تعتبر التعديلات الدستورية التي علي الأبواب ذات
أهمية بالغة من أجل ترسيخ أسس ودعائم جمهورية ثالثة في موريتانيا ينعم
فيها كل الموريتانيين بالحرية والعدالة والديمقراطية, تلك التعديلات التي تمت
إحالتها إلي الجمعية الوطنية , حيث صوتت عليه 121 عضوا بنعم و19 نائبا
بي لا و امتنع نائب واحد عن التصويت ’ وبعد ذالك تمت إحالته إلي مجلس الشيوخ
وعليها صوتت 33 عضوا بي لا و 20 بنعم
ليتدخل رئيس الجمهورية لصالح شعبه العظيم , الذي لم يتركه
رهين إرادة 33 عضوا من مجلس الشيوخ ذالك المجلس الذي سيتم حله و
ستبداله بمجالس جهوية , وقد يكون ذالك سبب تمرده ورفضه لتلك التعديلات
ونطلاقا من نص المادة 38 من الدستور التي تنص علي أن"
لرئيس الجمهورية أ ن يستشير الشعب عن طريق الاستفتاء في كل قضية ذات أهمية وطنية
"
ليتم عرض تلك التعديلات علي الشعب عن طريق الاستفتاء
والمتمثلة أساسا في
1 إضافة خطين
أحمرين علي العلم الوطني
2 تغير
النشيد
3 إنشاء مجالس
جهوية
وسأحاول أن أتطرق لهذه النقاط بشيء من التفصيل
1 العلم
وهو كما تعلمون الذي يمثل الرمزية الصورية للبلد وقد تم
اعتماده في موريتانيا 22 مارس 1958 ويتخذ من اللون الأخضر أرضية , يتوسطه هلال و
نجمة باللون الأصفر
حيث يرمز اللون الأخضر للخصب و الزراعة, و ترمز النجمة
الخماسية لي أركان الإسلام الشهادتان و الصلاة, والزكاة, والصوم , والحج , في حين
يرمز الهلال إلي الحياة الجديدة حيث ظهر لأول مرة علي لواء جيش مشاة الدولة
العثمانية في أوساط القرن الرابع عشر, وأصبح شعار علم دولتها رسميا عام 1453
وقد كانت غالبية الدول تأخذ باللون الأحمر في أعلامها كرمز
لمعارك المقاومة ضد الغزو الأجنبي, وهذا ما خلى منه علمنا الوطني بالتالي علينا أن
نثمن من خلاله مقاومة وكفاح شهداءنا للذين ضحوا بأرواحهم الزكية دفاعا عن الوطني
والمواطنة
2 النشيد
وهو مكمل لعناصر السيادة الوطنية الأساسية: الشعب و الإقليم
والسلطة السياسية, ليكون ممثلا للمصطلحات الوطنية لمميزة و المعبرة عن السيادة
الترابية
فالنشيد عادة بمثابة مقطوعة موسيقية وطنية تثير وتمدح تاريخ
البلاد وتقاليدها ونضالات شعبها , ونشيدنا الوطني من كليمات العلامة الجليل الشيخ
سيديا باب رحمة الله عليه الذي وافاه الأجل المحتوم سنة 1924 أي قبل نازلت النشيد
بست وثلاثين سنة ولم يكن علي علم بأن تلك الأبيات ستكون نشيدا للبلاد
والتي كتبتها كتوجيه أو كوصية وليس بها ما يثير الحماس بمفهوم أهل
الموسيقة
وبالتالي من حقنا كموريتانيين أن نتطلع إلي إلي نشيد وطني
يبعث فالنفوس روح الحماسية ويتغني بأمجاد وتوراث هذا البلد العظيم, ويخلد أمجاد
المناضلين للذين ضحوا بأنفسهم خدمتا لهذا الشعب الكريم شعب الجمهورية الاسلامية
الموريتانية
3 المجالس
الجهوية
وتعتبر بمثابة اطار تنظيم هام من خلال يتم انشاء مجالس
محلية تسند أليها إدارة شؤون كل ولاية من ولايات الوطن وتلعب دورا أساسيا في إعداد
وتنفيذ المشاريع الاقتصادية ولاجتماعية والسياسية , ولها دور كبير في الدفع بعجلة
التنمية , وتساهم أيضا في إرساء وتوطيد وتعميق اللامركزية , وهذه المجالس ليست
وليدة فكرة جديدة بينما قد تمت تجربتها في بعض البلدان المجاورة مثل المغرب
السينغال وتونس, رغم أن أهداف هذه المجالس و الدور المنوط بها وطرق انتخابها لم
يتم تحديده بعد , لكنها ستكون لا محالة مهمة لدعم اللامركزية في البلاد , وضرورة
لترشيد نفقات الدولة , وتجعل كذلك المواطن البسيط مشاركا في بناء موريتانيا التي
تستحق منا جميعا بذل الغالي والنفيس
ذ/ محمد بتار
0 التعليقات: