لاقتراحاتكم ومشاركاتكم يرجى مراسلتنا على العنوان التالي:alegcom@hotmail.com

الاثنين، 14 سبتمبر 2015

الدكتور ديا و جلسات بوح المرضى النفسيين (تدوينة)

الحسين ولد أحمد الهادي/ نائب سابقا في البرلمان
الدكتور ديا، أول أخصائي نفسي في موريتانيا و هو مؤسس مستشفى الأمراض النفسية و العصبية المعروف عند العوام بطب ديا. كان من عادة الدكتور ديا، أن يجمع المرضى النفسيين (المجانين عند العامة) كل يوم أربعاء الساعة العاشرة صباحا، في إطار ما يعرف بجلسات بوح المجانين défoulement des fous، الغرض الطبي من هذه الجلسات هو عملية تقييمية لمستوى إستجابة المريض للعلاج و مستوى حالته المرضية.....إلخ.

عند بداية الجلسة يخاطبهم الدكتور ديا قائلا نحن هنا اليوم كمجموعة من العقلاء نجتمع ليبوح كل منا بمكنونه، و من ثم يشير إلى أحدهم تفضل يا فلان الكلمة لك، يبدأ فلان بالحديث عن ما يجول بخاطره و بعده تحال الكلمة إلى مريض آخر و هكذا دواليك.

إخوتي الكرام، أترك العنان لمخيلاتكم لتحديد نوعية المواضيع المثارة و درجة العقلانية في الطرح وأيضا الآليات المستخدمة في الإقناع و كذا العبارات المستخدمة في التعبير..... إلخ.

طافت بخاطري، جلسات العلاج هذه، و أنا أتابع بعض اللقاءات و الحوارات وحلقات النقاش العلنية منها والسرية العامة منها والخاصة، و التي تجمع سياسيين و مهتمين بالشأن العام من مثقفين و صحفيين أو ما نطلق عليه اختصارا طبقة النخبة، والتي يصدق في جلها حتى لا أقول كلها يا نخبة ضحكت من جهلها العامة و الغوغاء و الدهماء، أيضا ما تزخر به مواقع الأخبار و التحاليل و كذا مواقع التواصل الاجتماعي من تدوينات و تعليقات إلخ..
 
إلى هؤلاء، إليكم نداء من العامة و الغوغاء والدهماء : إحترموا عقولنا وذوقنا و قيمنا وأخلاقنا، إحترموا ما حبانا الله به من فضله لا بمجهود منا وما غيبه عنكم لعدل منه و حكمة رغم تمثلكم و تشبثكم به، أما الصفوة إن وجدت فليس لها أن تقول لكم سوى لاحول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.

طبعا و ما أبرء نفسي، فأنا لست سوى جزء من هذه الطبقة و من هذه الصورة، و ما دونته لا يعدو كونه مشاركة جلسة من جلسات بوح المجانين، هههههه، لكن أرجو منكم أن تلاحظوا أولويات و اهتمامات و نقاشات النخب من حولنا و بالتأكيد ستلاحطون الفرق و سترون النتيجة، لك الله يا وطني.


0 التعليقات:

إعلان