لاقتراحاتكم ومشاركاتكم يرجى مراسلتنا على العنوان التالي:alegcom@hotmail.com

الخميس، 1 نوفمبر 2012

حدث مسعود قال... قراءة في مكالمة الرئيس مع الرئيس قبيل مهرجان الخميس

......... وكأن قدر الرجل أن يمضي بقية عمره السياسي، في التصدي لأزمات هذا البلد المسكون بأوجاعه المزمنة، ففي "زمن الرحيل" خرج مسعود على الملأ بمبادرته الأولى، وها هو ذا مسعود يعود بمبادرة ثانية، في "زمن الصمت المطبق"، حيث لا صوت يعلو فوق صوت "الشائعة".

أختار "العجوز" الذي عركته السياسة وعركها، حتى لم تعد تخفى عليه فيها خافية، المكان بعناية فائقة، مباني الجمعية الوطنية، أو قل بيت الشعب الكبير، حتى يقول لكل السامعين دنوا أم بعدوا، أنه إنما كان يتحدث بلسان شعبي مبين.

روى مسعود الحكاية ببساطته المعهودة، فكانت نلك أول رواية بسند قوي، بعدما صدعت "روايات باريس" الضعيفة كل الرؤوس، وفاضت من كثرتها كل الكؤوس.

مبادرة مسعود الجديدة، بسيطة بساطة الحديث الذي دار بين الرئيس والرئيس، وأما مؤداها فهو دعوة أولى لكل الساسة إلى أن ينبذوا رصاص السبت وشائعاته وراء ظهورهم، ودعوة ثانية لهم، إلى كلمة سواء بينهم، "كونوا كالبنيان المرصوص"، وأما مسك الختام فهو تأكيد من الرئيس على أن الرئيس الراقد في باريس، ما زال هو الرئيس.
حدث مسعود قال...ومن الطبيعي جدا، أن يكثر في اليوم التالي القيل والقال، وأن تتزاحم كل أنواع  الأسئلة، على أبواب المنجمين والكهنة:

هل نجح مسعود في رأب الصدع ورتق الخرق، الذي خلفته "رصاصات السبت المشؤوم"؟، ولماذا اختار الرئيس أن يهاتف الرئيس في باريس، قبل يوم واحد من مهرجان الخميس؟
سواء اختلفنا أو اتفقنا مع مسعود، فإن الرجل نجح على أقل تقدير، في شيئين اخفق فيهما الكثيرون:

أولهما هو أن حديث الرجل لامس هوى في نفوس الكثير من المواطنين، ففي زمن أنقسم فيه الساسة إلى فسطاطين، فسطاط الصامتين وفسطاط الثرثارين، جاء مسعود في منزلة بين المنزلتين، فلا هو صمت طويلا، ولا هو عندما تكلم ثرثر كثيرا، بل حدث الرجل بما قل ودل، وطلع على الناس بالخبر اليقين، في لحظة كان فيها الشعب كلما سمع رواية، قال لأصحابها، هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.

خرج مسعود على الملأ من "بني المختلفين"، فقطع الشك باليقين، وأسقط بذلك نظرتي "الموت السريري والغيبوبة"، فالرئيس ما زال حيا يرزق، والرئيس ما زال يتمتع بكامل قواه، وهذا يعني بالمختصر المفيد، أن الملاح ما زال ممسكا بدفة السفين.
والشيء الثاني الذي نجح فيه مسعود، هو أنه أعاد ملف "شغور منصب رئيس الجمهورية" إلى الرفوف، بعدما ظل هذا الملف طريح الطاولة منذ أصبح الرئيس طريح الفراش.
 إذ قال ثالث ثلاثة في موريتانيا يحق لهم دستوريا، طلب إعلان الشغور، بان لا شغور، وانتهى بذلك الأمر الذي كان فيه الساسة يستفتون.

أعاد "العجوز الحكيم"، إلى الساحة السياسية التي فقدت صوابها بفعل "رصاصات السبت"، قبل أن يجن جنونها بسبب "شائعات السبت"، بعضا من عقلها ورشدها.
وأما ما قاله مسعود دون أن يقوله، فهو أن لا ملجأ من مبادرته  إلا إليها، وأن السبيل الوحيد للخروج من هذا السقوط السياسي الحر، هو حكومة وحدة وطنية، تغسل كل أدران المشهد السياسي، وتعيد إليه بعضا من شبابه، بعدما أصيب بالخرف، من كثرة أزماته المزمنة.

وبخصوص السؤال المتعلق بتزامن هاتف الرئيس للرئيس في باريس، مع مهرجان الخميس، وما إذا كان هذا الأمر يحمل في طياته شيئا من التدليس، فالمؤكد هو أن الرئيس، حتى وإن أقسم بأغلظ الأيمان بأنه كان يخاطب "أصحاب السبت" ولا علاقة له ب"أصحاب الخميس"، إلا أنه جز الكثير من العشب، من تحت أقدام أهل الخميس.
وسيكون على قادة منسقية المعارضة الديمقراطية، أن يبذلوا جهدا مضاعفا في يومهم ذاك، إن هم أرادوا أن يستنبتوا ذلك العشب من جديد.

باختصار أعاد الرئيس عقرب الوقت إلى مكانه، وعلينا أن ننتظر مهرجان الخميس، لنعرف ما إذا كانت منسقية المعارضة، قادرة على تحريك عقرب الوقت ذاك، أم أنه سيكون على الساحة السياسية، أن تضبط ساعتها، من الآن فصاعدا، على توقيت مسعود.
آراء حرة

0 التعليقات:

إعلان