لاقتراحاتكم ومشاركاتكم يرجى مراسلتنا على العنوان التالي:alegcom@hotmail.com

الاثنين، 27 فبراير 2012

هل شرطة موريتانيا حقا في خدمة الشعب "صور ونماذج" (رأي)


بقلم: الأستاذ سيدي ولد سالم
وصلنا عبر البريد: 
sidisalem23@gmail.com   
قبل ما يزيد على 1400 عام كان النبى (صلى الله عليه وسلم) يتحدث عن صنفان من أهل النار لم يرهما: قبل ما يزيد على 1400 عام كان النبى (ص) يتحدث عن صنفان من أهل النار لم يرهما: وذكر نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، ثم رجال لهم أسياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ضرب غرائب الإبل مضيفا أن هذان الصنفان  لا يدخلان الجنة ولا يجدن ريحها وهو يوجد من مسيرة ألف ميل، ولئن كانت جولة قصيرة تستغرق أقل من ربع ساعة فى شوارع عاصمة  الجمهورية الإسلامية الموريتانية أو فى أى مدينة من مدنها الداخلية كما هو الحال فى سائر البلدان العربية والإسلامية كافية كى يتعرف المرء على الصنف الأول من الصنفين المذكوران فإن مجرد الهمس بالحرية والكرامة أو المشاركة البسيطة فى أ ى وقفة احتجاجية كذلك  كاف بل وأكثر كى يتعرف المرء على الصنف الثانى إذ لا يختلف اثنان على أن كل الأمارات التى وردت فى الحديث النبوى تتوفر بكل امتياز فى أجهزة الشرطة العربية والإسلامية التى بات يرتبط اسمها فى كل قطر من الأقطار بالهمجية والتعذيب والقمع والتفنن فى التنكيل بالشعوب ودوس كرامتها وفى يوميات المعهد العالى والربيع العربى وجمعه الثقال أى بيان...؟؟؟؟!!!

جهاز الشرطة الوطنية كمثال
لا أود إلقاء الكلمات على عواهنها ولا أريد تحاملا يغيب فيه المنطق والعقل بل أريد تسطير مواقف ومشاهد تواترت على ذهنى بينما كنت أتابع فى التلفزيون الموريتانى حلقة من برنامج الشرطة فى خدمة المواطن، فتساءلت لم يسعى التلفزيون إلى تلميع صورة جهاز يرتبط اسمه بأغلب الفواجع والملمات!
ثم إذا كان هذا البرنامج يأتى كعرفانا بالجميل للشرطة فلماذا لا تكون هناك برامج مماثلة تعترف بالجميل  للجيش والدرك والحرس والجمارك وغيرهما من أجهزة الدولة إن كنا نعتقد أن لهم جميلا؟ ثم أترك للقارئ أن يحكم بنفسه على ما سأسطر.

الموقف الأول أرواح تباع بثمن بخس
كان هذا فى عام 2006 والبلاد تعيش يومها مرحلة انتقالية ديمقراطية والحديث عن القضاء على الرشوة يعيش أوجه وفى لحظة من اللحظات تخطر ببال شاب موريتانى ثلاثينى العمر فكرة فى غاية الخطورة والإجرام – اختطاف طائرة وارتهان من بداخلها- بيد أن الشاب لم يكن بحوزته كثير من المال ليستأجر به من يتولى عنه إدخال حقيبته إلى الطائرة وبداخلها  مسدس مليء بالذخيرة كان كل ما لديه يتمثل فى 2000 أوقية ، وجهاز تلفون من (nokia9(وتحسبونه هينا وهو عند الشرطة عظيم) (وتكبر فى عين الصغير صغارها) لكن المبلغ رغم هزالته وتواضعه كان كاف بل وأكثر لإغراء أحد عناصر الشرطة الوطنية العاملة بالمطار ليقوم بإدخال الحقيبة إلى الطائرة رغم علمه بوجود المسدس داخلها ليجد المسافرون فى الرحلة أنفسهم وهم رهائن بمطار لاس بالماس بمملكة إسبانيا.

ثانيا عجلات السيارات خير ملاذ
لا زال الكل يتذكر الاشتباكات التى حصلت 2008 فى العاصمة نواكشوط مع أفراد من تنظيم القاعدة حين اكتشفت إحدى المفوضيات بالعاصمة أفراد التنظيم وطاردتهم حتى المنزل الذى كانوا يسكنونه وهنا بدأ الاشتباك! احتمى الشرطيون البواسل بعجلات سياراتهم وخرج أفراد التنظيم من المنزل وسلبوا مواطنا سيارته دون أن تتدخل الشرطة لخدمته (لكل منهم يومئذ شأن يغنيه) تدخلت قوات النخبة فى الجيش الموريتانى ثم كتيبة الصاعقة لكن الصاعقة بالنسبة للمواطن وكل من تابع عملية محاصرة المنزل تلك الليلة فى التلفزيون الموريتانى هى حين اكتشفت قوة الصاعقة أن لا أثر للإرهابيين إلا قدر تبدوا عليه آثار وجبة دسمة وبعض المشروبات الغازية وأن أفراد التنظيم استفادوا من لحظة احتماء أفراد شرطتنا بالعجلات.
ثالثا: قط يمسك بفأر 
بعد أيام من هذه الواقعة تنجح الشرطة فى اعتقال عنصر من التنظيم هو معروف ولد الهيبه ورغم أن الرجل ملطخة أياديه بدماء سياح فرنسين أبرياء – حسب حكم محكمة الجنايات بنواكشوط- وقد أساء بقتلهم للإسلام وللموريتانيين إلا أن المعاملة التى لقيها من أفراد الشرطة الذين انهالوا عليه ضربا وكادوا يجردوه من ملابسه أمام عدسات الكاميرات كان سلوكا مشينا ينم عن همجية ووقاحة وعدم إنسانية ويولد بكل تأكيد الضغائن بل وحتى التعاطف معه فمهما كان جرم الرجل فإنه يظل إنسانا ويجب أن يعامل كإنسان.
رابعا: سلوك يعيشه المواطن فى يومياته
وأذكر هنا نموذجين فقط:
1-    فى عام 2003 حين كان نظام ولد الطايع يشن حملة اعتقالات واسعة فى صفوف التيار الإسلامى قيل إن أحد رموز التيار وهو الباحث والمؤرخ سيدى أعمر ولد شيخنا الأخ الشقيق للرائد محمد ولد شيخنا كان فى إحدى مفوضيات الشرطة وفى ساعة متأخرة من الليل أراد أن يخلوا بربه وفجأة إذ بشرطى يكيل الشتائم للص أمسكه أحد حراس الدكاكين وهو يحاول السرقة من أحدهم فإذ به يقول له ألم أبلغك بأننى سأكون فى العمل الليلة وأن عليك ترك هذه المقاطعة والتحول إلى مقاطعة أخرى ثم يسأله بعد أن هدأ غضبه قليلا وكم استطعت أن تحصل عليه من المال!.
2-    النموذج الثانى: هو العقيدة المبنية على النفعية المحضة والخيانة الصريحة للأمانة والمتمثلة فى فرض  إتاوة معلوم قدرها على كل سيارة ومتعارف عليه رغم أنه لم ينص عليه أى قانون وهى إتاوة 200 أوقية التى هى كضمة القبر لا ينجوا منها صالح ولا طافح ولا مكتمل الأوراق أو عديمها فالكل سواسية أمام جيوب الشرطة.
خامسا تبادل التهانئ على الجريمة
ورغم أن الهدف الذى أنشئ من أجله جهاز الشرطة أصلا هو هدف نبيل وشريف يتمثل فى السهر على راحة المواطن وأمنه وسلامته، إلا منظر أفراد الشرطة وهم يتبادلون التهانئ بعد أن أصابوا أحد طلبة المعهد العالى للدراسات والبحوث الإسلامية على جهازه التناسلى إصابة بالغة كان المنظر يبعث برسالة إلى المواطن وهي رسالة فى غاية السوء حين يحس أن الجهاز المكلف بحمايته تحول من باعث للطمأنينة إلى مصدر قلق أول
إحساس بعدم الجدوائية أم...؟؟؟؟؟
ختاما أسجل أربعة تساؤلات أجد طرحها لازم ووارد بعد كل هذا 
1-    هل إنشاء جهاز أمن الطرق ليتولى تنظيم المرور فى العاصمة جاء نتيجة تشكيك من السلطات العليا فى كفاءة الشرطة وقدرتها؟!.
2-    هل تولى جهات أخرى إصدار جوازات السفر وبطاقة التعريف ورخصة السياقة أمور لهاعلاقة بنفس الموضوع؟؟!!.
3-    هل حرمان الشرطة من تخليد عيدها السنوى مقدمة لحل الجهاز بعد أن اقتنعت جهات عليا بفساده؟؟!!!.
4-    أم أن الجهاز فرغ لمهام أخرى باتت أكثر إلحاحا وتتمثل فى قمع الطلاب والحقوقيين والتنكيل بكل من يصدح بالحرية أو يجرأ على الهمس بها بينه وبين ثيابه.
وعلى أية حال فإن كانت إجابة السؤال الأخير هى نعم فإن النظام لو نثر كنانته وجمعها لن يجد الشرطة أطيبها عودا ولا أصلبها مكسرا وهنا لا بد أن أختم بالتذكير بما فعله كل من جهاز الشرطة التونسى والمصرى وهما الأكثر ثقافة والأدق تكوينا حين خرجت  الثورة من سيدى بوزيد و ميدان التحرير تنادى الزين ومبارك أن ارحلا والنظامين فى عسرتهما المزدحمة بالحيرة والخيارات العسيرة كانت اللجان الشعبية المكلفة بحماية الأحياء تلقى القبض على ضباط الشرطة وهم منشغلون بالنهب أم أن مقولة سيف الإسلام تنطبق علينا نحن فى بلاد شنقيط وعلينا أن نقول بصوت عال (نحن مش تونس ولا مصر).

0 التعليقات:

إعلان