار المعمرة كالقتاد والعشر في محيط البحيرة جعلها وجهة السكان للاحتطاب رغم الآثار السلبية لذلك على المحيط البيئي كما يقول المصطفى ولد الشيخ مؤكدا أن نوعيات من الأشجار المثمرة كأشجار النبق "وتلك المعروفة محليا بالتيدوم لم يعد لها وجود في المنطقة مطالبا السلطات بالإسهام في استغلال المقومات التنموية للبحيرة بما في ذلك التعريف بها كمرفق سياحي وإشهار الطرق الموصلة إليها. أما منمو المنطقة فيؤكدون على حماية المراعي الخصبة المنبسطة في أرجاء البحيرة ليس فقط من الحرائق من خلال شق المتاريس بل أيضا من الانتجاع الجائر الذي تمثله في نظرهم حملات تقطيع الأخشاب للحصول على الفحم أو تلويث الوسط البيئي للبحيرة من طرف المصطافين والمخيمين الذين يتركون وراءهم أكواما من النفايات والعلب الفارغة وأكياس البلاستيك بل وأحيانا نيران مواقدهم التي تهدد بنشوب الحرائق وبالتالي القضاء على مساحات رعوية واعدة
بعثة السراج -الآك لبراكنه
|
0 التعليقات: