قراءة متأنية فى ثالث حلقات كشف المستور

ولد غلام فى قلب العاصفة

منذو أكثر من أسبوع والجميع يعيش على أعصابه منذو إعلان "وكالة الأخبار المستقلة" عن حصولها على وثائق سير التحقيق الجارى فى "فضيحة أمل" أكبر فضيحة تهز الولاية منذو عقود، خاصة بعد أن جعلت نشر مضمون الوثائق فى حلقات وليس دفعة واحدة.

لقد أظهرت الحلقاتان الأولى والثانية مستوى استهتار المسؤولين عن خطة الدعم الحكومية بمصالح قوت الضعفاء وضربهم بمصالح الناس عرض الحائط دون أن يكونوا يخشون رقيبا ولا حسيب.

لكن الحلقة الثالثة والتى خصصتها "الأخبار" لوثائق خاصة بحاكم المقاطعة كشفت عن مالم يكن ليتصوره عقل أويخطرلأحد على بال – شخصيات جديدة يظهر تورطها وهى لم تخضع بعد لأى تحقيق- واعتراف بأن آلاف الأطنان دون تحديد سلكت وجهة غير وجهتها النهائية-.

لكن مافات على وكالة الأخبار وسيادة الحاكم معا هو أن اعترافه باختفاء آلاف الأطنان يعنى أن لا حبة قمح واحدة وصلت إلى المنمين الذين يفترض أنهم الهدف من الخطة كما هومعلن، فخطة "أمل" بدأت فى شهر إبريل الماضى بشكل رسمى وتوقفت مرات عديدة لعدة أيام قبل أن تتوقف لأكثر من 45يوما باستمرارباعتراف الوالى نفسه فى تصريحاته الأخيرة لوكالة الأخبار نفسهاغداة مثوله أمام قاض التحقيق.

وإذا ما تم الأخذ فى الحسبان أن حصة المقاطعة للشهر كانت فى البداية 600فقط قبل أن تتم زيادتها لتصل إلى 1200طن وفضيحة الشاحنة كانت فى التاسع عشر من يونيوا أى بعد أقل من ثلاثة أشهر من انطلاقتها وبعد توقفها لأكثر من شهر،فإنه لامحالة تتبين لنا النتيجة التالية:

- لم يتم توزيع أكثر من ثلاثة آلاف فى المقاطعة لأن الحصة بعد زيادتهاهى 1200طن والعملية لم تستمر شهرين.

- عبارة الآلاف التى اتخدمها الحاكم فى الوثيقة هى جمع والجمع فى اللغة يكون من ثلاثة فما فوق هذا إن كان الحاكم لايعرف، وهو يقر صراحة أن الآلاف اختفت ثم يتحدث عن نجاح باهر للعملية وصرامة فى الإجراءات، ثم يعود ويؤكد أن عمال المفوضية تلاعبوا بالخطة فكيف الصرامة وكيف النجاح ؟ وعمال المفوضية الذين يتولون الإشراف الميدانى يفبركون الوثائق ويخفون آلاف الأطنان؟؟!!

ثم إن دخول الصحفى عبد العزيز ولد غلام على الخط كان هو الآخر لافتا وفريدا فسحب الأعلاف دون تسديد ثمنها للخزينة حالة لم ترد فى عمليات التلاعب هذه قبله بالإضافة إلى دفع مبلغ وترك جزء منه، هو جانب وقد يكون إجمالى لاتفصيلى فى ماتعرضت له أعلاف ماتت المواشى وملاكها تحت أشعة الشمس الحارقة على بوابات مفوضية الأمن الغذائى لأسابيع عديدة دون جدوى بعد أن سلبتهم الخزينة مالديهم من أموال...............

بينت الوثائق أن الفضيحة تفجرت بعد جشع النافذين على بقية الكعكة والمقاطعة على بوابات فصل الأمطار، فامتناع عمال المفوضية عن إعطاء أحد أقارب الحاكم كمية من الأعلاف كان كافيا لتفجير أكبر فضيحة تعرفها المقاطعة.

فإلى حلقة كشف المستور الرابعة وما قد تحمله هى الأخرى من مفاجآت.

تصنيف : الأخبار