لاقتراحاتكم ومشاركاتكم يرجى مراسلتنا على العنوان التالي:alegcom@hotmail.com

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011

ألاك: "حمادي" سجين ضاع عمره في "خدمة النافذين"


السجين حمادي ولد عبد الرحمن
قال السجين حمادي ولد عبد الرحمن –الخارج لتوه من سجن طويل (1984- 2011)- إن أغلب فترته عقابه أمضاها في خدمة النافذين قضائيا وأمنيا في مدينة ألاك، مضيفا أنه كان مسرورا بذلك لأنه أخرجه من السجن، ومؤكدا أن صراعا على خدمته في العام 2007 بين وكيل الجمهورية حينها ورائد في الحرس الوطني على استخدامه في العمل المنزلي خلده في السجن حتى خرج منه بعفو رئاسي قبل حوالي شهرين.
وسرد ولد عبد الرحمن -في مقابلة مع الأخبار- تفاصيل مفزعة من الاستغلال البشع لجهده ودون تعويض في أغلب الأحيان، مؤكدا أنه كان يمضي في بعض الأحيان حوالي العامين خارج السجن في رعي أغنام النافذين وطبخ طعامهم وتنفيذ أوامرهم، وخلالهما تزوج وأنجب خمسة أطفال (ذكرين وثلاث بنات)، كما زار أهله في موطنهم بمركز مال الإداري.
وتحدث ولد عبد الرحمن –عن موسمية إعادته إلى السجن- فهو يعود مع قدوم أي وال جديد حتى يستلمه في السجن، ثم يغادر بعد ذلك إلى منازل النافذين أمنيا وقضائيا، كالقاضي شكرود ولد محمدو، والرائد في الحرس الرقاني، والرائد الحرسي محمد ولد أوديكه.
كما حاول ولد عبد الرحمن تذكر تفاصيل محاكمته التي لم تدم أكثر من ساعة، لكن ذاكرته خانته سوى في بعض التفاصيل الجزئية، قائلا إنه لا يتذكر أي شيء عنها، كما لا يتذكر إن كان لديه محام أم لا، مضيفا أن القاضي "سألني بعض الأسئلة، وكنت أجيبه على كل سؤال بما أعرف وبكل صدق، ولم أكن أدرك إن كانت إجاباتي على تساؤلاته في صالحي أم لا، وانتهت المحاكمة في غضون ساعة"، مشيرا إلى أنه لاحظ أن القاضي كان غاضبا عليه.
وقال ولد عبد الرحمن إنه لم يكن بمقدوره أن يميز "عدالة المحاكمة من عدمها"، متحدثا عن حادثة وقعت بينه وبين القاضي قبل المحاكمة بخمسة أيام "حيث كان يأخذني في النهار لأخدم أهل بيته بالطبخ وغسيل الثياب وتنظيف المنزل وصنع الشاي، وكنت خبيرا به جدا، وحين يحين أوان النوم يعيدني إلى السجن حتى الصباح، وبعد أيام طلبت منه إبقائي عنده في المنزل أو تركي لحالي في السجن، وإعفائي من الخدمة، فرفض، وقال: لا تناقشني، فأصررت على ما قلت، فأعادني إلى السجن، وأمر بتكبيلي بالحديد بشكل دائم، وكان يأتي ليطمئن على وجود الحديد في أطرافي عدة مرات في اليوم وبعد 5 أيام كانت المحاكمة".
ووصف ولد عبد الرحمن أيامه الأولى في السجن حيث كان "خائفا بشكل لا يتصور"، مضيفا "وكنت حين أرى عسكريا يحمل سلاحا أظن أنه جاء لقتلي، لم أكن أستطيع التحدث إليهم، وكنت أجد نفسي في عالم لم أتصوره يوما، فرؤية الزي العسكري وحدها كانت كافية لإدخال الرعب في قلبي"، مشيرا إلى أنه "بقي على هذه الحالة قرابة الشهر، وقد خرجت منها بفضل أريحية ومداعبة أحد الحرسيين، يدعى أحمد ولد بابه، وقد كان كبيرا في السن، أريحيا لا يحمل سلاحه أبدا، يمازح السجناء، رحيما بهم، فاكتشفت أن ارتداء الزى العسكري لا يعنى بالضرورة التجهم وبؤس الوجه والغلظة على السجناء وبدأت حياة جديدة"، مؤكدا أنه لم يفكر في الهرب لأنني "أدركت أنه لا يخلصني بشكل نهائي"، كما كنت أدرك "أنه ليس بمقدوري فعل أي شيء يخلصني من السجن"، مشيرا إلى أنه كان يعتقد "أنه بمجرد انفتاح الحرسيين علي يمكنني أن أطلب منهم تخليصي منه، بدأت أحتك بهم وأصنع لهم الشاي، ولم اعد أحس أنني سجين، بل كانوا يكلفونني أحيانا بمراقبة السجناء وكانوا يتركون سلاحهم بجانبي ويرسلونني لحاجاتهم خارج السجن".
وعن شعوره بعد استعادة حريته على إثر عفو رئاسي نوفمبر الماضي قال حمادي "قضيت ثلاثة أيام بلياليها لا أفعل شيئا غير حمد الله، ودمعتي لا تتوقف وأرجو أن يكون في عمري متسع حتى أرى أولادي وهم يكبرون ويستغنون عنى هذا كل ما أتمناه في الدنيا، وما أزاوله الآن من العمل ليس من أجلى أنا وإنما من أجلهم هم"، مضيفا "ليست عندي أي كلمة سوى حمد الله تعالى والثناء عليه، وآمل أن أعيش ما تبقى لي من عمر بين أولادي، فيشعروا بعطف الأب وحنانه، وأربيهم تربية حسنة، فلا يكونوا بحاجة إلى أحد".

0 التعليقات:

إعلان