لاقتراحاتكم ومشاركاتكم يرجى مراسلتنا على العنوان التالي:alegcom@hotmail.com

السبت، 19 أكتوبر 2013

موريتانيا من حال إلى حال "الحلقه 3"

جار الله ولد سيد محمد



31ـ وقولهم وعــــــدنا غـــــــــــرورا[1]
وبالمصائب يرى مســــــرورا [2]
 32 ـ يعتذرون كذبا ويهمـــــــــــزون

ويسخـــــرون مرة ويلمــــزون
33ـ وقد روى الشيخان عن أهل البدع

فما أبيح افعــل وغيـــــــره فدع [3]
34ـ وكشفوا  معايـــب الكشــــــــــاف

بحجة البيان لا الأشـــــــــــاف [4]
35ـ وقـــــد يرى الخلاف في الصديق

 كسعد الجواد  والصديــــــــق [5]
36ـ أما ترى الفاروق مبد رأيــــــــــه

مـــــــع  الذي أيده بوحيــــــه [6]
37ـ منع المجاهرين بالفواحـــــــش

يجب شرعا دونما منـــــــــاقش [7]
38ـ لا ترتــــضى حرية الفســـــاق

 فالخيـــــــر بين الفتح والإغلاق
39ـ والخلف في الأمة حكم من قـدر

يلبسكم ولا يزالون قـــــــــــــــدر[8]
40 ـ فنقل ذا إلى رحاب  الكلـــــــم

أفضل من سفك دماء المسلم [9]ـيـن




[1] ـ يشير إلى قول الله تعالى حكاية عنهم { ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا }
[2] ـ يشير إلى قول الله في شأنهم { إن تصبك حسنة  تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون } فلم يعاقبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه الأفعال والأقوال الشنيعة علما أن هذه الأمور تعد في أعرق الدول ديمقراطية من باب الخيانة للأمة لأنها تآمر مع العدو
[3]  ـ يعني أن أهل السنة تعاملوا مع أهل البدعة بمبدأ قول الله تعالى { ولا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى } وعلى رأس أهل السنة المحدثون وعلى رأس المحدثين الشيخان فقد رويا عن مجموعة من المبدعة  وصل عدد من رمي بالبدعة من رجال البخاري إلى 69 شيخا وقال ابن المديني ما مضمونه أنه لو ترك أهل البصرة بسبب القول بالقدر وأهل الكوفة بسبب الاعتزال لذهب العلم  وعليه فكون الانتخاب يشارك فيه المبتدع وغير الملتزم برأيه لا يقتضي الحكم عليها بالبطلان أو التكفير به فهذا المبتدع قد يكون له رأي وهذا الرأي قد يحمل الصواب  وشطر البيت منتزع من قول ابن مالك
                                                     .......................               فما أبيح افعل ودع ما لم يبح
[4]  يعني أهل السنة تعاملوا مع شبه المبتدعة بالحجة والبيان فردوا على حججهم الواهية بلغة القلم وفصاحة اللسان ولم يعامل منهم بالسيف إلا من أبدى صفحة عنقه وأعلن ما يدل على زندقته كالحلاج  وقد كان ذلك  على يد  المحاكم الشرعية لا على يد الأفراد والتصرفات غير محسوبة العواقب والأشفة تقال بالدارجة لإبرة طويلة وغليظة وهي كناية عن السيف فافهم
[5]يشير إلى ما روى البخاري في صحيحه من بيعة أبي بكر رضي الله تعالى عنه  و فيه قول عمر رضي الله تعالى عنه   "فقلت ابسط يدك يا أبا بكر فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون ثم بايعه الأنصار ونزونا على سعد بن عبادة فقال قائل منهم قتلتم سعدا بن عبادة فقلت قتل الله سعد بن عبادة قال عمر وإنا والله ما وجدنا فيما حضرنا من أمر أقوى من مبايعة أبي بكر خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يبايعوا رجلا منهم بعدنا فإما تابعناهم على مالا نرضى وإما نخالفهم فيكون فساد فمن بايع رجلا على غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا .رقم الحديث  6592 قال الحافظ ابن حجر في الإصابة في ترجمة سعد بن عبادة " وقصته في تخلفه عن بيعة أبي بكر مشهورة "وخرج إلى الشام فمات بحوران " ص 80 ج 03 .
[6] يعني من مخالفة الصديق التقي الناصح مع عدم الضرر في ذلك قصة عمر رضي الله تعالى عنه  يوم الحديبية قال سهل بن حنيف "اتهموا أنفسكم فلقد رأيتنا يوم الحديبية ـ يعني الصلح الذي كان بين النبي صلى الله عليه وسلم والمشركين ـ ولو نرى قتالا لقاتلنا فجاء عمر  فقال ألسنا على الحق وهم على الباطل أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار قال بلى قال ففيم نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا قال ( يا ابن الخطاب إني رسول الله ولن يضيعني الله أبدا ) فرجع متغيظا فلم يصبر حتى جاء أبا بكر فقال يا أبا بكر ألسنا على الحق وهم على الباطل قال يا ابن الخطاب إنه رسول الله ولن يضيعه الله أبد"ا فنزلت سورة الفتح . البخاري مع الفتح ، تفسير سورة الفتح ، رقم الحديث 4658. فانظر كيف أبدى عمر رضي الله تعالى عنه رأيه رغم حساسية الموقف .
[7] ـ يعني أن واجب الشرع يقتضي منع الجميع من المجاهرة بالمعاصي  وإظهار الفواحش  فالحرية لا يمكن أن تتجاوز حدود الشرع
[8]  ـ يشير إلى أن الخلاف في هذه الأمة أمر قدري وهو الأيسر الذي اختاره لنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم  فعن جابر قال لما نزلت هذه الآية { قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أعوذ بوجهك ) { أو من تحت أرجلكم } قال ( أعوذ بوجهك ) { أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( هذا أهون، أو أيسر ) البخاري مع الفتح رقم الحديث 4443 .
[9] يعني أن هذا الخلاف القدري يجب أن يكون خلافا سلميا بين البرامج والرؤى فهذا أفضل وأولى من جعله خلافا يعتمد القوة سبيلا وحيدا للحل ولذلك فالانتخاب والتبادل السلمي على السلطة فيه مصلحة كبيرة وهي حقن دماء المسلمين. وقد قال المؤرخون إن من مات من المسلمين بسبب النزاع على السلطة أكثر ممن مات منهم في الجهاد في سبيل الله تعالى ,

0 التعليقات:

إعلان