أبوبكر ولد ودو |
قبل أزيد من عام كان رئيس مصلحة إدارية
يستعد لكتابة شعارات تعرض في العيد السنوي للوحدة الإفريقية أثناء رئاسة موريتانيا
للاتحاد، فأشار إليه فرد من محيطه الاجتماعي بشعار تضمن عبارة "لبيك يا عزيز"
عرض الشعار المكتوب على مطوية كبيرة وبخط عريض
في القاعة الرئيسية لدار الشباب وإلى جانبه صور مكبرة تتحدث عن إنجازات الرئيس
وانحيازه للطبقات الهشة، قرأ أحد شبابنا "ثمالات العصر
للأسف
" الشعار الرئيسي واستشاط غضبا، هذا لا ينبغي لبيك لا تقال
إلا لله الواحد الأحد.."
أصرها المسؤول في نفسه ولم يبدها لكن حين
قابل من أشار إليه بالشعار قال له (انت فيه حد من أهل ألاك كالي عن ذي كلمة لبيك
فيها تجاوز اشوي) استغرب الأمر وهو صاحب
خلفية دينية واسعة وشاعر مجيد "عكس احميراتن نحن الخظر والدخن" فبدأ
يستحضر أحاديث نبوية وبعض أقوال أهل العلم في هذا المجال لينهي بحثه برد شاف وواف
ضمنه في قصيدة من 50 بيتا وسلمها إلى المسؤول الإداري ليصلها إلى من اعترض من
ساكنة ألاك.
قرأها بتأني ثم سأله: شمواسي عندك ذاك؟
كالو نعرف عنك تعبت راصك ذ إل اعترض اعليك أراه لك ماه من خريجي محظرتي الكحلاء
والصفراء؟!
تذكرت هذه القصة وأنا أتابع الجدل المثار
حاليا في المدينة وقد وصل للأسف مداه في الانحطاط وأبان عن إفلاس سياسي وفكري
وأخلاقي لم يكن أغلب المتشائمين لواقع شبابنا اليوم يتوقعه.
في الحقيقة كان الأولى بمن أثاروا هذا
اللغط وتحدثوا باسم ساكنة ألاك أن يعلموا أن الإساءة
الأولى والأخيرة تكمن في
حديثهم باسم ألاك واختزالهم لكل تاريخه وأمجاده في أشخاصهم وشخوصهم التي لا علم
لها ولا ورع ولا أخلاق ولا تقوى ولا هدي إلا إلى الطريق المعوج والسلوك المشين
وقبيح القول وما خفي كان أعظم.
كان الأولى بهم أن يقلعوا عن منادمة
الباحثين عن الشهوات في ضواحي بوكى وأن يحدثونا عن إنجاز واحد للنواب منذ انتخابهم
وإلى اليوم أو يتحدثوا عن دور قام به وزراؤنا قبل التوزير وبعده في سبيل امتصاص
البطالة أو توفير قطرة ماء تروي عطش ظمآن ليكون تحاملهم على بلدية ألاك وعمدتها ي
محله.
كنت أنتظر منهم وهم يتحدثون عن الفساد
الأخلاقي عند المشرف على موقع لبراكنة إنفو أن يشفعوا ذلك بالقول إنه هو من تتخطفه
أنظار الناس عند مكاتب المقاطعة للحصول على ورقة إذن لإقامة عرس ليلي في أحد أطراف
المدينة.
كنت أنتظر منهم أن يقولوا إنه سبق وأن
التقى بمنتخب يطلب منه إلغاء الرسوم الضريبية على إقامة الأعراس والسهرات الليلية.
كنت أنتظر منهم القول إنه رفع طاولة ليضرب
بها امرأة أو أنه تشاجر مع نسوة وهو واقف على أحد الحيطان.
بل كنت أنتظر منهم أن يقولوا إنه أقسم بعد
منتصف الليل بمن نظر إلى الجبل فصار دكا أن زوجته حرام عليه كأمه ثم عاد إليها بعد
ربع ساعة ليقضي معها بقية ليله.
كنت أنتظر منهم في الحقيقة أن يقولوا إنه
يتولى العمل المنزلي في بيت موظف معروف عندما تغيب خادمة منزله.
كنت أنتظر منهم القول إنه المعني بتأمين
احتياجات "مريم منت منتان" في العطلة الصيفية.
إذا لم يكن في واحدة من هذه فاعلم أخي
القارئ أنها رمتني بدائها وانسلت فمن رضيت عنه الأخيار لا بد أن تغضب عليه الأرذال!
0 التعليقات: