لاقتراحاتكم ومشاركاتكم يرجى مراسلتنا على العنوان التالي:alegcom@hotmail.com

الأربعاء، 28 نوفمبر 2012

تحديات النظام ........ في ذكر الاستقلال (رأى)

الشيخ ولد بلاهى

تمر اليوم الذكرى الثانية و الخميس للاستقلال الوطني و تأسيس الدولة الموريتانية  في ظل حكم عسكري بدأ  يتهاوى إذ يواجه تحديات جسام لا تلوح  لها حلول على الأقل  في الأفق القريب وهنا أحاول تسليط الضوء على جزء من هذه التحديات.

الانسداد السياسي

منذ استيلاء الجنرال المعزول على السلطة في الثامن من أغسطس وهو يتخبط  يوما  إلى آخر و لا يجب استغراب ذالك فالمؤهلات القيادية لا تتوفر في فخامته، فمنذ تأسيس هذه الأرض السائبة لم يسبق أن قام قائد الحرس الخاص بالانقلاب على السلطة وبعد أزمة خانقة عاشتها البلاد حصل ما يعرف باتفاق دكار نتيجة ضغوط دولية و إقليمية على  مختلف الأطراف السياسية لكن الجنرال الأرعن ضرب عرض الحائض بالاتفاق بعد أن أقام انتخابات مشكوك إلى حد كبير في نزاهتها ولم تستطيع المعارضة فرض  تصورها خاصة بعد اختراق النظام الذي حدث لأكبر هذه الأحزاب.

يتجلى الانسداد السياسي اليوم  في عدم دستورية المؤسسات فالمجلس الدستوري بشكله الجديد تمت المصادقة عليه من طرف برلمان منتهي الصلاحية و القاعدة تقول ما بني على فاسد فهو فاسد ناهيك عن ضبابية تلف الحالة المدنية للسكان ما بات يعرف بالسجل الوطني للسكان حيث يتم  تسييره من طرف شخصية تجارية مقربة من ولد عبد العزيز وكأنه ملك خاص و حتى الآن لم يتم تسجيل 50% من السكان.

ضف إلى ما سبق انقسام المعارضة على نفسها بين محاورة ترجو إصلاح نظام فاسد لا يعترف أصلا بحاجته للإصلاح و مناطحة لا ترى خيرا في نظام لا يفي بتعهداته و انعدام الثقة بين النظام و قطبي المعارضة فلا هو استجاب لدعوات الإصلاح و لم يرحل رغم اتساع القاعدة الشعبية المطالبة بالرحيل.

مركزية القرار

بعد حادثة اطويلة أو ما يعرف بالرصاصة الصديقة تبين مما لا يدع مجالا للشك أن الجنرال المعزول كان يسيطر على جميع مفاصل الدولة  فشلت مؤسسات  الدولة وتدهور الاقتصاد ووقفت حركة رؤوس الأموال طيلة غياب " الرئيس"  فلم تجتمع الحكومة ولم تصل البرقيات و لم ترسل ؤخرى حتى السك لم يتم توزيعه على الأحياء و كأن الجمهورية الإسلامية الموريتانية هي محمد ولد عبد العزيز رغم أهمية منصب الرئيس.

فالأغلبية الرئاسية وبإطلالتها الخجولة لا تستطيع أخذ قرار الذهاب إلى الحوار الذي دعت إليه المعارضة قبل عودة الرئيس وريس الوزراء لا يستطيع إعلان عدم مشاركة موريتانيا في حرب مالي وزير الخارجة لا يستطيع التنديد بالحرب على غزة بل اكتفى ببيان  بعد الحرب بيومين لكن الأجمل من هذا كله أن الأسعار لم ترتفع طيلة المدة العلاجية للجنرال ما يدل على أن هذه الزيادة لا تتم تبعا لما يحدث في السوق الدولية إنما بأوامر صادرة من سلطة عليا و من أجل مصالح ضيقة.

انتشار الفساد

في أي مبنى من مباني الحكومة يشاهد الزائر مختلف أنواع الفساد فالمحسوبية هي الشيء السائر به العمل في جميع الإدارات فتجد الكاتب و الكاتب الخاص و السائق و الحارس مثلا من محيطه الضيق  أما الصفقات العمومة فلم تسلم هي الأخرى من الفساد حتى المؤسسة الأكثر تنظيم و التي يكن لها المواطن الموريتاني كل التقدير يسوسها الفساد كما تسوس دابة الأرض الحطب.

فالصفقات تمنح بالتراضي بل دون أن يتم الإعلان عنها " المطار مثلا لا حصرا" المحاسبة غائبة وخير دليل ما حدث في اركيز حيث يمر موت أطفال  دون أدنى محاسبة للمسؤلين كما حدث ويحدث والشرائك المعدنية حيث يتم التغاطي عن جميع الخروقات بما فها تشغيل العمالة الأجنبية و الضرر بالبيئة كل هذا و الحكومة لم تنبث ببنت شفة لا لشيء سوى أن يتم منح عمولات بصفة مباشرة أو غير مباشرة للأشخاص النافذين بل للجنرال نفسه.

قبل أن يتم التغلب على هذه التحديات من بين أخرى أو يفرض  نظام ديمقراطي يحترم إرادة الشعب  سنحتفل مرة أخرى بالاستقلال تكون فيه الجمهورية كما هي الآن على كف عفريت عسكري عاجز عن تأدية مهامه مغرور بأغلبيته منهك كجيشه ظالم لشعبه مفسد كحاشيته لا هم له سوى السلطة و السلطة فقط.  

0 التعليقات:

إعلان