لاقتراحاتكم ومشاركاتكم يرجى مراسلتنا على العنوان التالي:alegcom@hotmail.com

الأربعاء، 25 فبراير 2015

تنوين "الترنم"، وتنوين "التنكيل".. (رأي)

لا يخالجني الشك  في تمكن الأستاذ عبد الله السالم ولد المعلى من عويصات اللغة ، وأساليبها، فهو الشاعر المفلق والأديب البارع، والفتى المجلى في في ميدان الكلمة..وقد تابعت لقاءه في برنامج ضيف وقضية وكان مما استوقفني تعليل الأستاذ لقراءته كلمة "لاغ" في بيان التمرد الذي قاده الجنرال عزيز على التجربة الديمقراطية في بلاد السيبة.

علل الأستاذ رفع صوته في قراءة الكلمة بضرورة بيان تنوينها، لأنه استصحب الفرق بين حالتي الوقف والاستمرار، لاغير،تداعى إلى ذهني سؤال فضولي أي أنواع التنوين يمكن أن نصف به "أسماء الأفعال "في الإنقلبات وكان من لطيف الأقدار أن عثرت على جملة للزجاجي في إيضاحه ترشد طلاب النحو إلى الخوض في (لجج النحو وعلله وذكر أسراره وكشف المستغلق من لطائفه وغوامضه) بدل التقحم في الجدل والإشتغال بالجزئيات، وهي إلماحة طريفة منه رحمه الله ترشدنا  إلى النظر في مساقات الكلم وما ينجر عنه، والذي عنً لي والله أعلم أن التنوين في بيانات الإنقلابات يأتي على أضرب :

أولها تنوين "الترنم"وهو أكثرها ورودا سيما في بلد المليون شاعر، وهو على أنساق، فمنه مايأتي عفو الخاطر منسابا رقراقا وأكثر مواطنه ساعات الإستقبال وأيام الزيارات فإنها أوقات تتنزل فيها واردات الإبداع وتعطي شياطين الشعر ماضنت به من قبل :

أعينوا سيدا قاد انقلابا === وقولوا حين يخطئ قد أصابا

ومنه أي "تنوين الترنم"مايأتي  حكاية لحال كقوله:

سجن الرئيس فبئسه من باغي == أوليس أرهقنا بحكم طاغي
قد كان قرر أن يحرر جندنا ==فقراره ظلم وأمر "لاغي"

وثانيها تنوين "التمكين "وهو على ماورد في كتب الأولين صنعة يمارسها "الفقهاء" والفناون وأصحاب الرأي، والعامة والدهماء وسكان الأرياف، وهي على أرجح  الأقوال واجب "مضيق " "عيني" لا كفائي  وأول وقتها  نهاية تلاوة "البيان " ولا يجوز عند جمهور الأصوليين تأخير "البيان" عن وقت  الحاجة.

وثالثها تنوين "التنكيل" وهو على ما تواترت عليه أسفار التاريخ  وحقائق الدهر جبلة جبل عليها "أصحاب البزات " والجنرالات،  وهذا التنوين يدخل على  الإسم أيا كان  فيدخل على "الوزير" للدلا لة على تبعيته، وعلى "المواطن" للدلالة على  عدم تمكنه" وعلى "الدولة " للدلالة على جهل من  أسندت إليه، وعلى  " المعارض " للدلالة على "الإغراء"

لقد كان الأستاذ الكريم موفقا حين انتبه إلى أهمية التنوين في أعراف الإنقلابات فقد جاء في الصحاح مايلي (النونُ: الحوت، والجمع أنْوانٌ ونينانٌ. والنونُ: شفرة السيف. قال الشاعر: بِذي نونَينِ قصَّالٍ مِقط وتقول: نوَّنتُ الاسم تَنْويناً. والتنْوينُ لا يكون إلا في الأسماء.) فنحن أمة ضاعت بين إغراء النون بمعناها الأول  و"حدها" بالمعنى الثاني.  

0 التعليقات:

إعلان