الكاتب الصحفى : عبد الرحمن ولد بل |
لكن يبدوا أننى كنت
مخطئا حين جعلت الأمل فى محله فلا الغراب يمكن أن يشيب ولا الغار يمكن أن يصير
كاللبن الحليب!!! فهناك أناس يرفض التاريخ د خولهم إلى صفحاته النقية أو طرق
أبوابه المشرفة فالرجال يصنعون التاريخ وليس العكس .
فى يوم كانت الأنباء
الواردة من ولايات الحوضين ولعصاب وتيرس زمور وغورغل وغيدى ماغه شرقى ووسط وشمال
وجنوب البلاد تفيد بنفوق الماشية هنا وهناك بسبب الأعلاف المسممة واحتجاجات
هناوهناك على انتهاج سياسة المحسوبية فى التوزيع والتلاعب فى وثائق السحب وإعطاء
من لايملك لمن لا يستحق على حساب من يستحق ومن هو محتاج ، وتقارير المنظمات
الدولية تحذر من مجاعة وشيكة تضرب أجزاءا واسعة من البلاد، فضلا عن توقف العملية
على مستوى المقاطعة التى أوصلت النائب الشاب إلى قبة البرلمان للدفاع عن مصالحها
والمنتمية بشدة إلى مثلث الفقرومربعاته ودوائره وكل أشكاله الهند سية .
رغم كل ذلك يقف
النائب الشاب دون خجل أو حياء مخصصا جل وقته للثناء على الحكومة وأدائها والتأكيد
على أن حضور الوزير الأول يثبت أننا فى دولة قانون ومؤسسات وأن الخطة أتت فى الوقت
المناسب مؤكدا أنه لم تسجل أى وفات فى المواشى طيلة هذا العام وإنما أصبح المواطن
فى الأرياف يتوفر على أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من
خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من (قائدهم
العزيز).... حتى قلت ليته سكت ،ثم أنهى حديثه بتعقيب غريب بعد كل هذا فى تناقض
صارخ مع الذات مؤكدا على حدوث تجاوزات فى الخطة واتسامها بالزبونية والمحسوبية
مضيفا أن الكميات كانت قليلة ولم تصل إلى كل مناطق البلاد ضاربا المثل ببلدية مال
التى تتجاوز مساحتها أكثر من مائتى -كلم- ومع ذلك لاتتوفر على أكثر من ثلاثة
دكاكين متفهما تلك الأخطاء والنواقص والتجاوزات قائلا إنها طبيعية فى أى أداء بشرى
مهما كان .!!!!!!!
مانسيه النائب الشاب
أوتناساه أكمله عميد البرلمانيين حين أكد أن الخطة امتازت بثلاث ميزات هى :التأخرفى
الوصول والزبونية والمحسوبية فى التسيير والتوزيع ثم التسمم أخيرا.قائلا إن
الحكومة أقرت خطة لأعلاف الدجاج وليس البقر حين قررت أن تكون حصة البقرة يوميا
225غ !!!!؟؟؟.
ورغم أن النائب خصص
جل وقته لكلام خارج عن موضوع مساءلته فإن الوزير الأول كذلك خصص جل وقته للحديث عن
الطرق وشبكات الكهرباء ومعدلات النمووفرص التشغيل ومشاريع التنمية وورشا تها معرجا
قليلا على موضوع المساءلة ومقرا بنواقص لم يتحدث عنها النائب الشاب الذى نأى بنفسه
عن الخوض فى الجزئيات حتى لايكون (مزايدا) خاتما حديثه بأن أسبوعين أوثلاثة هم
الفترة الزمنية الفاصلة بيننا مع نزول الأمطار دون أن يبين على أى معطيات استند فى
معلوماته تماما كما فعل (الخليفة الراشد )حين أكد قبل عام أن المطر سينزل
وبغزارة ليتضح لاحقا أن معلوماته لم تكن فى غاية الدقة !!!؟؟؟
أما الآن وقد قطع
الشك باليقين وتأكد ت صحة المقولة القائلة بأن الله : "خلق رجالا للحرب وخلق
آخرين لقصعة من ثريد " ترى بأى وجه يستطيع النائب الشاب أن يقابل به ناخبيه
ونحن على أعتاب استحقاقات برلمانية جديدة ؟ وأى إنجاز سيذكره ؟ وأى وعود أو شعارات
سيطلق لاستمالة ناخبى مثلث صلبتهم المآسى وسهرتهم الآلام والنكبات؟
0 التعليقات: