عبقرية ولد أوداعه (رأى)

بقلم : صفية بنت العربى

على مدى الأشهر الستة الأخيرة أصبح الحصول على أغلب نوعيات خامات الحديد المطلوبة في مناجم ازويرات صعبا و في أغلب الأحيان مستحيلا ، و قد تعرض بعض القطارات إلى انحرافات مكلفة للشركة و تم التعتيم على ذلك حتى  لا يجد طريقه إلى الإعلام . و هكذا أصبح من المألوف أن يسير قطار واحد من ازويرات بدلا من ثلاثة

 ، مما جعل اسنيم تشعر بحرج شديد أمام الساكنة على طول السكة الحديدية التي تشاهد تدهور حالة الشركة مما دفع الأخيرة إلى شحن عينات رديئة غير مطلوبة ليتم تجميعها في انواذيبو دون تصديرها إذ لا طلب عليها من زبناء اسنيم ، وذلك بغية إظهار أن الحالة مقبولة .

ويسخر أحدهم من ذلك واصفا إياه بسينما ولد لوداعة التي كان آخرها وقوفه عند باب الشركة الساعة السابعة للإطلاع على انضباط الموظفين بالإلتزام بالوقت في حركة استعراضية ، في حين يغلبه النوم في أحايين كثيرة فلا يستطيع المداومة إلا التاسعة صباحا .

و يرى الكثيرون أنه كان  أحرى به ألا يفسد الشركة بالجهوية و القبلية و المحسوبية و السياسة و الفساد بدلا من التشدد في دقيقة أو اثنتين عند دخول عمال إلى شركتهم هم بالأصل متعودون على المداومة في الوقت منذو عشرات السنين .

من جهة أخرى تتعدد الروايات حول أسباب إقالة مدير مؤسسة اسنيم الخيرية الذي حققت مؤسسته نتائج باهرة في السنوات الأخيرة ، حيث تقول بعض المصادر أن أوامر أصدرت إليه بإجراء غير قانوني فاعتذر مبديا أسفه لأنه لا يجد مخرجا قانونيا مما جعل المدير و بعض الجهات الرسمية تنبهه إلى انتماء أوساطه العائلية لحزب تواصل ، وقد رد ولد اكاه بأنه ليس منتميا شخصيا لأي حزب و الأساس بالنسبة له هو عمله لا السياسة و لا يعتقد أنه يجب أن يؤاخذ بآراء غيره ، و قد طرح سؤالا عند إقالته هو: هل هنالك أي خطأ مهني من طرفي ؟ .

فأجابه المدير بالنفي فرد ولد اكاه إذًا بالنسبة لي لا توجد مشكلة سيدي المدير .

و قد أثارتعيين  خلفه محمد سالم الولي الذي كان مديرا للسكة الحديدية مخاوف عند الكثيرين فالرجل يكاد يكون الخبير  الوحيد بمجاله الفني و قد أزيح عنه في تعيين ظاهره ترقية و باطنه إزاحة ، و لن تكون السكة بحاجة إليه أكثر من الفترة المقبلة إن قُدِّر لمشروع الكلب 2  المتعثر و المشاريع الأخرى ذات السير البطيء أن تر النور .

و تؤكد بعض المصادر أن ولد لوداعة يود إجراء تغييرات إدارية اعتباطية أخرى في الشركة هدفها هو إدخال عناصر من غير اسنيم إليها  كمدراء فيها.

و تتداول أوساط اسنيم أن ولد لوداعه  ينتهج مسارا قد يؤدي في النهاية إلى بيع اسنيم ، و يقولون إن مديرا متقاعدا من اسنيم هو حلقة وصل بين جهات نافذة و شركات دولية و إدارة اسنيم في شراكة ظاهرها التعاون لكنها تؤدي لا محالة إلى بقاء اسنيم وراء الركب مما يجعل نقاش خصخصتها منطقيا في تلك الحالة .

فقد قامت شركة (إكستراتا ) بشراء شركة (أسفير ) المشتركة في مشروع العوج و بموجب العقد فإن إدارة المشروع و الإستغلال من اختصاص (إكستراتا ) و تدور مفاوضات بهدف أن تؤجر اسنيم السكة و توصيلات الشحن (لأكستراتا) ، و تهدف الشركة الأجنبية إلى إقامة أفران لصهر خامات الحديد و تصنيعها محليا و تصديرها بعشرات ملايين الأطنان المصنعة ، و هكذا يعبر الكثيرون عن مخاوف مؤكدة من أنه في هذه الحالة فإنه لن يكون بإمكان اسنيم تصدير ما اعتادته فضلا عن ما تروجه إعلاميا من برنامج طموح في السنوات المقبلة ، كما أن خبراتها ستهاجر إلى الشركة الوافدة ذات الرواتب المغرية و العدل الإداري المفقود في اسنيم.

إضافة إلى ذلك فقد أصبح إعطاء صفقات بالتراضي لأوساط  ولد لوداعة العائلية الضيقة و اعتمادهم  موردين دائمين للشركة أمرا مألوفا.

يذكر أن ولد لوداعة حرص منذو قدومه على أن يترأس اجتماعات لجنة الصفقات في اسنيم و يشير الكثيرون إلى كسره للقوانين المعمول بها في كثير من الأحيان.

و يذهب الكثيرون إلى أن تعاونه الدائم مع شركات صينية أقل خبرة من نظيراتها الغربية قد تكون له أسباب تطرح علامات استفهام حولها.

ومن اجل ذر الرماد في عيون الحقيقة عمل ولد وداعة على دفع رواتب دائمة لثلاثة محررين كبار لهم تأثيرهم في الحقل الصحفي بغية منع نشر أية مواد تظهر حقيقة ما يجري

                         نقلا عن تقدمى

تصنيف : المقالات