لاقتراحاتكم ومشاركاتكم يرجى مراسلتنا على العنوان التالي:alegcom@hotmail.com

الأحد، 22 مايو 2011

المبادئ في بلاد المبادئ... من لها بعد عبد القادر ناجي؟

الكاتب مع المرحوم عيد القاد الناجي

"رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" صدق الله العظيم.

أن يعرف رجل بصفة جميلة غالبة عليه، فتلك قضية تتكرر باستمرار. أما أن يعرف بكل الشمائل والمناقب المعروفة ويزيد، فتلك قضية نادرة الحدوث.

الشهم البطل الوفي القومي، المدافع عن مبادئه مهما كانت التضحيات، القائد الفذ القادر على اتخاذ القرارات في أوقات يتقاعس عن اتخاذها المؤهلون أكثر، تلك صفات اجتمعت في رجل لا ككل الرجال، رحل عن دنيانا الفانية يوم 16 مايو الجاري، إنه عبد القادر ناجي البطل الذي ترجل أخيرا، بعد رحلة نضالية متميزة في الساحة الوطنية والقومية.

المرحوم عبد القادر ناجي، عرفته عن قرب خلال السنوات الأخيرة، فعرفت فيه الصدق والوفاء والشجاعة والترفع عن صغائر الأمور، وفيا لتلك المبادئ التي أتشرف بأنها تجمعني وإياه، وهي التي دفعته عندما كانت حمم البركان الاستعماري تتساقط على بلاد الرافدين: عراق القادسية وأم المعارك، أن يشد الرجل الرحال إلى هناك، متطوعا للجهاد إلى جانب أولئك الرجال العظام وفي مقدمتهم الشهيد صدام حسين رحمه الله.

جمعتني والمرحوم عبد القادر ناجي عدة لقاءات انفرادية وجماعية، كانت من بينها مناسبة هذه الصورة النادرة والمتميزة، التي جمعتنا معا مع أب الأمة المرحوم المختار ولد داداه وحرمه السيدة مريم داداه في مباني السفارة المصرية بنواكشوط، على هامش تخليد ذكرى الثورة المصرية، وهي صورة تشرفني وأعتز بها مع من وضع أسس بناء الدولة الموريتانية، ومع رجل وفي لمبادئه وشعبه وأمته.

لقد كان المرحوم عبد القادر ناجي، أحد الذين نهلوا من منابع الوطنية والإخلاص، والذين كانت صيحاتهم تسمع من على قمم الجبال وفي أعماق الضمائر، فحمل لواء الدفاع عن اللغة العربية في بلاد يحاول البعض طمس معالم هويتها، وناضل من أجل تأسيس هيئة وطنية للدفاع عنها.

لقد مثلت وفاة المرحوم عبد القادر ناجي، صدمة لكل الخيرين من أبناء هذا الوطن الغالي، فله في مثواه الأخير أقول: رحمك الله أيها البطل الشجاع، وأدخلك فسيح جناته، وألهمنا بعدك الصبر والسلوان و"إنا لله وإنا إليه راجعون". و"لله ما أخذ وله ما بقى".
بقلم: يحيى ولد الحمد / كاتب صحفي

0 التعليقات:

إعلان