أسفرت النتائج التى أفرزتها صناديق الاقتراع فى
الانتخابات النيابية والبلدية التى جرى شوطها الثانى قبل نحو خمسة أشهر عن اختفاء
عدد من رموز ومشاهير السياسة بالولاية خصوصا المنتخبين الذين استعصى عليهم الحفاظ
على الفوز بثقة الناخبين، أو أولائك الذين خسروا ثقة الأحزاب بدرجة أنهم لم
يستطيعوا المجازفة فى عرضهم على الناخب من جديد بعد أن خبرهم وخبروه لسنوات، فلم تظهر أسماؤهم فى قائمة
المرشحين.
وفى الحلقة الأولى من الحلقات التى تستعرض تلك الشخصيات نتعرض لعمدة مقطع
لحجار والنقيب الأسبق بالجيش الوطنى الطاهر ولد فروه.
برز اسم قائد مشاة البحرية السابق الطاهر ولد
فروه فى وسائل الإعلام بعد مشاركته ضمن عدد من ضباط الصف فى محاولة لقلب نظام حكم
الرئيس السابق معاوية ولد الطايع فى الثامن من يونيو عام 2003، وقد تعرض للسجن فترة
بعد فشل المحاولة الانقلابية التى قادها الرائد صالح ولد حننا، قبل أن يفرج عنه
لاحقا بعد سقوط النظام فى عفو رئاسى أصدره رئيس المجلس العسكرى للعدالة
والديموقراطية الذى قاد المرحلة لانتقالية فساقته الأقدار إلى كرسى عمدة مقطع
لحجار.
تولى الضابط ولد فروه الخارج لتوه من زنازين
السجن منصب العمدة فى بلدية مقطع لحجار لسبع سنين أوتزيد قليلا، ولم تعرف فترته
إضافة نوعية فى الأداء البلدى، كما لم تشهد وفرة فى الإنجازات باستثناء بطوار ضخم
أنجته البلدية بالتعاون مع إحدى المنظمات العاملة بلبراكنه وفى مقابل ذلك لم يشكو المواطنون فى فترته من إثقال كاهلهم بالضرائب والجبايات البلدية مما قد يساهم فى خفض سقف المطالب ويضعف حجج منتقديه بحسب المدافعين عن الرجل.
يحسب للرجل كذلك وقوفه مع الانتفاضة التى عرفتها
المدينة فى العام 2012 ضمن ما عرف بأيام العطش الكبرى للمطالبة بالإسراع فى إنجاز
مشروع المياه فقد أعلن الرجل فى تصريحات إعلامية شرعية مطالب المحتجين وأثنى على
سلميتهم قبل أن يلقى خطابا تاريخيا بالنسبة لسكان المقاطعة فى الثامن عشر من فبراير 2013 هنأ فيه الجميع بمناسبة
إكمال الأشغال فى المشروع الذى أنجز فى فترته بعد تأخر وانتظار دام سنوات.
يشهد خصوم الرجل له قبل مناصريه بحسن الخلق وحسن
التعاطى مع جميع ناخبيه بغض النظر عن مواقفهم السياسية.
كان ولد فروه من أول الداعمين للانقلاب العسكرى
الذى أطاح بولد الشيخ عبد الله وانخرط فى صفوف حزب الاتحاد من أجل الجمهورية
تزامنا مع قيامه ليكون أبرز شخصية معارضة بمقطع لحجار تدعم النظام الجديد.
كان ولد
فروه يتطلع لمأمورية ثانية تكون امتدادا لمأموريته الأولى لكن قدره أراد عكس ذلك هذه المرة حينما خسر ثقة القواعد الحزبية فى الترشح لصالح عمدة المدينة الحالى، وقد شكك ولد فروه ساعتها فى نزاهة البعثة الحزبية التى أشرفت على عملية الاختيار واتهمها بالتحيز للطلف الآخر، غير أنه التزم بقرار الحزب وبادر بتقديم التهانئ للمرشح الفائز بثقة القواعد فور إعلانه.
اختفى ولد فروه عن الأنظار ولم يعرف الساكنة عنه خبرا منذ أن سلم مهامه
لخلفه الذى فاز فى الجولة الثانية من الانتخابات.
0 التعليقات: