لاقتراحاتكم ومشاركاتكم يرجى مراسلتنا على العنوان التالي:alegcom@hotmail.com

الاثنين، 3 نوفمبر 2014

جاء ليعينه في قبر أمه فتركه بدون آلة حفر (رأي)

عبد الرحمن ولد بل
شكل الاجتماع التحسيسي الذي عقد بقاعة الاجتماعات في مبنى الولاية يوم الخميس 30-10-2014 والهادف إلى حشد الدعم والتعبئة والتحسيس لحملة التنظيف  التي استفادت منها مدينة ألاك يومي العطلة الأسبوعية الماضية فرصة لبعض المسؤولين الحكوميين وقادة المجتمع المدني أعلنوا فيها عبر منبر حر أتاحه فتح المداخلات أمام الحضور بعد عرض مستفيض قدمه والي الولاية عن الحملة وأهدافها، فأعلنوا الحرب على القمامة ووعدوا بتجييش الجيوش وتعبئة كافة الطاقات وتوفير الإمكانيات والتشمير عن السواعد من أجل كسب المعركة المقدسة والظفر بالرهان.

وبالرغم من أن الوالي أعلن بصريح العبارة أن من يشارك في الحملة سيشارك بوصفه متطوعا -مشكورا وأجره على الله- فإن كثيرين أطلقوا العنان لألسنتهم فعمت شآبيب الاستعداد المكان بل إن البعض قال بالتلميح إنه لن يتخلف عند  إشراق شمس السبت إلا "منافق معلوم النفاق".

قلة هم من قدموا إسنادا عمليا لكلامهم بالإعلان عن التبرع بمبالغ مالية لدعم الحملة فتناسبت المبالغ المتبرع بها مع دخل المتبرع أحيانا وانحدرت إلى أدنى الحدود في أحايين أخرى، لكن الأغرب من هذا وذاك هو الجهد الخجول والإسناد المحتشم الذي قدمته السلطات البلدية الجهة المفترض أن تكون معنية أكثر من غيرها بالحملة، إذ دخلت في هدنة غير معلنة مع القمامة طيلة الأشهر الماضية ثم اضطرت لخوض مواجهة محدودة معها بعد أن اتخذت المبادرة من طرف غيرها وجرت إليها جرا ثم انسحبت بمجرد إعلان الافتتاح وتسديد الضربات الأولى وهو ماحتم على المباشرين للعملية اللجوء لردم أكوام من القمامة بعد أن استحال شحنها بعيدا، فصدق عليها المثل الشعبي (جاء ليعينه في قبر أمه فتركه بدون آلة حفر).

قيل في الاجتماع التحسيسي إن أي شخص أراد التطوع عليه أن يتخلى عن فضفاضته ويرتدي بدلها بنطلونا وقميصا كدليل ملموس على استعداده للمساهمة الميدانية في إزالة أكوام القمامة، فبادر أحد الحضور إلى طلب استثناء لمنتسبي قطاعه متعللا بأن البنطلون يسبب لهم حرجا كبيرا، لكنه تعهد بالتشمير عن السواعد والمثابرة في العمل، إلا أن الحملة انتهت ولم نرى لأولائك المشمرين أي أثر...

(آه عفوا فربما انتهت الحملة وهم لم ينتهوا بعد من التشمير والاستعداد).

أحدهم أيضا استغل فرصة المداخلات الحرة وقدم نفسه كرئيس لتكتل عريض يضم أكثر من ثلاثين جمعية ورابطة من المجتمع المدني، أكد حضورها ومشاركتها في الحملة، لكن آثار تكتله اختفت بمجرد أن انفض الاجتماع...

(آه صحيح المشاركة بالنية تكفي وتسجيل الموقف مهم جدا بل وضروري أحيانا).

وبالرغم من كل شيء فإن جهدا قد بذل وإنجازا قد تحقق وبقي التحدي الأهم والأطم كامنا في  المحافظة عليه.



0 التعليقات:

إعلان