لاقتراحاتكم ومشاركاتكم يرجى مراسلتنا على العنوان التالي:alegcom@hotmail.com

الثلاثاء، 22 مايو 2018

كيف تحول محمد ولد أحمد شلا إلى ذراع أيمن لوزير الاقتصاد (مسار العلاقة)

كشفت تطورات الأسابيع الأخيرة عن تحول جذري في مواقف بعض الأطر والفاعلين السياسيين في مقاطعة ألاك أسفر عن تحولات عميقة في المشهد السياسي وتشكل خارطة لم يكن أغلب المتابعين للمشهد يتوقعونها قبل أشهر من الآن تقريبا.

وبدأت الإرهاصات الأولى للمشهد الجديد بعد الزيارة التي أداها الوزير الأول لتجمع بورات ومقاطعة مقطع لحجار قبل أشهر حيث تم الإعلان عن انفراط الشراكة السياسية ما بين الحلف المناصر للفريق محمد ولد مكت من جهة والنائب زيني ولد أحمد الهادي من جهة ثانية لتبدأ معالم خارطة جديدة.

التحق ولد أحمد الهادي بركب وزير الاقتصاد والمالية المختار ولد اجاي، لكن البعض لم يتوقع أي تمدد للحلف باتجاه باقي مناطق المقاطعة، اعتمادا على تصريحات تنقل من هنا وهناك عن وزير الاقتصاد مفادها أن التدخل سيكون محدودا وهدفه مساعدة ذوي القربى في مركز مال الإداري، دون أن يعني ذلك وجود أطماع في التمدد والتوسع.

أثناء ذلك بدأ التقارب بين حلف شكار وجماعة الإصلاح والتجديد بزعامة علي ولد عيسى يطفوا على السطح وبدأت ملامحه تتضح أكثر فأكثر إلى أن جاء التعيين المناسب لزعيم جماعة يدا بيد محمد ولد اسويدات أمينا عاما لوزارة الداخلية واللامركزية ليتعزز الحلف بوافد قوي اعتبر عنوان مرحلة جديدة تلاشت معها رهانات كثيرين على سقوطه.

أثناء ذلك غيب الموت روح المرحوم سيدآمين ولد أحمد شلا بعد رحلة علاجية استمرت قرابة شهر في إسبانيا تاركا فراغا كبيرا في نفوس الخصوم قبل الأصدقاء والحلفاء، وبدأت الأنظار تتجه لوريثه السياسي محمد ولد أحمد شلا الذي ظل لسنوات منهمكا بالعمل السياسي شغوفا بمعاركه وتفاصيله اليومية لكن بعيدا عن الأضواء والنجومية.

لم يطل الانتظار بالمتطلعين لمعرفة وجهة محمد ولد أحمد شلا كثيرا فقد حرص على استغلال أول نشاط أقامه الحزب بمدينة ألاك وكان نشاطا جهويا ترأسته وزيرة الزراعة الأمينة بنت القطب ولد أمم ليبعث برسائل محلية وأخرى جهوية، وكانت رسالته الأولى هي الحرص على تنظيم زيارة صداقة ومجاملة لأطر مقطع لحجار في مقر إقامتهم وإهدائهم جملا أهدوه بدورهم لمحاظر وفقراء المدينة صدقة عن روح الفقيد سيدآمين رحمه الله.

الرسالة الثانية كانت حرص أنصاره على تنظيم استقبال شعبي له عند مدخل دار الشباب التي احتضنت المهرجان التحسيسي وحرص هو بدوره على دخول القاعة بعد وصول وزيرة الزراعة للفت الأنظار ومساعدة الفرقاء على التقاط الرسالة بشكل صحيح.

لكن الرسالة الثالثة كانت غامضة بعدما حرص على الجلوس بين النقيضين فكان عن يمينه زعيم جماعة الإصلاح علي ولد عيسى أحد ركائز الحلف المناصر للفريق محمد ولد مكت وسبق أن اشترك تجربة حلف المغاضبين مع الراحل سيدآمين، أما عن يساره فكان يجلس المدير الإداري والمالي للوزارة الأولى محمد المختار ولد باب ولد المصطفى أحد ركائز حلف وزير الاقتصاد والمالية بمقاطعة مقطع لحجار.

بعد أيام من هذا النشاط كان الشيخ سيدي المختار ولد الشيخ عبد الله قد عاد لتوه من سفر خارج البلاد والتقى بمحمد ولد أحمد شلا لبحث وتنسيق آلية التحالف بينهما في المرحلة الراهنة لكن ولد أحمد شلا كان اتخذ قرارا بالعمل بمفرده في هذه المرحلة، خوفا من الذوبان في الأحلاف.

كان هذا الإصرار سببا في دفع ولد الشيخ عبد الله إلى القبول بالتحالف الآخر رغم كون ولد أوداع لا يزال وقتها عضوا  فيه لكن الأخير اعتبر القبول بولد الشيخ عبد الله استفزازا وتحديا مكشوفا ينضاف إلى القبول بولد عيسى ضمن التحالف وهو ما دفعه في اليوم التالي إلى اتخاذ قرار بإعلان مناصرة حلف وزير الاقتصاد وهو القرار الذي مهد له بأسابيع من الاتصالات السرية أغضبت حلفاءه التقليديين واعتبروها خيانة.

ربما كانت حسابات ولد أحمد شلا عميقة وناضجة لأن الإرث السياسي الكبير الذي تركه الراحل سيدآمين يحتاج لجهد فعال وسريع للحفاظ عليه وإعطاء الأمر زخما وربما كان تحالفه مع ولد الشيخ عبد الله لو حدث بداية الذوبان، لأن صناع القرار في الساحة المحلية سيرون الأمر من زاوية واحدة مفادها أن ولد أحمد شلا مجرد دمية بيد الشيخ، بينما الواقع الميداني يؤكد أن المكاسب التي سيجنيها من تحالفه مع الشيخ تبقى محدودة جدا في بلدية ألاك مركز اهتمام ولد أحمد شلا، فضلا عن كون ابتعاده من حلفاء شقيقه الراحل يعطيه حرية التصرف والخروج عن الوصاية السياسية.

وقد تكون حسابات ولد أحمد شلا أكثر عمقا لأن رفض التحالف مع الشيخ كان سببا في قفز ولد أوداع من سفينة حلفاء تقليديين والانخراط في حلف يضم خصوما تقليديين أيضا ودون أن يتلقى منهم أي ضمانات وهو ما يجعل من السهل ابتزازه سياسيا نتيجة انعدام الخيارات أمامه ويجعل خسارته مضاعفة.

يرى ولد اجاي في ولد أحمد شلا رجله المؤتمن ويده اليمنى في المنطقة باعتباره أول حليف استراتيجي تعامل معه وهو الضمان الأكيد لبقائه فاعلا في المشهد السياسي المحلي بالمقاطعة في حين يرى في بعض حلفائه الجدد منافسين محتملين في أي جولة قادمة وماضيه معهم غير مشجع، فيما يرى في البعض  الآخر مجرد ديكور ظرفي في تحالفه الجديد قد يحتاجه لاجتياز هذه الفترة.
لبراكنة إنفو

0 التعليقات:

إعلان