لاقتراحاتكم ومشاركاتكم يرجى مراسلتنا على العنوان التالي:alegcom@hotmail.com

الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

يحي ولد عبدي: الاستعمار هو من رعى مؤتمر ألاك وحضر له


النائب البرلماني السابق والسياسي المخضرم
يحي ولد عبدي
قال النائب البرلماني السابق يحي ولد محمد سالم ولد عبدي- أحد مؤسسي حزب الشعب إبان الاستقلال- إن مؤتمر ألاك جمع كل جهات موريتانيا، متحدثا للأخبار عن تفاصيل ذكرياته حول هذا المؤتمر الذي انعقد في مدينة ألاك بداية مايو 1958، وتمخض عن توحيد الحزبين الرئيسين في البلاد حينها، كما يحكي أشهر المواقف العالقة في ذهنه.
وقال ولد عبدي في مقابلة مع وكالة "الأخبار" إن الأسباب الأساسية وراء مقاطعة رابطة الشباب الموريتاني مؤتمرا جمع كل جهات موريتانيا، هو ما لو حظ من أن "المستعمر هو من يرعى المؤتمر وهو من حضر له ويسعى لضمان مصالحه من خلال المرتمين في أحضانه من أبناء هذا الشعب".

حول المؤتمر

وأضاف ولد عبدي وهو أمين عام رابطة الشباب الموريتاني 1957-1958، وعضو مؤسس في النهضة 1958 وفي حزب الشعب 1961 وعضو المكتب السياسي للأخير ونائب سابق في الجمعية الوطنية عن مقاطعة الاك 1996-2005، قال إنه لا يظن أن ما ساقه عن المؤتمر يحتاج إلي تفسير، فـ"من كان ينشط في المؤتمر ويدعوا إليه معروف"، على ما يقول.
وذكر ولد عبدي وهو من مواليد ألاك سنة 1936 وعمل مدرسا في نفس السنة التي حصل فيها على شهادة ختم الدروس الإعدادية عام 1954 وشاهد على تأسيس الدولة الموريتانية إن المؤتمر دام 3 أيام -على ما يعتقد – داخل خيام نصبت لهذا الغرض، وكانت كل دائرة لها خيام خاصة بممثليها، منوها إلى أن من طرائف المؤتمر كونه لم يكن فيه أي جدول أعمال ولا نقاش، بل كانت هناك أسئلة موحدة يتم توجيه نسخة منها إلى كل دائرة لتجيب مقابل كل سؤال بـ"نعم" أو"لا" وكانت التعليمات تأتى من المختار ولد داداه ورفاقه في بيت الحاكم الفرنسي، مضيفا أن الأطعمة المقدمة لهم خلال فترة المؤتمر كانت كثيرة ومتنوعة ذاكرا منها "اللحم" و"العيش" و"اللبن".

السؤال المثير

وأشار ولد عبدي إلى أنه لم يلتق الرئيس الموريتاني الراحل المختار ولد داداه وقتها متحدثا عن أبرز رفاقه قائلا إن منهم: سيدي المختار ولد يحي، وشيخنا ولد محمد الأغظف، وأحمد ولد عيده، وعبد الرحمن ولد اسويدى أحمد، ومحمد فال ولد البناني، أما ممثلي لبراكنه في المؤتمر – يقول ولد عبدي – فهم: عبد الله ولد كبد، وفال ولد عبدي، والشيخ أحمد أبي المعالى، ولبات ولد احمياده، و سيدي ولد أوداعه.
واستذكر ولد محمد سالم الدور الذي لعبه في المؤتمر قائلا "كنت مكلفا بتأطير ممثلي لبراكنه حتى لا يتخذوا موقفا غير وطني دون القادة الكبار، ومن ذلك أن الأسئلة كان فيها نوع من دس السم في العسل ولم يكن البعض يدرك خطورتها، كما كانت غير قابلة للتعديل، على حد تعبيره.
ولا يتذكر ولد عبدي تفاصيل الأسئلة المدسوسة، لكن سؤالا واحدا ظل عالقا بذهنه لخطورته "على مستقبل البلاد" -كما يقول- وهو سؤال يقول: "هل تقبل المنظمة الجامعة بين المناطق المتاخمة للصحراء أن تكون جزءا من فرنسا؟
وهو السؤال الذي أراد ولد عبدي أن يتخذ المؤتمر ضده قرار حاسما ورافضا ما جعله يصيح بأعلى صوته حينما قيل أن إجابة ولاية اترارزه عن السؤال المذكور ستعتبر حاسمة في الموضوع ونائبة عن إجابة مدينة لبراكنه، حيث أعلن موقفه حينما سأله أحد الشيوخ عن ملاحظته حيال السؤال المثير سائقا ما حصل للجزائريين عندما أجابوا بنعم على سؤال مماثل، وكان أن قبل المؤتمرون بالإجابة بـ"لا" على هذا السؤال الخطير.

طرائف المؤتمر

وعن نوع المشاركين قال ولد عبدي إن جميع المؤتمرين كانوا عبارة عن شيوخ قبائل، الشيء الذي شكل مصدر إحراج له، حيث لم يكن باستطاعته – وهو الفتى اليافع حينها - التعليق علي كل شيء رغم جسامة المهمة التي كلف بها، فكان اعتراضه على السؤال السابق سببا في تعرضه للشتم من قبل شخص أكبر منه سنا، وهو لا يستطيع الرد عليه احتراما لفارق العمر بينهما.
وعن الطرف أنثاء المؤتمر قال ولد عبدي إن أطرف موقف سمعه كان بعد الاستفتاء وهو الكاف الذي يقول:
"وى" و "نون" ألا خيارات *** والمخير ماه مغبون
"
وى" امحالي في الحسنات *** وامحالي في الفظ نون
ولخص ولد محمد سالم نظرة السكان إلى المؤتمر في كونهم اعتبروا أن المختار جلب لهم مجدا عظيما بواسطة معروف ولد الشيخ عبد الله وجعل من مدينتهم "ألاك" رمزا للوحدة الموريتانية وربط اسمها بالاستقلال. خاتما حديثه بقوله: "رحم الله المختار ومن قضي من رجالات موريتانيا وأطال عمر الموجودين وجعلها تعيش في رخاء ورفاه دائمين".

0 التعليقات:

إعلان