لاقتراحاتكم ومشاركاتكم يرجى مراسلتنا على العنوان التالي:alegcom@hotmail.com

السبت، 22 نوفمبر 2014

أدعو إلى 5 اعترافات على هامش النقاش حول موضوع "العبودية": (رأي)

الوزير محمد فال ولد بلالي

1-الاعتراف صراحة بأنّ لحراطين فئة عربية مسلمة أصيلة وذات ثقل كبير عاشت معظم حياتها مهمشة ومعزولة عن المجرى الرئيسي للثقافة العامة والتنمية، ما جعلها تشعر بالحرمان وتحس بالغبن الاجتماعي، وقد توافرت لديها كلّ المعطيات والظروف الموضوعية [داخليا وخارجيا] لترتفع أصواتها مطالبة بالخدمات الأساسية والمساواة تعبيرا عن تظلمات واحتقانات اعْتمَلت في أعماق صفوفها، وتبلورت في عقول المثقفين من أبنائها وفي عقول الخيّرين من أبناء الوطن كافة... وبالتالي، ينبغي التعاملُ مع "إيرا" الحالية و"الإيرات" المستقبلية بتفتح وعقلانية وسعة صدر.

2- الاعتراف بالمظالم التنموية والخدمية التي تعرّضت لها هذه الشريحة عبر التاريخ، ومواصلة الجهود بحزم وعزم عبر مبادرات مُبْتكرة وسياسات تَـفْـضِيـلِيّة لتوفير الخدمات الأساسية لسكان "آدوابه" وأحياء الصفيح، وانتشالهم من الفقر والهشاشة والإقصاء.

أقول مواصلة العمل لأن العمل قد بدأ "هاكْ" من خلال فتح المدارس، وبناء المراكز الصحية، وفكّ العزلة، وبرامج محاربة الفقر، وإذكاء روح المشاركة في الشأن العام... أدري أنّهُ عمل متواضع حتى الآن ودون المستوى المرجو، ولكنه خطوة في الاتجاه الصحيح.

3- الاعتراف بوجود استعلاء ثقافي وعرقي لدى البيظان شكّل عنوانا سيئا في مفردات الخطاب والسلوك الاجتماعي طيلة قرون، مع أنّهُ لا يستندُ إلى شيء. لا يستندُ إلى عقل، ولا يستندُ إلى دِين، ولا دُنيا. واليوم، فإن المصلحة العامة تدعوا الجميع إلى القيام بثورة حقيقية على تلك العقليات، والعمل على تحقيق الانصهار والاندماج في بعضنا البعض. وفي هذا الاطار يتعيّن على البيظان التكفير عن ذلك الاستعلاء أو التّكبُر والاقلاع عنهُ فوْرا. كما يتطلّعُ الجميع إلى أنْ يتحرّر لحراطين شيئا فشيئا من ذلك الإحساس الزائد بالاضطهاد والإقصاء الذي سكنهم لعقود، ليحلّ محلّه إحساس أكثر إيجابية بالمشاركة والمسؤولية.

4- الاعتراف بأنّ لحراطين اليوم باتوا قوة وطنية كبرى وطرفٌ حاضرٌ في أعلى مستويات الدولة... قوة تحظى برئاسة مؤسسات دستورية مهمة، وتفوز بمئات المقاعد في البلديات والبرلمان، وتقود وزارات ونقابات واتحادات وهيئات مدنية مؤثرة... كما أنّ الظفر بمنصب رئيس الجمهورية في مُتناول يدها متى استطاع الشعب الموريتاني التعبير عن إرادته الحرّة... وعلى هذا الأساس يجبُ على قادة الرأي والوجهاء والنشطاء من كلّ الشرائح والفئات التّرفع إلى مستوى المسؤولية عن الوطن ككل والعمل على بناء الثقة والمصالحة والوحدة.

5- الاعتراف بميثاق إعلامي يحرّم ويجرّم العبارات والمفردات والإيماءات والإيحاءات العنصرية ومفردات الكراهية وتحقير الآخر، وتنقية المناهج التعليمية من ذلك كله على أن يتضمن البرنامج المدرسي في جل مستوياته مادة عن مساوئ ومضار العبودية والعنصرية وأسبابها وأشكالها ودواعيها مع غرس قيّم الأخوة والتضامن.

وفي هذا السياق ينبغي تشجيع علاقات الإخاء والتوادُد والتراحُم التي آلت إليها فى الغالب رابطة البيظان بالأرقاء السابقين اعتبارا لحاجة كل منها فى الآخر وهي العلاقات الطيبة التي بدأ المجتمع ينتظم عليها ويعيد بناء نفسه [لو أنّ السياسيّين منحوهُ العافية).


0 التعليقات:

إعلان