يتكون
المجتمع في مقاطعة مكطع لحجار من تجمعات اجتماعية منتجة بطبيعتها ، لا تعرف
الاتكالية و الاعتماد على الغير ، فهناك من انغمسوا في التحصيل العلمي و خرجوا
أطرا أكفاء دخلوا في معترك الحياة العصرية ، و من اهتم بالعمل بالتجارة فهاجر إلى
أصقاع الدنيا ليعود (بها كبيرة وصغيرة) ، و من انكب على حقله و قطيعه لتحصيل قوت
يومه.
هذا التنوع الاجتماعي و تنوع الاهتمامات الإقتصادية في
المقاطعة جعل السكان في مجملهم يؤمنون بأهمية الدولة كأداة تنظيم لحياة الناس، لا
كبقرة حلوب ينتظرون ما تقدمه من مساعدات.
كما أن علاقة المواطنين في
المقاطعة بالمسؤولين هي علاقة لا تتجاوز حدود الإحساس بوجودهم كممثلين عن المقاطعة
، لا علاقة أخذ و استثمار كما دأبت عليه بعض المجتمعات.
من هذا المنطلق نظر سكان
مكطع لحجار إلى وزير المالية الحالي ، مدير الضرائب سابقا على أنه يشكل نقطة توافق، تجد فيه مجموعة المؤمنين بالوطن، التي لا تقيم لمفوم القبلية وزنا،
الشاب المبدئي النظيف الذي يأبى الانجراف داخل الدولة العميقة ، ويحتفظ
لنفسه بمسافة بينه وبين الجيل القديم من (نهبة) المال العام . كما تجد فيه
الطبقة االقبلية التقليدية أمانا من الانجراف في مصالح انتمائه الاجتماعي و الوقوف
مع طرف ضد آخر ، لوقوفه على نفس المسافة من الجميع.
وترى فيه طبقة السياسيين و
ما بات يعرف بالأطر سلما قد يشكل مطمعا لعودتها إلى الواجهة ، أو على الأقل
المحافظة على بقائها في حلبة السياسية الوطنية و المحلية . قد لا يكون ولد أجاي
محببا عند أصحاب السوابق في النهب ، والمتحايلين على الضرائب ، و أباطرة الدولة
العميقة، و لكنه يشكل نقطة مضيئة – مع آخرين- في الحكومة ، يطمئن المواطنون
الموريتانيون على تسييرها لموارده.
هذه المعطيات و هذه الرؤية جعلت سكان مكطع
لحجار يتبادلون التهاني عبر الهاتف ، وفي المساجد، وفي متاجرهم باحتفاظه بموقعه
في وزارة المالية
عبد الله ولد المرابط
0 التعليقات: