محمد المصطفى ولد الحسن |
ذات يوم من أيام الخريف في سنة خالية قدر الله
أن ألتقي بصبية صغار، وجوههم مرآة عاكسة لكل معاني البؤس في شلخة من الشلخ
المحاذية لقرية "إيدينبي الجميلة " التابعة لبلدية وادآمور الحبيبة،
يممت صوب الصبية أستكشف حالهم، وزعت عليهم الأفراح التي كنت أحمل في جعبتي، علني
أرسم على القسمات بسمات ٍ وعلى الشفاه المطبقات ندي يبللها، وعلى القلوب أملا،
اقتربت القلوب، وابتسمت وابتسموا ابتسامة البراءة المقتولة والطفولة المستلبة،
سألت رئيسهم: اقرأ لي الفاتحة، فنظرني شزرا، وهز رأسه يمنة ويسرة، وضرب كفا بكف...
سألت الثاني قل: الليف الباء، فنظرني نظرة الأول وأرجع البصر كرتين، ملؤه استغراب
وتعجب، ألليف!! وما الليف؟ سألت الثالث والرابع فإذا هي شنشنتهم و" هجيراهم"،
فطار قلبي وانهمر دمعي... صبية يرعون الغنم، وما رعوا حق الحرف!! أي تفريط هذا؟
أين البلدية؟ أين الدولة؟ وقبل هذا أين آباء هؤلاء وأهليهم؟ أين نحن وقد تركنا صبية
يستقبلون الحياة فريسة الجهل، وتحت سلطان الفقر وقساوة الطبيعة؟
إنها حكاية من آلاف الحكايات واقعية ليست أساطير مختلفة، ولا خيالات أديب منمقة، إنه الواقع فأته تر العجب .
بين يدي هذه القصة أحب أن أسجل النقاط التالية بصدق، وعن قناعة، ولا يهمني بعد،
أ. على البلدية أن تعلم أنها مسؤلة عن منطقة آدواب، عن التعليم فيها بشقيه المحظري والمدرسي مسؤلية تاريخية، مسؤولة عن هؤلاء الصبية الذي لم يقعدوا أصلا على مقاعد الدراسة حتى يفارقوها، إن عليها أن ترسم خطة لمحاربة الأمية يشارك فيها أعيان أدواب ومسؤوليهم بالإضافة إلى كافة وجهاء البلدية، وأن تتدارك هؤلاء الصبية، بأي حق نتركهم ولم يعوا قيمة الحرف فريسة للفقر ورعي الغنم، إن رسم وعي ولو بسيط لدي آبائهم كفيل أن يراعوا حق الطفولة التي قتلوها فيهم، فيعلموهم التهجي ويربوا فيهم حب العلم، ويغرسوا فهيم الهمة والطموح، إن الحياة الاجتماعية صارت مختلفة، والعالم أصبح لا يرحم الجهال.
ب. لقد استغل السياسيون منطقة آدواب باعتبارها رصيدا انتخابيا مهما، وهو استغلال للأسف لم يصاحبه نظر لحال هؤلاء المتردي، بل المهم أن يصوتوا في الانتخابات، ويعطى لهم بعض المغريات، وينتهي كل شيء بانتهاء الانتخابات، إلى أن تدق ساعة انتخابات أخري فيبدأ "ساستنا المحترمون" يتوافدون أو يتوافد عليهم.
لم يطرحوا في برنامجهم يوما أن يعلموا جاهلا، أو يبنوا حانوتا، أو يقيموا مطحنة (مكينة) )أو يشيدوا مسجدا، ومن الغريب أن أهل آدواب نفسهم لم يطالبوا الساسة بهذا، إن عليهم ونحن مقبلون على انتخابات أن يساوموا بورقتهم الرابحة المرشحين، ولا يقبلوا أن يكونوا ثمرة سائغة لألاعيب الساسة ومصالحهم الشخصية دون أن يكون لذلك أثر على مصلحة تجمعاتهم العامة.
ج. إن على الباب دور كبير إزاء هذه القرى المهمشة، والقيام بالتعليم والدعوة وطلب الأطباء في المقاطعة بتنظيم رحلات صحية إليهم في أماكنهم أو جلبهم إلى عاصمة البلدية حين تأتي بعثة صحية، وأستغرب إلى الآن أن لا يتم تكريم المتفوقين من آدواب في مدرستهم التي ينقصها الكثير تشجيعا لهم على مواصلة الدرب وتحفيزا لغيرهم من قبل الرابطة، وفي هذا إطار العمل الشباب لا أنسي أن أشيد برحلة أو رحلتين دعويتين نظمتا قبل إلى أدواب والمساهمة في بناء مساجد وكذلك بعث حفظة للقرآن ليعلموا الناس في رمضان، وليصلوا بهم التراويح، وهي خطوات على الطريق الصحيح، ولكننا نحتاج إلى المزيد.
د. من الناحية الاجتماعية ينبغي أن نحس أننا وشريحة لحراطين شريحة واحدة، متساوون في الخطاب الشرعي، ولا فضل لأحد منا على الآخر إلا بالتقوى، وأن الرق باطل أصلا لأنه لم يكن عن طريق شرعية، ويلزم أن يساعد الشباب علي إزالة النظرة التنقيصية للآخر (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، وعلى إزالة آثار الرق من الجهل والتخلف، ويجدر التنبيه إلى أن هذا لا يدل على أننا في عاصمة البلدية على ما يرام بل نحتاج إلى مواصلة التعليم والحث عليه وخاصة تمدرس البنات ومحاربة تسربهن...
هذه مجرد صرخة لا تخصنا، وإنما هي صرخة لموريتانيا كلها، إن الدولة والبلديات إذا لم تبادر إلى حل هذا المشكل ورفع هذا الجهل وإلا فقد يتسع الخرق على الراقع لا قدر الله، وأملنا كبير في أن ينهض آدواب بأنفسهم ويعوا تحول وتغير حياتنا الاجتماعية، وأن يشاركوا بجيل متعلم في النهضة والبناء.
إنها حكاية من آلاف الحكايات واقعية ليست أساطير مختلفة، ولا خيالات أديب منمقة، إنه الواقع فأته تر العجب .
بين يدي هذه القصة أحب أن أسجل النقاط التالية بصدق، وعن قناعة، ولا يهمني بعد،
أ. على البلدية أن تعلم أنها مسؤلة عن منطقة آدواب، عن التعليم فيها بشقيه المحظري والمدرسي مسؤلية تاريخية، مسؤولة عن هؤلاء الصبية الذي لم يقعدوا أصلا على مقاعد الدراسة حتى يفارقوها، إن عليها أن ترسم خطة لمحاربة الأمية يشارك فيها أعيان أدواب ومسؤوليهم بالإضافة إلى كافة وجهاء البلدية، وأن تتدارك هؤلاء الصبية، بأي حق نتركهم ولم يعوا قيمة الحرف فريسة للفقر ورعي الغنم، إن رسم وعي ولو بسيط لدي آبائهم كفيل أن يراعوا حق الطفولة التي قتلوها فيهم، فيعلموهم التهجي ويربوا فيهم حب العلم، ويغرسوا فهيم الهمة والطموح، إن الحياة الاجتماعية صارت مختلفة، والعالم أصبح لا يرحم الجهال.
ب. لقد استغل السياسيون منطقة آدواب باعتبارها رصيدا انتخابيا مهما، وهو استغلال للأسف لم يصاحبه نظر لحال هؤلاء المتردي، بل المهم أن يصوتوا في الانتخابات، ويعطى لهم بعض المغريات، وينتهي كل شيء بانتهاء الانتخابات، إلى أن تدق ساعة انتخابات أخري فيبدأ "ساستنا المحترمون" يتوافدون أو يتوافد عليهم.
لم يطرحوا في برنامجهم يوما أن يعلموا جاهلا، أو يبنوا حانوتا، أو يقيموا مطحنة (مكينة) )أو يشيدوا مسجدا، ومن الغريب أن أهل آدواب نفسهم لم يطالبوا الساسة بهذا، إن عليهم ونحن مقبلون على انتخابات أن يساوموا بورقتهم الرابحة المرشحين، ولا يقبلوا أن يكونوا ثمرة سائغة لألاعيب الساسة ومصالحهم الشخصية دون أن يكون لذلك أثر على مصلحة تجمعاتهم العامة.
ج. إن على الباب دور كبير إزاء هذه القرى المهمشة، والقيام بالتعليم والدعوة وطلب الأطباء في المقاطعة بتنظيم رحلات صحية إليهم في أماكنهم أو جلبهم إلى عاصمة البلدية حين تأتي بعثة صحية، وأستغرب إلى الآن أن لا يتم تكريم المتفوقين من آدواب في مدرستهم التي ينقصها الكثير تشجيعا لهم على مواصلة الدرب وتحفيزا لغيرهم من قبل الرابطة، وفي هذا إطار العمل الشباب لا أنسي أن أشيد برحلة أو رحلتين دعويتين نظمتا قبل إلى أدواب والمساهمة في بناء مساجد وكذلك بعث حفظة للقرآن ليعلموا الناس في رمضان، وليصلوا بهم التراويح، وهي خطوات على الطريق الصحيح، ولكننا نحتاج إلى المزيد.
د. من الناحية الاجتماعية ينبغي أن نحس أننا وشريحة لحراطين شريحة واحدة، متساوون في الخطاب الشرعي، ولا فضل لأحد منا على الآخر إلا بالتقوى، وأن الرق باطل أصلا لأنه لم يكن عن طريق شرعية، ويلزم أن يساعد الشباب علي إزالة النظرة التنقيصية للآخر (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، وعلى إزالة آثار الرق من الجهل والتخلف، ويجدر التنبيه إلى أن هذا لا يدل على أننا في عاصمة البلدية على ما يرام بل نحتاج إلى مواصلة التعليم والحث عليه وخاصة تمدرس البنات ومحاربة تسربهن...
هذه مجرد صرخة لا تخصنا، وإنما هي صرخة لموريتانيا كلها، إن الدولة والبلديات إذا لم تبادر إلى حل هذا المشكل ورفع هذا الجهل وإلا فقد يتسع الخرق على الراقع لا قدر الله، وأملنا كبير في أن ينهض آدواب بأنفسهم ويعوا تحول وتغير حياتنا الاجتماعية، وأن يشاركوا بجيل متعلم في النهضة والبناء.
محمد المصطفى ولد الحسن
0 التعليقات: