محمد فال ولد بلال |
كانت
السياسة عندنا [ بلّتيك ] على مرّ السنين البئة الصالحة لانبثاق الكذب بصنوفه
المتعدّدة، لكنّي ألاحظ بأنّنا لم نكذب قطّ بالقدر الذي نكذب به اليوم، حيث صار
المواطن الموريتاني يسبح في الكذب، يتنفّس الكذب، و يئنّ تحت وطأة الكذب في كلّ
لحظة من لحظات يومه و ليلته. كما ألاحظ بأنّنا لم نكذب بهذا النحو السّفيه و
النّسقي و الرّاسخ كما نكذب اليوم.
لقد بدأنا بالرّصاصات الصّديقة و قصّة الجندي الذي "دقّ" قدمه و أطلق وابلا من الرصاص على
سائق يجوب فلوات إنشيري، و تبيّن لاحقا أنّه فخامة رئيس الجمهوريّة ... و انتهينا
بقصّة " تيارت" و ما آلت إليه من حرب على جمعية "المستقبل" و
توقيف نشاطها الدعوي و العلمي .
حقا لا يمكن للمرء أن ينكر أن حكومات العالم تكذب، و كل السّاسة و السياسيّين يكذبون بهذا القدر أو ذاك، لكن شموليّة الكذب هذه لا تشفع له أن يصبح فضيلة حميدة.
و ما يجري على لسان بعض وزرائنا الأفاضل من كذب هو أقرب لأن يكون
استهتارا بكرامة الجمهور، و أداة من أدوات العنف السياسي [ أو السيسي ] الذي يحرم
المواطن من حقّه في معرفة الحقيقة، و يعمل على إبقائه في منطقة الجهل في نفس الوقت
الذي يحشو دماغه بمختلف أنواع الترهات و الأراجيف و الأساطير...قبل أن ينقضّ على
حريته و ممتلكاته...
0 التعليقات: