لاقتراحاتكم ومشاركاتكم يرجى مراسلتنا على العنوان التالي:alegcom@hotmail.com

الاثنين، 25 يونيو 2012

" الثورة العمياء " (رأى )




"لا يعرف الكثيرون تفاصيل أول دعوة إلى الثورة في موريتانيا والنداء إلى إرحل يا عزيز ولا كيف تطورت...... سلبا"

من المؤسف أن نضع الفكر ولا نحللها لمن يصعب عليه التحليل تارة ما قد ينتج عن ذلك ما لا تحمد عقباه، وخاصة من ذوي العقول الضعيفة ومنعدمي الفطنة وقصيري التجربة والحنكة السياسية على الصعيدين الوطني والدولي، في هذه الأيام تواترت أصوات المطالبين بإصلاحات جذرية وبرحيل الرئيس حسب تعبيرهم ،وتتالت النداءات على موقع التواصل الاجتماعي الفايس بوك والمقالات التي لا ترتبط بالموضوعية بأن في موريتانيا في خطر،  يدعون رئيس الجمهورية الذي أنتخب بإجماع وطني وفاز بأصوات شعبنا الأبي إلى التنحي عن منصبه وكثر النقد وللأسف الغير بناء للمبادرة التي تقدم بها المناضل مسعود الذي هو في الحقيقة المرجعية الأولى لشريحة الحراطين والذي إتضح للجميع أنه صاحب قضية ووطني من العيار الثقيل.
إن الدعوة إلى العنف أمر مرفوض والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها.هذا الحديث مروي بالصحة فقد أورده الشيخ المحدث إسماعيل بن محمد العجلوني في كتابه: "كشف الخفاء" فقال: "(الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها) قال النجم رواه الرافعي في أماليه عن أنس، وعند نعيم بن حماد في كتاب الفتن عن ابن عمر بلفظ إن الفتنة راتعة في بلاد الله تطأ في خطامها لا يحل لأحد أن يوقظها وويل لمن أخذ بخطامها.
من حق شعبنا المطالبة بكل الإصلاحات الضرورية التي من شأنها تدعيم المكتسبات وليس إجهاض كل ما تحقق، والحذر من تلك الأشخاص الدنيئة التي تريد تخريب وطننا الغالي موريتانيا ليست كباقي مثيلاتها من الدول العربية والإفريقية، تركبة مجتمعنا هشة ولا ينبغي أن نترك أي شكل من أشكال التحريض على العنف والدعوة إلى التظاهرات الغير سلمية والتي ليست في مجراها الطبيعي ولا تحمل في طياتها أية موضوعية، من باب الغيرة على الوطن ومقدرات الشعب الشنقيطي الأبي على كافة المواطنين من ذوي العقول النيرة أن يدعو كل من جانبه إلى الوحدة الوطنية واللحمة الإجتماعية والمحافظة على الحوزة الترابية ومكافحة جميع أنواع التحريض والعمل الدائم على قطع تلك الأيادي الخفية التي مآلها تحويل موريتانيا إلى بؤرة للطامعين والمرتزقة الذين لا يريدون الخير لوطننا ولمواطنينا ورئيسنا الذي لم تمضى على فترة ولايته إلا سنتين التي تحققت فيها من الإنجازات ما لم يتحقق في الفترات المنصرمة - البنية التحية والصرف الصحي والتعليم، بناء مراكز ومستوصفات طبية في العاصمة وفي الداخل على سبيل المثال لا الحصر ( بناء أول وحدة أشعة لمعالجة مرضانا المصابين بالسرطان شفاهم الله المركز الوطني للأنكولوجيا مما يقضي تماما على الرفع إلى الخارج الشيء الذي عانى منه المريض وأهله وتعيين طاقم إداري متكامل من أساتذة في الطب الباطني وجميع الأورام و متخصصين ، ناهيك عن مشاريع الماء والكهرباء والمعادن والنفط وتوفير فرص عمل لا تحصى ولا تعد والقضاء على العمالة، وإعطاءه إشارة الضوء الأخضر في القضاء على الأحياء الشعبية بحنكة ورزانة وتأني والتعويض لكل محول من مكان إلى آخر، هي في الحقيقة أخي المواطن إنجازات تطول وتجول في غضون سنتين ناهيك عن المخططات العمرانية في المستقبل القريب كرباط البحر ودعم المشاريع الاستثمارية والمجتمع المدني وفتح الباب أمام الممولين الذين سيستفيد منهم أغلبية المنظمات الوطنية التي تسهر على دعمك أخي المواطن. من حقك أيها الشعب الخروج إلى الشارع بشكل حضاري دون إخلال بالأمن العام أو المس بالممتلكات العامة والخاصة، وليطمئن هذا الشعب المتعطش إلى واقع أفضل حسب تعبيره بأن حكومتهم موريتانيا، ليست دولة بوليسية، إذ لا قيود على وسائل الاتصال والانترنيت، فكلنا شعبا وأطر وفاعلين سياسيين لنأمل فيكم الأمل الكبير لنعمل معا من أجل موريتانيا دولة قوية مزدهرة تحت دين واحد وقيادة واحدة لنزاوج بين المؤسستين الدينية والتنظيمية ولنقل جميعا لا للأيادي المدسوسة لا للتفرقة لا لتخريب وطننا لا للثورة العمياء.
أخي المواطن لا يغرنك بالله الغرور، العقل شيء والعاطفة شيء آخر، حكم عقلك وضع أوجه المقارنة بين يديك، وتأمل جيدا منذ نشأة الدولة الموريتانية وإلى يومنا هذا لن تجد أي إنجاز للمعارضة في جميع الميادين ( البنى التحتية، الصحة، التعليم.....إلخ) عكس مثيلاتها في الدول النامية و التي لها عدة إنجازات على أرضية الواقع بغض النظر عن المتقدمة يقول المثل الحساني ( أل أمشكر ش إدير ش أفبل) قد لا أكون أهلا لأقول لإخواني في المعارضة أن مبادرة المناضل مسعود كانت عن حسن نية ومن أجل رس سفينة موريتانيا التي باتت معرضة للكثير من الأمواج الخطيرة التي هدفها الوحيد ليس أنا الذي في الأغلبية وحدي وإنما أنت أيضا أخي المواطن في المعارضة.
مازال الوقت مبكرا لكي تصحح المعارضة خطأها، يقال أن الاعتراف بالخطأ فضيلة ويقال انه ليس كافيا أن يعرف الانسان خطأه فا الأهم هو عدم العودة الى نفس الخطأ وامتلاك القدرة على تصحيح هذا الخطا، نفتخرنحن الموريتانيين بأننا بلد الحضارات وإننا أول من ساهم في سن القوانين والتشريعات وإننا بلد الأبطال والمثقفين، إلا أنه  في هذه اللآونة الأخيرة ظهرت مجموعات هدفها القضاء على هذه المسميات و الميزات،
من هنا يبقى السؤال المطروح هل أن الشعب الموريتاني قد عاد الى تشكيل وعيه بشكل صحيح وموضوعي والفهم، إن كل ما يجرى القصد منه إضعاف وتشويه المواطن الموريتاني والعقل والفهم والوعي وتدمير القيمة الأقوى في كل المعادلة وهو المواطن فحين يتم تخريب وتفريغ المواطن الموريتاني فكريا وثقافيا ونفسيا ووعيا يصبح من المستحيل بناء مجتمع سوي اوحضارة اوثقافة اودولة , ويأتي ضمن هذا المنهج التخريبي ماتحاول قوى المعارضة فرضه يتمثل في محاربة الثقافة والفكر والفن والعلم والإنجازات التي تجسدت على أرضية الواقع ومحاولتهم إفراع المواطن الموريتاني من محتواه ومضمونه الحقيقي والمجدي  جاهدين في إبعاده عن من يخدم أهدافه وتوجهاته، في ما يتضح من معارضتنا اليوم هو إرجاع البلاد الى أزمنة التخلف والظلام .
والآن اعتقد مرة أخرى الى أن الشعب الموريتاني بدا يشكل وعيا وفهما وثقافة أخرى جديدة ، تحتم أولا أن يبدأ الموريتاني عملية إعادة بناء و إصلاح للذات وعملية تطهير داخلي  وتنقية من الشوائب الخطيرة الدخيلة وخاصة إخواننا في المعارضة على وعيه وقيمه وتصحيح للفهم والوعي وفي الأخير إلى عملية توبة عن كل الأخطاء والإساءات والذنوب بحق أنفسنا ووعينا وبلادنا .
من هنا يمكن القول أن الثورة حين تنهض لإصلاح أو لتغيير سلطة وواقع فاسد ستكون ثورة صادقة ومؤثرة وفاعلة وناجحة في الوصول إلى أهدافها ومبتغاها، أما أن نثور أو نطالب برحيل نظام ما زال في مراحله الأولية وفي غضون سنتين غير الكثير فهذا أمر مرفوض.
وفي الأخير أذكرالأب الروحي ومرجعية الحراطين المناضل مسعود ولد بلخير والسيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز
بقوله تعالى : » وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ « 
صدق الله العظيم

الكاتب:
محمد ولد رمظان
الإبن البار لمقاطعته : بوكى ولاية لبراكنة
Mohamed74ramdane@yahoo.fr
4 696 10 96 –36 26 86 96


4 التعليقات:

منافق لا تستحق التعليق

بارك الله فيك وفي أمثالك من خيرة الشباب ما عهدنا منك إلا كتاباتك الرائعة أيها الشاب المحترم هذا المقال جيد جدا ويستحق التكريم والإعتبار

الحق يعلو ولا يعلى عليه مقال رائع جدا ويستحق التقدير

شكرا

أحسنت إكثر أمثالك و يفضح حسادك


ميمونة

إعلان