لاقتراحاتكم ومشاركاتكم يرجى مراسلتنا على العنوان التالي:alegcom@hotmail.com

الأحد، 9 مارس 2014

في الكذب السياسي (رأى)

محمد فال ولد بلال

كانت السياسة عندنا [ بلّتيك ] على مرّ السنين البئة الصالحة لانبثاق الكذب بصنوفه المتعدّدة، لكنّي ألاحظ بأنّنا لم نكذب قطّ بالقدر الذي نكذب به اليوم، حيث صار المواطن الموريتاني يسبح في الكذب، يتنفّس الكذب، و يئنّ تحت وطأة الكذب في كلّ لحظة من لحظات يومه و ليلته. كما ألاحظ بأنّنا لم نكذب بهذا النحو السّفيه و النّسقي و الرّاسخ كما نكذب اليوم. 

لقد بدأنا بالرّصاصات الصّديقة و قصّة الجندي الذي "دقّ" قدمه و أطلق وابلا من الرصاص على سائق يجوب فلوات إنشيري، و تبيّن لاحقا أنّه فخامة رئيس الجمهوريّة ... و انتهينا بقصّة " تيارت" و ما آلت إليه من حرب على جمعية "المستقبل" و توقيف نشاطها الدعوي و العلمي .

حقا لا يمكن للمرء أن ينكر أن حكومات العالم تكذب، و كل السّاسة و السياسيّين يكذبون بهذا القدر أو ذاك، لكن شموليّة الكذب هذه لا تشفع له أن يصبح فضيلة حميدة.

و ما يجري على لسان بعض وزرائنا الأفاضل من كذب هو أقرب لأن يكون استهتارا بكرامة الجمهور، و أداة من أدوات العنف السياسي [ أو السيسي ] الذي يحرم المواطن من حقّه في معرفة الحقيقة، و يعمل على إبقائه في منطقة الجهل في نفس الوقت الذي يحشو دماغه بمختلف أنواع الترهات و الأراجيف و الأساطير...قبل أن ينقضّ على حريته و ممتلكاته...

0 التعليقات:

إعلان