لاقتراحاتكم ومشاركاتكم يرجى مراسلتنا على العنوان التالي:alegcom@hotmail.com

السبت، 4 أبريل 2015

اسنيم: انتهت مرحلة الإضراب لتبدأ مرحلة المراجعات (خاص)

بالتوقيع على الاتفاق المبرم بين شركة اسنيم وعمالها المضربين بوساطة من رئيس رابطة عمد موريتانيا والعقيد المتقاعد المقرب من رئيس الجمهورية تكون مرحلة الإضراب قد انتهت كليا ولو كانت الساعات القادمة ستشهد فتح حوار مباشر بين الشركة والعمال حول العريضة المطلبية التي كانت سببا في الإضراب أصلا حسب ما ينص عليه الاتفاق الجديد.

وقد استبق المندوب العمالي ذائع الصيت أحمد ولد آبيلي الأحداث ليؤكد في سهرة الاحتفال التي أقامها العمال عشية التوقيع على الاتفاق الجديد أنهم جاهزون للعودة إلى سوح الإضراب فورا في حال شعروا بمحاولة الشركة للتملص من تنفيذ ما اتفق عليه معطيا بذلك إشارة لإدارتها بأنه لا خور في العزم ولا ضعف في الموقف بل لا يزالون قادرون على الصمود والمناورة رغم طول الفترة والضغوط المادية القوية جراء تعليق الرواتب وتراكم الديون.

من الخاسر ومن المنتصر؟

مما لا جدال فيه أن كلا الطرفين سجل أهدافا ثمينة في شباك الطرف الآخر جلعته قادرا على الصمود كل هذه الفترة فلا العمال استطاعوا تحقيق طلب محوري تمثل في ترحيل إدارة الشركة ولا استطاعوا حتى الآن إحراز نصر في العريضة التي رفعوها عشية بدء الإضراب وإن كان الحوار بشأنها لا يزال قائما.

ولا الشركة استطاعت إرهاب العمال بالفصل وتعليق الرواتب والمراهنة على الوقت لتفكيك البيت العمالي من الداخل رغم الأموال الهائلة التي رصدت لذلك الغرض والتحفيزات التي قدمت للعمال "المنبطحين" حسب قاموس ساحة التظاهرات العمالية.

بل يسجل للعمال أنهم ربحوا طاقتهم طيلة شهرين كاملين ثم تقاضوا رواتبهم كما لو كانوا في عطلة معوضة وتقاضوا راتب شهر ثالث قيل إنه مكرمة من الرئيس ولد عبد العزيز وهو ما مثل علاوة تشجيعية خاصة بالمضربين حسب المتشفين في من انبطحوا.

صحيح أن العمال تنازلوا ولو مرحليا عن موقفهم السابق بعدم فك الإضراب قبل الاتفاق على زيادة الرواتب ولكن صحيح أيضا أن الشركة تراجعت عن قرارات بالفصل التعسفي طالت قياديين نقابيين وهي مكرهة لا بطلة.

صحيح أن المفاوضات المتوقع أن تنطلق في غضون ساعات لا يتوقع منها تحقيق نصر ملفت في بقية النقاط العالقة ولكن صحيح أيضا أن العمال استطاعوا التقاط أنفاسهم من خلال الرواتب التي تلقوها وهم قادرون الآن على جولة مناورات جديدة ولو كانت غير محسوبة.

والأصح من هذا كله أنهم ربحوا في النهاية لأنهم لم يخسروا شيئا بل الشركة هي من خسر شهرين قضاها العمال في كشف سوءات الشركة وإدارتها فاضطرت لتعويضها لهم ودون منة.

ما لا شك فيه أن الرئيس أبدى صرامة في الاحتفاظ بمدير الشركة خلال مؤتمره الصحفي الأخير وظهر من خلال عباراته بأنه الموجه الفعلي للمدير المدار به ولكن لا شك أن الاستئساد على العمال والاستبسال عليهم ستتبعه حتما مرحة مراجعات مع الذات لا يدري أحد ما هي نتائجها.


هنا تعود بنا الذاكرة إلى ما ورد في تصريحات نسبت للنائب بوبكر يحي رد فيها على مطالب العمال بإقالة إدارة الشركة فأبدى تفهما للأمر واقترح أن يتم ذلك بعد أن تهدأ الأوضاع ويعود كل شيئ إلى حاله.


لم يكن بوبكر يحي يتلكم من فراغ أبدا ولم يكن يهذي بما لا يعرف بل كان يتكلم عن وعي ويزن كل ما ينطق به لسانه فتصريحات بهذا الحجم لا يمكن أن تصدر من فراغ مطلقا.


ولعل الدفع بالنائب بوبكر يحي وفشل جهوده ثم الدفع بالرجل المقرب من هرم السلطة وهو العقيد ولد بايه يوصل إلى استنتاج وحيد مفاده أن الشركة لم تعد قادرة على حل مشاكلها بنفسها وأن الثقة بين إدارتها والعمال باتت في الحضيض.


وهنا يجب الانتظار لأيام قليلة لمعرفة مدى قدرة الاتفاق الجديد على الصمود وما ستتمخض عنه المفاوضات اللاحقة ليكون بالإمكان التكهن بمستقبل الاتفاق الذي إن كتب له الاستمرار فلن يعني ذلك سوى أن مرحلة المراجعات قد بدأت فعلا...






0 التعليقات:

إعلان