الشيخ باي ولد محمذن المصطف الملقب مراد |
إن تجربة هذا الجيل مختلفة عن الأجيال التى سبقتها تماما، ووعى هذا الجيل بأنه امتداد لأجيال سبقته ضعيف جدا، واللوم فى ذلك على الكبار وليس على الصغار، لأن القطيعة التى حدثت بين هذا الجيل وبين من سبقه ليس هو المسؤول عنها بحال.
هذا الجيل لا ينشغل بالتنظير قدر انشغاله بالعمل، ولا يجرى خلف الأيديولوجيات قدر جريه خلف إنجازات تتحقق على أرض الواقع، فهو جيل عملى إلى أقصى درجة، وهذه ميزة من أهم مميزاته، ويمكن استغلالها بوضع برامج عملية ينخرط فيها هذا الشباب، ولكن للأسف حتى الآن لم يقم أحد بوضع أى برامج تستطيع أن تحتوى الطاقات الكبرى لهذا الجيل الفريد.
شباب الثورة يرون أن الأجيال التى سبقتهم لا تنظر للأمور بنظرة صحيحة، ويشكون فى تحليل من هم أكبر منهم، لأن تجربتهم الكبرى كانت بأن جميع الكبار قالوا لهم إن ما تريدونه مستحيلا، ولولا أنهم عصوا من هم أكبر منهم، لما حققوا إنجازهم، ولو أنهم أطاعوا الكبار لما خرجوا من بيوتهم من الأساس، ولما نزلوا الميادين إلا للاحتفال بفوز فريق كرة!.
هناك شكوك كبيرة بين شباب الثورة وبين رموز المجتمع، ونقاء هؤلاء الشباب يجعلهم غير متفهمين لكثير من التصرفات التى يقف فيها الكبار فى منطقة وسطى بين الحق والباطل.
إن الفجوة بين شباب الثورة وبين الأجيال التى سبقتهم كبيرة جدا، ولا بد من ردم تلك الفجوة الرهيبة، وذلك يكون من الطرفين، بمعنى أن يتنازل هؤلاء الشباب قليلا، وأن يتواضع الكبار ويصبروا قليلا، وأن يحترموا أطروحات الشباب.
لو ردمت هذه الفجوة ستستفيد موريتانيا استفادة كبرى، وستتمكن الأمة الموريتانية من وضع طاقة جيل كامل فى البناء، ولكن يبدو أن هناك من هو حريص على استنزاف طاقة هؤلاء فى الهدم، بدلا من وضعها فى البناء
دائما كنت أسأل نفسى: أى نظام أحمق ذلك الذى يملك شبابا مثل هؤلاء ثم يهمشهم؟
سألت نفسى هذا السؤال فى أحداث مسيرة حركة 25 فبراير رفضا للتعديلات الدوستورية وما زلات الإجابة غائبة!.
خلاصة القول، تجربة شباب اليوم في ظل الثورت العربية جعلتهم يفكرون بشكل عملى ومتعجل فى بعض الأحيان، وللأسف لم يتمكن أحد من الحوار مع هؤلاء الشباب لكى يرشده للطريق السليم.
0 التعليقات: