محمد المصطفى ولد سيد |
كم كنت أسمع المثل القائل "صام سنة
وأفطر على جرادة" وأتعجب من الصيغة البلاغية الواردة فى المقولة ومن وسع خيال
صاحبها غير أن الأيام رأتنى أكثر مما سمعت وأكثر مما تتسع له الأذهان حين رأيت أحد
أعلام المقاطعة يفطر على جرادة ولكن بعد صيام دام ستة أعوام هذه المرة.
لعلها
المعادلة التى قد تبدر إلى ذهن أى متتبع لمشوار السفير السابق سيدآمين ولد أحمد
شلا خلال الحجج الأخيرة الستة منذ وصول فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز إلى سدة
الحكم فى موريتانيا عبر حركة التصحيح التى عصفت بالرئيس سيدى ولد الشيخ عبد الله
بعد 17 شهرا من توليه مقاليد الحكم فى البلاد... صام السفير ستة أعوام ثم اضطر
للإفطار على جرادة هزيلة.
خاض السفير الأسبق ضمن آخرين سباقا محموما
مع الزمن عشية تحرك النواب لحجب الثقة عن حكومات يحى ولد أحمد الوقف واستطاع خطب
ود كثير منهم بالمال والوعود بالمناصب قبل أن يضع ضباط الجيش الشجعان حدا لولد
الشيخ عبد الله المتنكر لدور الجميع فى إيصاله إلى سدة الحكم، ساعتها لم يكن أمام
السفير خيارا سوى التحرك الديبلوماسى الخفى لشيطنة حكام انواكشوط الجدد لدى عدد من
البلدان الأفريقية قبل أن يقال بعد شهر من حدوث التصحيح.
هنا كان السفير يرتب أوراقه لدخول أول
تجربة سياسية معارضة بدأها فى صفوف ما عرف بالجبهة الوطنية للدفاع عن الديموقراطية
ثم منسقية المعارضة الديموقراطية التى تشكلت مع أحداث الصيف العربى وظهر بشكل
متكرر فى مهرجانات سياسية ترفع شعار الرحيل، غير أن الحنين إلى السلطة وحزبها كان لندائهما
وقع خاص فى آذن الرجل صداؤه أكثر تأثيرا من خطابات المعارضين الراديكاليين.
قبل الانتخابات النيابية والبلدية الأخيرة
التقى الرجل بالرئيس محمد ولد عبد العزيز ودار بينهما حوار كان من بين ما تسرب منه
هو حصول السفير على وعود بالتعيين على رأس قطاع معتبر راج ساعتها أنه الشركة
الوطنية للكرهباء ثم إعادة الثقة لأخيه فى بلدية ألاك ورد الاعتبار للمستشار
المقال ساعتها سيدى المختار ولد الشيخ عبد الله الذى ظل منصبه كمستشار شاغرا قبل
أن يتبين فى ما بعد أن المنصب متروك ليكون نافذة يتم من خلالها إدخال السفير المتعطش
لمنابع المال كيف لا وهو الذى لم تغرب شمس يومه منذ الثامن من أغشت المجيد 2008 حين قرر الصيام نافلة، فليس للمنصب قيمة
تستدعى الاستعجال فى تعيين الخلف.
ثم
ماهى إلا أيام وأعلن الحزب الحاكم عن اختياره لمحمد ولد اسويدات مرشحا رسميا عن
الحزب فى بلدية ألاك ولم يرى مرسوم إعادة الاعتبار لولد الشيخ عبد الله طريقه إلى
وسائل الإعلام الرسمية تماما كما لم يرى النور مرسوم تعيين السفير، فكان لابد من تجريب
الحظ عبر العناد والمغاضبة.
انتهت الانتخابات البلدية والنيابية ومعها
انتهت أحلام الرجل فى تحقيق أى مكسب سياسى ذا قيمة باستثناء جر حزب الاتحاد من أجل
الجمهورية إلى جولة إعادة كسب الحزب عبرها الرهان وأزاح مغاضبيه عن الواجهة إلى
غير رجعة، لتبدأ مرحلة التشرد السياسى والبحث عن حاضنة جديدة للرجل المنهك
اقتصاديا وسياسيا.
أشهر عديدة مرت على تاريخ الانتخابات
النيابية والبلدية ثم قرر النظام عبر مرسوم صادر عن الوزير الأول منح طوق النجاة
للسفير الغارق فى ندب حظه المتعثر باستمرار وذلك من خلال إعادة الاعتبار له
بتعيينه فى منصب لم يكن منية النفس بالتأكيد غير أنه يؤسس لبداية ربيع جديد فليس
المهم هو الجوهر بل المضمون أهم وهو ما تمثل فى إخراجه من الدائرة الحمراء تمهيدا
لتعيينه فى منصب أكثر جاذبية بعد الاستحقاق الرئاسى القادم، وهو ما يعنى أننا أمام
معركة طاحنة فى الاستحقاق ذاته عنوانها الأبرز من سيكون واجهة للنظام فى المقاطعة
فى المأمورية الثانية.
وبالجملة فإن المسوغات التى برر بها الرجل
معارضة نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز قد انكشفت وظهر زيفها بعدما قبل الدخول فى
النظام وكانت بدايته بمنصب جرد منه قبل أشهر الشيخ سيدى المختار ولد الشيخ عبد
الله.
1 التعليقات:
اسمعني يا هذا مالك تنبش في عرض الرجل الذي طالما تغنت ساكنت الاك باسمه سواءا كان مغاضبا او مواليا يبقي السفير السابق والمستشار الحالي هو الافضل على الاطلاق من بين جميع اطر الاك خاصة وعامة و شكرا نجيه ص=عمر الاك