ولد سيدى: صعود سريع واختبار النفس بالنفس ومستقبل واعد (ملف)

فى التاسع والعشرين من سبتمبر من العام الماضى عين مجلس الوزراء حاكم مقاطعة أبى تلميت الأسبق إسلم ولد سيدى واليا لولاية لبراكنه خلفا للوالى السابق أبو بكر ولد خورو فى وقت كان فيه الأخير موجودا فى رحلة داخلية رفقة أحد أعضاء الحكومة بعد ثلاثة أشهر من فضيحة أعلاف "أمل 2012".

تفاجأ ولد خورو بقرار إعفائه من المهام كأعلى سلطة فى الولاية بعد أن ظن خطأ أن تداعيات العلف انتهت بعد تهاطل الأمطار الغزيرة على أرجاء الولاية غير أن المفاجأة كانت أكبر بالنسبة لحاكم أبى تلميت الذى وجد نفسه بين  غمضة عين وانتباهتها وقد تربع على هرم السلطة فى ولاية بحجم لبراكنه وهى مفاجاة سرته كثيرا ولم يستطع الإنتظار لحين تسليم مهامه لخلفه الذى عين بعد ذلك بأسابيع عدة.

فترة ولد سيدى فى الولاية التى تجاوزت العام بأسبوعين تقريبا لم تشهد هزات تضع الرجل على المحك وتختبر مهاراته فى القيادة الإدارية، بيد أن الرجل كان يضع مادة الإختبار بنفسه لنفسه بين الحين والآخر تاركا للآخرين حق تحديد النتيجة له فقط أهو ناجح أم متجاوز أم راسب!!؟.

فى مواجهة التجار

بدأ ولد سيدى بعد أسابيع من توليه لمهامه التنظير لنظرية رابعة رآها البعض حينها تندرج ضمن نظرية الكتاب الأخضر إنها نظرية "تنظيف مدينة ألاك" وإعطائها الوجها اللائق بها واضعا لذلك نقاطا محددة نحج فى تنفيذ البعض منها سريعا رغم ضوغط مورست عليه لثنيه عن بعض القرارات غير أن النجاح فى البعض الآخر منها بقى إلى حين.

أهم نقاط نظرية المدينة النظيفة لخصها ولد سيدى فى النقاط التالية:

1 – إزالة الأكواخ الموجودة أمام الدكاكين

2 – إصلاح مقطع طريق الأمل الذى يمر وسط المدينة

3 – تنظيف الشوارع الرئيسية والمداخل

4 بناء عدد من المنشآت والمبانى الإدارية فى المقطع الفاصل بين المدينة ومدرسة المهندسين

وهى نقاط نجح ولد سيدى فى تنفيذ الأولى منها والثانية بينما عجز عن تنفيذ البقية حتى الآن، وقد فتح عليه تنفيذ الأولى مواجهة مع بعض رموز التجار فى المدينة وأبرزهم الحسين ولد فيه البركه الذى رفض فى البداية إزالة أكواخه ولجأ لعلاقة تربطه بقائد أمن الطرق غير أن الغلبة فى النهاية كانت لولد سيدى.

لبراكنه: اجتماع أمنى يقطع "شجرة" ويمحو "صفرا"

النقاط المتبقية قيد الإنتظار عوضها الرجل بقطع أهم وأشهر شجرة فى الولاية وإزالة صفر كان موجودا على إحدى إشارات العد عند مدخل المدينة الجنوبى وذلك ضمن قرارات اتخذها مجلس الأمن بالولاية فى دورة عادية.

دار البركه وأزمة العطش

ولعل أزمة العطش فى عدد من مناطق الجنوب بالولاية وخصوصا قرى مركز دار البركه كانت أكبر تحد واجهه الرجل فى الولاية حيث دخل السكان فى سلسلة من الإحتجاج استمرت لأيام وانتهت أخيرا برضوخ الإدارة لمعظم طلباتهم، وانتهت الأزمة التى حولت الأنظار صوب المنطقة نحو أسبوع.

قطع الطريق...

... وتلك سنة سنها سكان سكان مدينة مقطع لحجار أيام موجات التصعيد والغليان احتجاجا على العطش ثم ما لبثت مناطق أخرى من الولاية حتى أعلنت العمل بتلك السنة ورأتها السبيل الأوحد لتبليغ المطالب والتعبير عن الرأى بلغة يفهما المعنيون.

فقطع سكان مركز مال الإدارى  الطريق فى وجه وفد وزيرة الثقافة التى كان ولد سيدى يرافقها إلى منطقة بورات واضطر الموكب للتوقف ربع ساعات وذلك للإحتجاج على تهميش قطاع الثقافة لهم، وتكرر الموقف مع وفد الوزيرة عيش فال منت فرجس فى منطقة كيمى شمال شكار لكن هذه المرة احتجاجا على العطش، وهى مواقف تندر بها البعض فاعتبر أن "مرافقة الوزيرات" أمر صعب وله ثمنه حيث لم يتعرض موكب -وزير- لنفس الموقف.

زيارة الجنيرالات

أكثر من مرة انتقل ولد سيدى فى موكب صغير يتحاشا أعين الناس ميمما وجه شطر مدينة شكار التى يزورها الجنرال محمد ولد مكت من حين لآخر حيث يلتقى به ولد سيدى فى زيارة يقال إنها للسلام والصلة بينما هى فى الواقع لأهداف أخرى وأهمها إعلان الولاء والتقرب من أصحاب النياشين وهو أمر أعابه البعض على الرجل الذى يمثل رئيس الجمهورية فى الولاية بينما قابله البعض بالتفهم قائلا إن العصر عصر صعود العسكر.

أزمة السجن

وقد عرف السجن المدنى بألاك فى فترة الرجل أول عصيان مدنى استمرا نحو خمسة عشر ساعة وانتهى بعد ثلاث جولات من المفاوضات الشاقة قادها الوالى بنفسه وانتهت بتلبية أغلب مطالب نزلاء السجن وأهمها إقالة مسيره وتحسين النظام الغذائى، وهو أمر حسبه السجناء مرارا للرجل، غير أن الأهم هو إنهاء الأزمة دون أن تضطر قوات الحرس لاقتحام السجن ووقوع ضحايا.  

مستقبل واعد

وعموما فإن الرجل يحسب له أكثر مما يؤخذ عليه وقد استطاع مغادرة الولاية وأغلب ساكنيها لا يأخذون عليه الكثير وقد عين فى منصب كان يشغله إلى وقت قريب وزير الداخلية الحالى ولد محمد راره وهو اختيار يحمل الكثير من الدلالات...

تصنيف : الأخبار