لاقتراحاتكم ومشاركاتكم يرجى مراسلتنا على العنوان التالي:alegcom@hotmail.com

السبت، 3 مايو 2014

خيانة مشروع لحراطين بين الماضي والحاضر " تألمت فتعلمت فتغيرت" (رأى)

لا يختلف اثنان من أبناء هذه الشريحة من رموزها ومثقفيها وسياسيها والمتشدقين بالنضال عنها، على أن المحن والابتلاءات هي كاشفة الرجال من عدمهم، فهي وحدها التي تكشف لنا الأشخاص الذين نستطيع أن نثق فيهم ونأوي إليهم إذا ما حلت بنا المشاكل واستصعت علينا أمور الحياة العظيمة، ونوكل إليهم هذا المشروع الكبير، وفي أيامنا هذه تغيرت الأحوال وتبدلت المواقف بعد تفجر أحوال هذه الشريحة العظيمة، فمنذ الانقلابات الاجتماعية والثقافية والفكرية والعسكرية على أرضها التي هي ملك لأجدادها وضد طمس كيانها منذ عقود من الزمن ظهر المنتفعون والمتشمتون، بل والمتآمرون من أبناء هذه الشريحة وهم الذين أقصدهم بحديثي هذا فمنهم من أثبتت تحركاته خيانته لهذه القضية فيما بعد، أو حتى مشاركته في المؤامرة التي دارت رحاها ضد وجودها قديما وحديثا، في خطوات وتحركات يعتبرها مشروعة لنفسه محرمة على غيره، ويمكن رصد بعض المواقف فيما يلي:

حركتا الحر وإيرا والمنظمات الحقوقية:

في مطلع السبعينات ظهر هذا التيار الإنعتاقي ظاهره والعميل باطنه وتلقى دعما سياسيا لبعض قادته لقيادة الانقلاب ضد الرموز الصادقين لحمل هذه القضية بكل نزاهة وصدق وأمانة، وأبرز التجليات التي ظهرت هو الدعم المادي والتنسيق المتواصل لفك الحركة ولما يجري على الساحة الوطنية من نضال حقيقي تجسد في التضحية الخالضة، وعزم النظام أنذاك شل الحركة بإغراء عناصر حساسة من الحركة بزيارات ميدانية في الداخل وعلى مستوى العاصمة لشل نشاطها وتوقيف إمتدادها، في الوقت الذي لم يجرؤ النظام أنذاك على سجن المناضلين الأوفياء إلا عن طريق رصدهم من طرف زملائهم في النضال، وإعطاء الأوامر لوسائل إعلامية بالانخراط والعمل ضمن هذه الحركة لكي تكون عينا للنظام.

إن التنسيق السري من قيادات النظام الموريتاني أنذاك والخونة من حركة الحر لوضع اللمسات الأخيرة والمشاركة الفعلية في إرباك المناضلين المخلصين، سواء كان ذلك بالمساهمة في الانفلات على هذا المشروع الدؤوب الذي هو في حد ذاته تحقيق للعدالة الاجتماعية والقضاء على الفوارق الاجتماعية وتقسيم الثروة بصفة عادلة دون غبن هذه الشريحة، بمخططات القضاء على أخوك الحرطاني الذي وعى قضيته بدون مساومة.

إن هذه الأمور قد يقول البعض بأنها تجني على الحقيقة، غير أن ما يؤكدها الاجتماعات والزيارات والاتصالات المتبادلة مع الأنظمة السابقة حيث التعيينات الإدارية والمناصب الوزارية والقضائية وحتى العسكرية والوثائق التي تظهر بين الفينة والأخرى ومنها التقارير التي يرفعها قادة أجهزة المخابرات عن لقاءاتهم الإغرائية لرموز هذه الشريحة الضعيفة ولعل أبرز من يقوم بهذه الأشكال من المؤامرة القيادات المتعطشة إلى كرسي الرئاسة والحقوقيين والمنظمات، وأبناء جلدتها مضطهدون مشردون خائفون مذللون هاربون متعطشون على ربهم متوكلون لا إلى قادة منبطحون لقضيتهم خائنون.

أما عن حركة إيرا والمنظمات الحقوقية فحدث ولا حرج إنهم بمثابة بقعة سوداء في ثوب ناصع البياض، فهم ذلك الصديق الخائن الذي يطعنك في ظهرك وإن مواجهة هؤلاء أخطر من مواجهه العدو ذاته لأن العدو ظاهر أمامك تتأهب دوماً لمواجهته عكس من يخونوك من بين صفوفك، فقد نجحوا في تلويث عقول شباب وأمهات أبرياء وتسميم أفكارهم بمعتقدات هدامة الهدف منها الحصول على دريهمات من الداخل والخارج من النظام نفسه ومن أعداء الله ورسوله، فلا غضاضة في الأمر أن النضال السياسي مهما كانت طبيعته مبني علي أسس وقواعد ولعل أبرزها الأفكار والتصورات والإصغاء إلى رأي الآخرين عندما يتعلق الأمر بمكتب تنفيذي مشترك هذا إن كان نضال سلميا الهدف منه القضاء على الحرمان وعدم العدالة في مؤسسات الدولة بين شرائح هذا المجتمع الأبي الغالي بدل بيع قضيته في الداخل والخارج.

إن خيانة هذا المشروع الحرطاني العظيم تخطى مسألة ما يقوم به بعض السياسيين، ووصل بعض المحسوبين على هذه الشريحة العربية الكريمة في أخلاقها ومجدها وعروبتها ودينها فهي الوحيدة التي لا تفصل العبادة عن المعاملات، كما تكلم عن ذلك الشيخ الكبير المؤلف الهندي المباركفوري الكندهلاوي في كتابه الشهير الرحيق المختوم في حياة الرسول أن العرب تقال لمجموعة من البشر تعيش في الصحاري والغفار فتختلف ألوان بشرتهم فمنهم الأسود والأبيض إلخ.

 إنما قدمه بعض رموز هذه الشريحة لا يعتبر إلا بمثابة خطوة سافرة في مسائل نحن في غنى عنها، بدل الإستماع إليها والإعتقاد فيها وتضميد جراحها كما قال ذلك الأستاذ والمفكر الكبير أبراهيم ولد أعبيد، لكن يبدو أن بعض قيادات هذه الشريحة تتمتع بجلوسها بين أحضان النظام حيث بات هذا الجلوس لا يمنح إلا لمن هو تاجر ماهر في بيع هذه القضية النبيلة، بينما المثقفين والقيادات المرموقة التي تفخر بها هذه الشريحة باتت تؤمن بقضيتها خارجا عن نطاق البيع والشراء والمرابحة سواء كانت ربوية أو إسلامية، فكنا نتمنى أن تكون هذه المسيرات مبرمجة غير إرتجالية ولا يرضى عنها النظام من هنا يمكن الحكم على أنها نزيهة وتخدم حقا هذه الشريحة وتدافع عن حقوقها بعيدا عن المزايدات، أما عن وجهتي نظري فأنا مع المسيرة 100 %  مهما كانت أهدافها وغايتها بمعنى آخر ما وراء الستار، لكن ما أستغربه هو كون بعض الرموز الآخرين تغيبوا عن المسيرة بل وأعلنوا مقاطعتهم لها بحجة أنها تدعو للعنف هذا نص حزب التحالف الشعبي التقدمي وإيرا التي ورد على لسان هامانها بيرام بأن النظام هو من نظمها أنسي بيرام ميثاق لحراطين، لذا تبقى التساؤلات التي تطرح نفسها:

1 – هل هي مسيرة حقوقية حقا أم أنها سياسية ؟

2 - أم أن المصلحة العامة للوطن تقتضي ذلك؟

3 – أم أن صراع رموز لحراطين على القيادة والسيادة والموالاة هو الدافع وراء ذلك؟

4 – وهل غياب بعض الرموز عن المسيرة كإيرا والتحالف الشعبي التقدمي جواب كافي على السؤال الثالث؟
5 – وهل هذه المسيرة دليل على انقسام الحراطين إلى فريقين فريق في الجنة وفريق في السعير ؟

6 – في قرارة نفسي ماهي مواصفات المناضل الحقيقي عند هؤلاء؟ و ما هي دواعي امتعاض هذا الشخص المناضل؟ هل كلمة مناضل تعني التعاطف أم الحضور الدائم أم الولاء ؟

إن هذه الأمور قد يقول البعض بأنها تجني على الحقيقة، غير أن ما يؤكدها الاجتماعات والزيارات والاتصالات المتبادلة مع رموز هذه الشريحة والوثائق التي تظهر بين الفينة والأخرى ومنها التقارير التي يرفعها قادة أجهزة الاستخبارات (الجيش، الشرطة، الدرك، الحرس، ووزارة الداخلية إلخ...) باستمرار لرئيس الدولة ضف إلى ذلك اللقاءات التي تقع بين سيد القصر ورموز هذه الشريحة والصفقات التي تقع وراء الكواليس على حساب هذه الشريحة المسكينة، ولعل أبرز من يقوم بهذه الأشكال من المؤامرة هم على النحو التالي كون ذكي لكي تقرأ الشفرة : ح إ - ح ح - ح ت ش ت ق د.

يبدو أننا لا زلنا بعيدين كل البعد عن مفهوم النضال المحترف و الذي فيه قيمة المناضل الحقيقي بما يقدمه من عمل راقي فيه فائدة لشريحته ولوطنه، ثم ان مشكل التناوب علي المسؤولية بات مرضا عضالا يصعب التخلص منه، كيف لا و ان هذا المناضل أو المتشدق بالدفاع عن قضية عادلة رأى في تلك الجموع الغفيرة والتي جاءت للتهنئة قد تنافسه في النضال هنا أطرح التساؤل هل النضال في موريتانيا عن مشكل الحراطين أصبح الهدف منه مجرد منصب سياسي أو نقابي إن صح التعبير لذلك؟ أم الغاية منه هو الاعتلاء على هموم المواطن البسيط من أجل تحقيق مآرب شخصية ضيقة و هل كل أبواب الرزق سدت حتي يتناحر رموز هذه الشريحة على الاسترزاق السياسي على حساب هذه الشريحة؟ أم هو أقصر الطرق للثراء الأعمى علي حساب ويلات ومعاناة هذه الشريحة المضطهدة من المجتمع من شدة الجوع والعطش؟ إن هذا التناحر من أجل الحصول على منصب سياسي للأسف الشديد لا يستحق إلا هذا التفسير.
فكيف لو أدرك النظام أولا حجم المسؤولية وأنها مجرد تكليف يجعل من الحاكم مجرد خادم عند الشعب يتعب ويشقي لرعاية مصالحهم والمساواة بين حقوقهم والعدالة بينهم بالدرجة الاولى والله ثم والله إن تعثر هذه الشريحة لسوف يسأل عنه كل حاكم وبائع للقضية والمشروع يوم القيامة لأن المجتمع عبارة عن مجموع من الطيف المتنوع الأشكال والذي ورد في محكم الكتاب الكريم ( يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى إلخ ..

فما بالك لو مات فرد واحد من هذه الشريحة من الجوع مثلا..نحن نأمل في جيل يستمد شرعيته من القانون الموريتاني المستنبط من الشريعة الإسلامية.

وفي الأخير يبدو أن هذه الشريحة باتت تعاني من جرح لجرح لجرح اخر هكذا حياتها اصبحت عنوانها جروح وموضوعها آلام تشكي حالها لنفسها وتداوي حزنها بكيها تساعد نفسها على الثبات فمن المنقذ يا ترى.

فالشكر موصول إلى كل مناضل أثبت نضاله وخاصة المناضل الكبير : أبراهيم ولد بلال ولد اعبيدي الذي أثبت للجميع أنه ثابت على مواقفه أما الرموز فنثمن له جهودهم وتعبهم الذي عوضوه بدريهمات إستجلبوها من الداخل والخارج ودور شيدوها، بدون أن أنسى المناضل أحمد ولد صمب من التحالف الشعبي التقدمي وأحمد ولد عبد الله فهذا جيل بإستطاعته تغيير الحاضر إن كثفت الجهود من أجله والقائمة تطول.

محمد ولد ابراهيم ولد امريزيك
تاجر بلبراكنة مقاطعة بوكى
49455389
mauritaniehag@gmail.com
أعتز بديني الإسلام وبوطني موريتانيا وبحرطنتي
وشكرا

0 التعليقات:

إعلان