عبد المجيد ولد ابراهيم
|
في طريقي إلى النعمة وقفت على بعض من كبائر البشمركة التي تقشعر منها الأبدان وتزلزل الجبال الرواسي ...
استوقفتني نقاط تفتيش من الدرك ــ على طريق الأمل ــ وبعد أداء التحية استجداني أفرادها لأنقذهم ممن يسمون أنفسهم صحافة ويريدون من يحملهم إلى النعمة ولو في "تِكَوْ" السيارة ..حاولت التهرب منهم أول مرة حينما استوقفوني بنقطة التفتيش الموجودة بشكار ..وبعد ما قطعت 150 كلم وعند نقطة تفتيش أشرم واجهني نفس الطلب لكن هذه المرة يريد أصحابه من يوصلهم لنقطة تفتيش "اشكيك " علها تجد لهم من يحملهم إلى النعمة ...وجدت نفسي وزملائي مجبرين وبإلحاح من أفراد الدرك على حمل هؤلاء ...
...حملنا أشعثين أغبرين تقتلك رائحتهما بعدما آذاك منظرهما ..حدثانا أنهما من كانا البارحة عند نقطة تفتيش شكار ...وأن "محسنا " حملهما في وقت متأخر إلى "أشرم " ..أحدهما قال إنه من جريدة "دافا" والآخر قال إنه من "البيان الصحفي " ، نزل الأول عنا عند "اشكيك " واستجدانا الثاني لحمله حتى كيفة وهناك نزل ..وحينما نزلا قال الأول "الستر والسماح " فخاطبته لم تبحث عن الستر جلست على قارعة الطريق وعند نقطة تفتيش درك وحملناك نحن ...
رفضت أن أسترهم لأني أعتبر أن هذا الجرم مُتَعَدّ ، لأنه جناية بحق الجميع ، وتشويه لصورة مهنة شريفة ..وتدنيس لعرض أمة ..
إنه يجب علينا جميعا أن نقف في وجه هذا النوع من السلوك الذي يهدف إلى إشاعة "اتبشمركي " في الذين آمنوا ، والمسؤولية مسؤوليتنا جميعا ، سلطات أمنية ، وصحفيين ، ومديري مؤسسات ...
إن على سلطاتنا الأمنية أن تعلم أن صحافة "لَصّكْنِي " ليست صحافة ، وصحافة "خَاصْنِ كزوال " ليست صحافة ، والصحافة بريئة من كل المتسولين والساقطين من أمثال هؤلاء ، وعليه فإن عليهم أن يطردوا كل من أتاهم يتسولهم بهذه الطريقة المشينة ...
على صحفيينا أن يحاربوا هذه الثلة المفسدة في الأرض ، وعلى المؤسسات الصحفية ان تتبرأ ممن يمارس هذا النوع من العمل ، فالمؤسسة الصحفية التي لا توفر نقلا لائقا لمنتسبيها وظروفا مناسبة تمكنهم من أداء عملهم غير جديرة بهذا الاسم ...
أناشد الجميع الإصغاء لهذه النصيحة وامتثالها على وجه السرعة بدءا بدركنا المحترمين وانتهاء بمؤسساتنا الطامحة إلى التميز ، واليذهب "البشمركة " إلى الجحيم ...
وأخيرا يجب على الدولة أن تعلم أنه ما دام المسؤول السامي يتبادل السيجارة مع "البشمركي " ويبادله الضحكات ، ويملأ له جيبه ، والشرطي او الدرك يسعى بماء وجهه ليوصله إلى أبعد نقطة يمارس فيها "دعارته " لن تقوم للصحافة قائمة ، وسيدركها الغرق بهذا العمل غير الصالح .
0 التعليقات: