لاقتراحاتكم ومشاركاتكم يرجى مراسلتنا على العنوان التالي:alegcom@hotmail.com

الجمعة، 7 يونيو 2013

الأرضية الصالحة لتقارب الأطراف السياسية والفرصة الأخيرة (رأي)

بقلم الكاتب: محمد ولد رمظان

درست الكتل السياسية الموريتانية حاليا مبادرة الرئيس والزعيم مسعود ولد بلخير التي أطلق مراسيمها على ما يقارب ثلاثة أشهر في قصر المؤتمرات وردت عليها ردا إيجابيا، والتي دعا من خلالها كل الأطراف المتناحرة إلى الاجتماع لتوحيد الرؤى، والوقوف في وجه التحديات وتوقيع ميثاق شرف بين الجميع وتعيين حكومة توافقية تشرف على إنتخابات نزيهة وشفافة، يحاول من خلالها أن يحافظ على تماسك المجتمع في انتظار أن يجد الجميع حاكما سياسيا وطنيا يلتف الجميع حوله ويرى كل مواطن فيه ذاته، خاصة أن هذه التحولات الراهنة تتطلب أن يحصل تغييرا في موريتانيا لا بانقلاب عسكري وإنما بإختيار الشعب للرجل المناسب ذو التجربة الطويلة والرؤية العميقة والمستقبلية لبناء الدولة الموريتانية عبر صناديق الإقتراع، راجيا من خلال مبادرته أن يحدث تقارب بين الأطراف السياسية في البلد.

إن الرسالة النبيلة التي تحملها هذه المبادرة هي الوقوف في صف دعاة تقوية الوحدة الوطنية وتعزيز اللحمة الإجتماعية والمحافظة على الحوزة الترابية رغم انتشار البطالة والظلم والتجويع والتهميش والفساد وغلاء الأسعار وإرتفاع سعر المحروقات إلخ، مؤكدا إلى أن الطائفية والفوضى والفتنة والتناحر والحرب الأهلية وتصفية الحسابات بين شرائح المجتمع لا فائدة منهما لأن بنية مجتمعنا في الأصل ضعيفة وهشة لا تتحمل هذا الشكل من التطاحنات السياسية والتي لا قدر الله إن أتت أكلها فسننزلق كلنا إلى محيط لا قدرة لنا على مقاومة أمواجه فتكون العقوبة وخيمة غرقنا جميعا بدل الأمن والتعايش السلمي والمحافظة على مقدرات ومقومات المجتمع والدولة في آن واحد الشيء الذي نتحمل جميعا مسؤولية انهياره واندثاره.

إن مبادرة الرئيس مسعود ولد بلخير والتفاف العمد والمجتمع المدني ورجال الأعمال والشخصيات المستقلة حولها لعوامل أساسية وصمام أمان باتجاه ضمان فاعلية العملية السياسية والانتخابية في حال تم الالتزام بما يصدر عنها من اتفاقات ومواثيق في كل اللقاءات والحوارات السياسية التي أجرها الزعيم ومازال يجريها من أجل إيجاد مخرج للأزمة السياسية القائمة، أما آن الأوان أن يكون للمرأة الموريتانية، التي هي مشارك رئيسي الآن في العملية السياسية، دور في تنظيم ندوات تشرح من خلالها لأختها أهمية المبادرة ومضامينها وما تسعى إليه، وكذلك الشعب الموريتاني الأبي بدوره ينبغي أن يفرض على النظام ومنسقيه المعارضة الجلوس على مائدة الشاي بعبارة أخرى طاولة الحوار من أجل تجسيد هذه المبادرة الوطنية الطيبة على أرضية الواقع، لأن حضورهم لن يكون مجرد حضور شكلي، وإنما هو حضور فاعل لأن الكل يعتبره الرئيس مسعود ولد بلخير على مستوى كبير من الكفاءة والفاعلية في إنجاح هذه المبادرة الوطنية، فمن وجهة نظري كمتطلع ومتتبع للأحداث السياسية والميدانية (المظاهرات، والوقفات الإحتجاجات، والتنديدات) المتواصلة لا يمكن التوصل إلى حل هذه الأمور إلا من خلال تجسيد هذه المبادرة وإعطائها قفزة نوعية تساعد البلد في النمو والتطور على جميع الأصعدة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الثقافية، ناهيك عن جدوائيتها في القضاء على الفوارق الإجتماعية لتجعل من هذا المجتمع بنيانا مرصوصا يشد بعضه بعضا بالتآخي والمحبة وحسن الجوار.  
تجدر الإشارة هنا إلى ذكر أسباب جد مهمة جعلت من الرئيس مسعود ولد بلخير صياغة مبادرته الوطنية والتي عكف عليها طويلا، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر، إعتباره أن القطيعة بين الاطراف السياسية اسلوب غير منتج ويفاقم الازمة ويضاعف امتدادها، فإذا كان خلاف الساسة ناتج عن تباين في تقدير مصالح الشعب او برامج مدرة للدخل و تنفعه، فنفس تلك المصالح تفرض اللقاء والتواصل بأسلوب المكاشفة الصريحة بين كل الطيف السياسي، كما أراد كذلك تنبيه وتذكرة كبار ومسؤولي الدولة وقادة البلاد السياسيين بضرورة اللقاء والتواصل لبحث تداعيات الازمة السياسية وانعكاساتها الأمنية الخطيرة والمقلقة, لافتا إلى أن مسؤولية كل حزب سياسي واستحقاقات التصدي للمسؤولية العامة يفرض تجنب بناء المواقف السياسية وفقاً لخلفيات مزاجية شخصية لكل منهم، اما اذا كان الخلاف ناتج عن اختلافات شخصية بين الأطراف السياسية فليس الانصاف انعكاسها على المشهد السياسي العام واضرارها بأمن الوطن والمواطن واستقراره. 
ورغم أنه لم يتم الاتفاق بعد على تحديد الزمان والمكان وجدول الأعمال الخاص بتنفيذ بنود هذه المبادرة فتبقى المسؤولية ملقاة وبالدرجة الأولى على عاتق المجتمع الذي ينبغي أن يكسر حاجز النعرات والكراهية والحسد والإبتعاد عن الغلو في أشياء وضعتها دول وقارات مجاورة لنا من حيث الحيز الجغرافي في سلة المهملات أو المحذوفات مما ساعد في نهوضها وتقدمها، بعيدا عن أن المبادرة من عمر أو زيد ناهيك عن مكانة صاحبها الإجتماعية والوطنية وحتى الدولية لإن الرئيس مسعود ولد بلخير لم يعد لشريحة عن أخرى فهو بمواقفه النبيلة والشريفة والوطنية يبقى أبا ومربيا ورئيسا مثاليا لجميع الموريتانيين بكل ألوانهم، فهذا التعبير لن يتضح للبعض المشكك إلا حيال نجاح هذه المبادرة القيمة، هذا ما نرجوا ونتوقع من الكل فسنرى وطنا كبيرا في عين حاضرينا ومستقبلنا و الأجيال القادمة، أما لا قدر الله حدث العكس فمن منظوري الخاص ولا غضاضة في أن الكثير من أبناء هذا الوطن الغالي يشاطرني الرأي أن كارثة ما ستحدث تظاهرات إحتجاجات وقفات مسيرات مناوشات مسيلات ومن ثم رصاصات آه آه فثورة سيدفع الكل من موقعه ثمنها.

وفي الأخيرة لابد أن أتطرق ولو في أسطر قليلة عن تلك الشخصية الوطنية التي طرحت فكرة الديمقراطية والحريات العامة والانفتاح وحرية الرأي والتعبير للشعب الموريتاني إبان فترة حكم ولد الطابع العسكري، لما تتالت عليه المشاكل تلو الأخرى، الإرث الإنساني وتظاهرات الأرامل المطالبة بمحاكمة نظامه فأصبح محاصرا في قصره يراوده الشك بعض الأحيان في الإستقالة وتارة أخرى في قبضة من حديد أو طلب اللجوء هربا من محاكمة دولية قد تطاله، فما كان منه إلا أن إستدعى أنذاك الزعيم والرئيس مسعود ولد بلخير لمكانته الكبيرة في قلوب الموريتانيين بعدما ما كان منه من فصل تعسفي له من منصبه الوزاري فلبى الدعوة كرما وتواضعا منه لا خوفا ولاطمعا راعيا في ذلك ما يمليه عليه ضميره إتجاه خدمة وطنه ومواطنيه فما كان من ولد الطايع إلا أن عبر للرئيس مسعود ولد بلخير عن المشاكل المتراكمة عليه وكان ذلك في شهر رمضان الكريم فطلب منه مخرج أي كان نوعه فرد عليه وبالحرف الواحد موريتانيا أغلى مني ومنك والمجتمع أكبر مني ومنك ومصلحة الشعب الموريتاني قبل كل شيء وفوقه ولحمة المجتمع هي الأولوية والمشاكل الآن في هذا العصر والظرف الزمكاني لا تحل بالتعصب وإنما بالطرق السلمية بمعنى آخر (الديمقراطية) هي الحل والمخرج الوحيد فتبشش ولد الطايع وبدى متسرعا في التخلص من الرئيس مسعود ولد بلخير، فكانت ردة فعله وجهاز نظامه مضايقة الكريم النبيل الشجاع الهمام المتواضع الذي لايخاف في الله لومة لائم على كل المستويات لما طلب منه رسميا ولد الطايع أن يقف في صفه مأيدا فرفض، ليبقى الفرق شاسع بين الرجلين والذين تتالوا من بعده على كرسي الرئاسة في الطرح ووجهات النظر وفي النضال ومعالجة القضايا الوطنية والجوهرية، فنحن شعب تربينا على الانقلابات ثمانية عشرة سنة بعد الاستقلال 1960 فلا بد أن نغير من حالنا ومن واقعنا فعلينا أن نختار من أتى من القاعدة بدل القمة ومصلحة الوطن والمواطن فآن الأوان أن نعترف للرجل بشهامته ووطنيته وأن نتفق جميعا على أنه الوحيد الذي باستطاعته قيادة البلد وإنقاذه من ويلات وآفات تتربص به، من هنا على الطيف السياسي وكذلك مجتمعنا ونخبتنا المثقفة أن تعمل جاهدة في سبيل إنجاح هذه المبادرة وعلى المؤسسة العسكرية وجهاز النظام أن يبتعد كل البعد عن أمور السياسية والساسة حتى نكتشف مع مر الأيام الرجل المناسب في المكان المناسب عبر انتخابات شفافة ونزيهة.

بقلم الكاتب: محمد ولد رمظان - Mohamed74ramdane@yahoo.fr

1 التعليقات:

انت ومسعود 2 ماكم واحلين فش

إعلان