لاقتراحاتكم ومشاركاتكم يرجى مراسلتنا على العنوان التالي:alegcom@hotmail.com

الخميس، 17 يناير 2013

للأسف... المشهد مكرر (رأي)

أحمد بن محمد المصطفى
وصلنا عبر البريد
ahmedou0086@gmail.com

قليلة هي المشاهد المسرحية التي كتب لها الخلود، ونالت رضى الجمهور في عرضها الثاني، وقبلَ متابعتها دون أن يصاب بالملل، أحرى إذا كانت هذه المسرحية ليس بذاك من التشويق والحبك الدرامي والقصصي.

 ولعل التأريخ الثقافي للسينما خير دليل على ذلك، إذ لا تكاد المشاهد المسرحية الخالدة تتجاوز أصابع اليدين إن وصلتها، بل إن أغلب الجمهور """:""السينمائي" لديه أحكام مسبقة على الكثير من المشاهد المسرحية، ملخصه أنها لا تستحق المشاهدة أصلا، ومن غير اللائق تضييع الوقت في متابعته.

 تذكرت هذه الخلاصات وأن أتابع "المسرحية المعادة" على منصة دار الشباب في مدينة ألاك مساء الجمعة قبل الماضي، حين ألقيت نظرة على منصة العرض، وعلى الجمهور عادت بي الذاكرة إلى مشاهد سابقة من المسرحية ذاتها، فـ"المشاهد" هي ذاتها، و"الأبطال" هم أنفسهم، والمسرح هو المسرح، ولم يتغير إلا المواضيع؛ بل إن تغييرها كان طفيفا وشكليا. 

نهاية شهر يونيو من العام 2002 أعلن الرئيس الموريتاني الأسبق معاوية ولد سيدي أحمد الطايع عن إطلاق مسلسل عرف باسم حملة الكتاب، وصف الخطاب التريخي، وعلى غراره "الكاتب نفسه" عن سناريوهات مسلسلات أخرى شبيهة بهذا المسلسل، من بنيها محاربة السمنة، ومحو الأموية، وحتى "موضة" العودة إلى الأهالي خلال عطلة الأسبوع.

 كانت حلقات هذه المسلسلات تعرض في مدننا وقرانا مع رتوش قليلة تقتضيها طبيعة كل منطقة، ويطغى عليه الجانب الكرنفالي الاحتفالي في كل منطقة، وأن يشارك نفس الأشخاص في أدوار "الكومبارس" في كل مرة، دون أن يفكروا في تغيير الدور، أو الطموح لها هو أفضل منه، والغريب أن الجميع –للأسف الشديد- يعيد الدور ذاته دون أن يدرك أنه أضحى مملولا مكشوفا، يثير الشفقة لحال هؤلاء، أصحاب الأدوار "السيزيفية" التي لا تنتهي إلا لتبدأ.

 الحلقات الجديدة من المسلسل الطويل حملت عناوين أولهما عن التسجيل في السجل السكاني، حيث تحدث الجميع عن أهمية هذا البرنامج الذي جعله السيد الرئيس ضمن برنامجه الانتخابي، وأضحت حياة الجميع متوقفة عليه، وتقدم البلاد وازدهارها مرهون به، ومضى البعد أبعد من ذلك ليصور للحاضرين أن كل ويلات البلاد سببها "عزوف" المواطنين عن التسجيل على هذا السجل، كما أن مكاسب جمة –وعلى مختلف الصعد- ستتحقق لها بمجرد تسجيل المواطنين على هذا السجل، ويستلم الجميع بطاقات تعريفهم الجديدة.

 هذه الخلاصة حرص غير واحد من أبطال المسرحية على ترديدها، بل إنها غدت اللحن الأثير لدى الجميع أثناء عرض المسرحية، وميزة الفاصل بين لقطة وأخرى من مشاهد المسرحية الطويلة.

أما ثاني حلقات المسرحية فكانت إعادة لحلقة قديمة حملت عنوانا جديدا، إنها الحرب على البلاستيك المرن (زازو)، تابع الجمهور عروضا عن خطورة هذه المادة، وعن ضرورة المشاركة في الحرب المقدسة عليها، والتي أعلنها الإمام الأعظم، وأوضح أحد أبطال المسرحية أن تقاعس المواطنين عن المشاركة في هذه الحرب سيجلب على البلاد القحط، ولن تستقبل البلاد قطرة مطر، كما أن الأرض لن تخرج نبتة، واستعاد بعض الجمهور مشاهد سابقة من حروب "مقدسة" سابقة على السمنة وعلى السياحة في الخارج، وحتى على المحاولات الانقلابية الزهيدة.

 طرب بعد الجمهور، واستعاد آخرون أحلاما جميلة وذكريات أجمل، استعادوا أيام كانت تعويضات "الكومبارس" أكثر، وأفضال وفوائد "الأبطال" تصل كل المتعلقين بالفن السابع، وجمهور "البطل الأبرز" كاتب السناريوهات ومبدع المسرحيات، قاوم بعضهم الدموع، وهو يمسك الميركروفون ليعبر عن رأيه في مسرحية "أتقن" دوره فيها، وما أكثر راحة الممثل حين يتقن دوره، لكن ما أشقاه حين تعاد مسرحيته للمرة الألف، وحين يمل الجمهور طلته، ويحفظ أدواره، ويرددها قبله عند كل عرض جديد.

 كفاكم احتقارا للمشاهدين ولجمهور "الفن السابع" كفاكم استهتارا بالأذواق... نعم للإبداع... أهلا بالإبداع...!!  

0 التعليقات:

إعلان