لاقتراحاتكم ومشاركاتكم يرجى مراسلتنا على العنوان التالي:alegcom@hotmail.com

السبت، 19 سبتمبر 2015

من داخل بيت الوزير (رأي)

في العام 2008 وبينما كنت تلميذا في المرحلة الثانوية بمدينة بوكى شاءت الأقدار أن أتعرف على الوزير أحمدو ولد عبد الله الذي كان يومها حاكا للمقاطعة ذات التعقيدات الاجتماعية والعرقية والتي منها تمت ترقيته إلى وال لولاية انواكشوط بعد أن أبلى بلاءا حسنا في إدارة المقاطعة لسنوات.
وخلال الفترة التي قضيتها في مدينة بوكى توثقت علاقتي بالسيد أحمدو ولد عبد الله وبكل أفراد العائلة الكريمة بفضل صداقة نسجتها مع زميلين في الدراسة أحدهما شقيق أحمدو والثاني شقيق الأخت مريم فصرت بذلك أحد أبناء الأسرة المقربين جدا من أحمدو الذي وصلت علاقتي به درجة علاقة أب بابنه.
ونتيجة ماضي الثقافي الذي اكتشفت به ما كمن في من إبداعات ومواهب جمة كان من الطبيعي أن أكون مولعا بالأندية الثقافية وبالعمل الثقافي فأنشأت مع آخرين ناد ثقافي في ثانوية بوكى وكنا نتردد على مكتب الحاكم في المقاطعة طلبا لدعم القطاعات الحكومية ومساهمتها في أنشطتنا داخل الساحة المدرسية، غير أنه كان في كل مرة يسدي لنا النصح ويحضنا على الانشغال بالتحصيل العلمي بل يلوح أحيانا بإبعادنا من المدينة في حال لم نهتم بدراستنا وكان يسدي لي شخصيا النصائح على انفراد.
انتهت مرحلة بوكى وعين أحمدو واليا لولاية انواكشوط واستمرت علاقتي به طلية السنوات الماضية حتى عين واليا لولاية لبراكنه نهاية 2013 في وقت كانت الاستعدادات جارية للحملات الانتخابية غير أن معرفتي الشخصية به ونشاطي السياسي المكثف ضمن حلف سياسي معين على حساب مجموعات محلية معينة جعلتني أبتعد عن البيت رفعا للحرج عنه وتفاديا لمحاولات استخدام البعض لتلك العلاقة بهدف التأثير في  قراراته أو ثنيه عن أي خطوة ينوي القيام ولم أشأ أن أستعيد حياتي الطبيعية في المنزل كواحد من أفراد الأسرة إلا بعد أن انتهت الانتخابات.
وطليلة الفترة التي أمضاها واليا للولاية كان أكبر هاجس يؤرقني هو أن تحدث مشكلة ويكون أحد أصدقائي أو معارفي طرفا فيها وأجد نفسي محرجا من التدخل عنده لما أعرفه فيه من صرامة وإصرار على إنفاذ القانون، كما كنت أعيش ظروفا نفسية صعبة عندما يكون يواجه أي تحد في الولاية سواء كان التحدي هو إنجاح الزيارات الرئاسية أو ضبط الملف الأمني بالتزامن مع محاكمة بيرام وكنت أحتمل في سبيل ذلك الكثير وأنا أستمع إلى من يراهنون على ثغرة أمنية أو إدارية في تلك الفترات علها تكون سببا في إبعاده عن الولاية.
وقبل أيام وبينما كنت أنوي مراجعة حاكم مقاطعة ألاك في مكتبه صادفته وهو يغادر المكتب في الطريق إلى أحمدو الذي كان موجودا في المنزل وفي الطريق فاجأني الحاكم بالقول "مبروك صاحبك عاد وزير" ا فاحتبست الكلمات على لساني ولم تسعفني عبقريتي باختيار التعبير الأنسب أو لترجمة مشاعري بأمانة في تلك اللحظات المهمة.

محمد المصطفى ولد موسى

     

0 التعليقات:

إعلان