الوكيل أعمر.. وجه آخر يستحق منا تحية الوداع (رأي)

 

عبد الرحمن ولد بل

خلال اجتماعه الأخير أقر المجلس الأعلى للقضاء تغييرات واسعة في القطاع وتضمنت تلك التغييرات تعيين وكيل جديد للجمهورية بلبراكنة خلفا لوكيلها السابق أعمر ولد القاسم الذي عين ضمن نواب الادعاء العام لدى محكمة الاستئناف بنواكشوط بعد سنوات قضاها في المنصب كانت حافلة بتحديات جسام كسبها الرجل بحنكة واقتدار.

وتمثل أبرز تلك التحديات في تزامن تعيينه وكيلا للجمهورية مع افتتاح السجن المدني بألاك وهو السجن الذي اتخذته إدارة السجون متنفسا رئيسيا لسجون العاصمة فحولت إليه عمداء جرائم القتل والاغتصاب في البلاد بالإضافة إلى عشرات السجناء الذين يعانون أوضاعا صحية بالغلة الصعوبة.

وقد شهد السجن أولى أزماته في العام 2012 حين ضربت المنطقة موجة حر غير مسبوقة فاقمت الوضع الصحي لأكثر من ثلاثين سجينا بفعل غياب نظام التهوية وهو ما اضطر إدارة السجون لقبول إعادة أغلبهم لاحقا إلى العاصمة انواكشوط

ومع وصول دفعات جديدة من أصحاب الإعدام والمؤبدات إلى السجن حدثت أول محاولة للعصيان المدني داخله تمثلت في إضراب نزلائه عن الطعام وتطور الأمر لاحقا ليتوج بإحراق تأثيث بعض الزنازين وإغلاق ممار السجن أمام رجال الحرس مما زاد الأمر تعقيدا، غير أن الرجل نجح في وضع حد لتلك الأزمة خلال ساعات ودون خسائر رغم الجفوة والاستقطاب الحاصل آن ذاك بين قائدي الحرس والدرك.

 أزمة الأعلاف وما سببته من صراع بين السلطتين الإدارية والقضائية وأشهر بيرام ورفاقه الطويلة والاختفاءات المحيرة ذات الصلة الوثيقة بالقصص الغرامية "ولد نزيلو ومنت الشيباني كمثال" وأزمة دار البركه قضايا من بين أخرى كثيرة كانت لبراكنه مسرحا لها خلال فترة الرجل وشغلت حيزا لا بأس به من الرأي العام في البلد، وقد استطاع مواكبة تلك الأحداث بتفاصيلها الجزئية حتى انتهت تداعياتها على خير وسلام هي الأخرى.

ورغم العلاقة الوطيدة التي جمعتني به فلقد بقيت أتناول أغلب تلك الملفات وغيرها  بجرأة زائدة دونما تحفظ ودون أن يفسد ذلك للود قضية، بل ظل الرجل يردد على الدوام حين يلقاني متفهما ومداعبا (آن ش حك ما يفكعني والغرش بعد واعر)

يشهد له جميع من عايشوه عن قرب بلباقة الأسلوب مع الصرامة في العمل وفرض سيادة القانون على الجميع والتسامي على الطرح القبلي والعرقي مع الابتعاد الشديد عن مجمل المسلكيات التي لا تليق بمهنة القاضي "الرشوة كمثال".

معذرة أيها القارئ الكريم فهذه خواطر من لدولة العدل يتمنى وسالك ذاك الدرب له منا كل التحية والثناء

ولكلم أيها الوكيل أقول هنيئا لكم فعلى الدرب الذي عهدناكم بيه سيروا فحلمنا للبلد كبير وأملنا في عطائكم للوطن لا حدود له...

أجمل تحية

تصنيف : المقالات