لاقتراحاتكم ومشاركاتكم يرجى مراسلتنا على العنوان التالي:alegcom@hotmail.com

السبت، 19 أكتوبر 2013

محمد ولد امسيكه: بطل يخرج من رحم المعانات

المجاهد محمد ولد امسيكه فى سجن ألاك

لاتخلو قصة شعبية أو أسطورة تراثية أو حكاية من حكايات البطولة والإقدام أو النخوة وعزة النفس والإباء – من ذكر بطل مغيب – لا وجود له في كتب التاريخ أو المقاومة منسي رغم جولاته و صولاته في ميدان الوغى وشجاعته الخارقة في رد كيد الأعداء ومساعدة الضعفاء ورفض الضيم أو الخنوع والاستسلام – بطل أضاعه التاريخ وأي فتى أضاع – محمد "ول امسيكه" الذي تعرفه سهول شمامه و بوكي وروابي تكند وأبي تيليميت ومناطق شكار و كيم ومنكل وشكار ومكطع لحجار واكدية ألاك – ولد في العام 1908 على الأرجح نشأ كأي فتى في مستواه الاجتماعي قليل الجاه لا يشذ عن القاعدة رعاية الغنم أو جلب الماء أو القيام ببعض الأعمال المنزلية...

لكن "ول امسيكه" لم يولد ليكون غلاما مطيعا بل كان ثائرا و متمردا شرسا على تصرفات الثالوث الذي حاول إحكام قبضته عليه: المجتمع والهاليبة والنصارى فقد ساعدته بنيته الجسمية القوية وفروسيته وشجاعته على الثأر من أعداءه فقد عانى صغيرا من بطش "الهاليبة" الذين ساموه سوء العذاب عندما كان صغيرا بالضرب والسحل والشتم وقد أقسم على النيل منهم, و هو ما تحقق له,حيث كان يتعرض لهم في هجماته و يكيل لهم الصاع صاعين,و لول امسيكه قدرة فائقة على التخفي عن أعدائه تفوق الوصف متنقلا في حيز جغرافي يضم ثلاث ولايات هي لبراكنه والترارزة وكوركول ينفذ غارة هنا على النصارى وأعوانهم من (كوميات) وغارة هناك على أعدائه من الهاليبة  مستحلا أموالهم يقسمها على الفقراء والمستضعفين.

تولدت لدى ول امسيكة عدة أسباب لكره الفرنسيين ومن والاهم عندما كان عاملا في شركة (صمب أطلي) التي كانت تقوم بإنشاء (المير) بين روصو وانواكشوط وما عاناه ورفاقه من ظلم واضطهاد وتعسف على أيدي النصارى و(كوميات) والظلم الذي عاناه خلال عمله لدى الهاليبة الذين ظلموه ومنعوه حقه، كل هذه المآسي والعثرات أثرت في نفسه وأنتجت بطلا من رحم المعانات.

لم يكن ول امسيكه" فارسا مغوارا فقط فلقد كان مداحا للرسول صلى الله عليه وسلم وامتاز بنبرة صوت حادة وجميلة فقد جمع المكرمتين: مدح المصطفى بلسانه وجهاد النصارى بسيفه وتذكر الروايات الشعبية أنه لم يطلبه أحد إلا بات معه دون أن يعرفه ومن أشهر قصصه مع متعقبيه قصته مع موسى بيدي وهو سينغالي استقدمه الفرنسيون للقبض على "ول امسيكه" الذي كانت إحدى الأسر في أبي تيلميت تزوده بالمؤونة و تتستر عليه وحدث أن أخبر بوجوده لدى تلك الأسرة فعلم موسى بيدي بذلك وبدأ في البحث عنه وكان يلبس بزة ويعلق بندقية ولما خرج باحثا تلقاه "ول امسيكه" وهو لا يعرفه – زاعما أنه يعرف مكانه-  وقال له اتبعني فلما تنحى به جانبا أخذ بتلابيبه وخلع ثيابه وأخذ جمله و سلاحه وأجبره على النزول من أعلى أحد كثبان أبي تيلميت ضحى فما راع الناس إلا موسى بيدي نازلا من المرتفع في وقت الذروة مكتوف اليدين عاريا.

هذه واحدة فقط من عشرات القصص التي تزخر بها الذاكرة الشعبية عن "ول امسيكه" الذي أصبح هدفا للمستعمر وأعوانه الذين دوخهم بهجماته التي نال فيها مبتغاه وكثر أعدائه و تكاتفت عليه المكائد من كل حدب و صوب وكثر متصيدوه الذين أغرتهم الجائزة المرصودة لمن يأتي به فأوجس خيفة وانتقل إلى الفيافي والقفار فارا بنفسه يترقب فرصة للانقضاض على عدوه وفي ضحى يوم من أيام العام 1950كان في منطقة من مناطق غاراته بين ( لخريز) و( كيم) في ولاية لبراكنة.

 وبينما كان يعد الشاي أبصر من بعيد رجلين فامتشق خماسيته لكن روعه هدأ فلم يكونا سوى صديقيه سام وعبدات اللذان أعطياه الأمان وبدأ بضيافتهما بإعداد الشاي و شي اللحم إلا أن عظم الجائزة أعماهما عن واجب العهد والصداقة فتبادلا نظرات الغدر وبسرعة البرق قفز عبدات إلى خماسية "ول امسيكه" المعلقة على الشجرة فأطلق عليه النار وسال دم الغدر وضاعت مواثيق الصداقة.

 رجع العميلان برأس البطل إلى القائد الفرنسي الذي أمر بحبسهما لأنه كان يريد "ول امسيكه" حيا فهو ليس قاطع طريق بسيط أو صعلوك متشرد..

 وباستشهاده طويت صفحة من تاريخ  بطل لم يسعفه التاريخ ولم ينل حقه في التكريم ويبقى "ول امسيكه" ذلك اللغز الذي لم ينل حقه في التعريف وبقي أسطورة خالدة يتسلا بها الموريتانيون فى لياليهم ومادة دسمة نسج حولها الكثير من الأساطير والقصص  الشعبية جعلت منه ملحمة وطنية تستحق الدراسة والتنوير.

رحم الله محمد ولد امسيكه


3 التعليقات:

شكرا لأنكم تحدثتم عن هذا البطل

ماأعرفه عن ولد أمسيكة حسب بعض الروايات التاريخية أنه أرسله أهله إلي قبيلة من قبائل الفلان المجاورة لمدينة بوكي ليدرس القرءان الكريم مكث هناك فترة من الزمن جعلوه مثل أبنهم وأصبح يرعي لهم الأغنام وفي أحد الأيام قام ولد مسيكة بسرقة بعض القطعان وعندما عثرة عليه تلك القبيلة ضربوه ضربا مبرحا وحرقوا له أجزاءا من جسمه وجزوا به في السجن فتراكمت عليه الأحقاد ضد تلك القبيلة الفلانية وعاد بعد ذالك إليهم ليشن غارة

شکرا ولکن نریدکم فی المرة المقبله أن تنشرو قصته وروایاته بالتفصیل

إعلان