لاقتراحاتكم ومشاركاتكم يرجى مراسلتنا على العنوان التالي:alegcom@hotmail.com

الأربعاء، 12 أكتوبر 2016

الرأي والرأي الأخر (رأي)

ما أجملَ أنْ يَمْتدّ جناحُ " الرأي " إلى مَداه ! وما أروعَ صورة الامتداد هذه عندما تتكامل بجناحها الآخر !. رغم أنّ الجناحين يَخفقان في اتجاهين مختلفين إلا أنهما ينهضان بعمودهما الفَــقريّ ،ويُمكّنانه من الذهاب نحو الوِجهة المطلوبة . بل ويحلّقان به نحو آفــــــاق ٍ جديدة، ويستعرضان جبالاً تارةً وأنهاراً وسهولا تارة أخرى

أضــف إلى ذلك كّلِّه قُدْرتَهما العجيبةَ على مساعدته في الهبوط إلى مَدْرَجِهِ بهدوءٍ وأمان واتّزان . انطلاقا من تصوّرنا للمشهد السابق يتجلّى معنى الرأي والرأي الأخر  فكيف لأي فرد في مجتمع ما أن يقدّم رأيَهُ ويعرّف به دون وجود الفرد الآخر أصلا ً؟! كيف له أن يذهــــب برأيـــه يمنةً ويَسْرة ًدون أن يجد َمَن يُنصِتُ لِتجلّياتهِ، ويُعمِلُ فيها بَذْلـَهُ الذّهني ّ؟!.

هل يسـتطيع ذو الرأي أن يرى رأْيَهُ دون مِرآة الآخرين ؟!!.ثمّ ما الموضوع الذي يمكــــن أن يُوضـــعَ في رَفٍّ من رفوف الـ " مُوْل " ولا يمرّ به ، أو يُشاهده ، أو يتــناوله إلا شخــصٌ واحدٌ فقط ؟!!.

 مَنْ منّا يستـــطيع إطلاقَ طائرةِ فِكْرِه عَبْرَ أجواءِ غرفته، ثم يزعم أنّـــه مخترعها ؟ .إنّ هذه الطائرة إن لم تُحلّق في أجواء الآخرين فليــس لأحدٍ أن يكتشفها، و يصلَ إلى قدرات مَن أطلـــــقها وأوصلها ومكّنَها من التحليق. إنّ الرأي الجميل يزداد جمالا حين يَلين جانبُه للرأي الآخر، ويبسط جناحَه لنسمــات ٍعليلة قد تأتيه من طرف أو جهة أخرى ؛ لأنّ هذا اللِّين يعكس صفةً حِوارية ًعند صاحبـــها،

 كما أنّ هذه الصفة تجذب الطّرَف الآخر، وتسـاعد في خلق أجواء رطبة تُفرح العقول والقلوب .هل ترونَ أنّ الذي بنى جدارا عازلا حول رأيِه قد رفَقَ بالآخــرين ؟ ما الأجـــــواء التي أوجدَها حوْلـَه؟

احمد سالم ولد الأمين صحفي باذاعةموريتانيا

1 التعليقات:

شكرا لك احمد سالم ولد المين عرفناك صحفي متميز من خلال اذاعة موريتانيا ولاغروة ان تكون كاتب مميز كما نشهدلك بحسن الاخلاق والكرم والتواضع وعلي من يريد ان يقدم شيئ للاعلام ان يحذو حذوك دمت متالقا وشكرا علي برامجك المتميزة ومراسلاتك الرائعة

إعلان