لاقتراحاتكم ومشاركاتكم يرجى مراسلتنا على العنوان التالي:alegcom@hotmail.com

الثلاثاء، 16 سبتمبر 2014

للإصلاح كلمة : تتعلق بتحويل راحة الجمعة الي راحة الاحد

كلمة الإصلاح هذه المرة ستتوجه أولا إلى كل من السيد وزير الشؤون الإسلامية عضو الحكومة المحولة لراحة الجمعة إلى راحة الأحد وإلى سيادة المستشارين الإسلاميين في رئاسة الدولة ورئاسة الحكومة إلى كل هؤلاء توجه إليهم كلمة الإصلاح هذا الخطاب:

أيها السادة أناشدكم الله ووجوب الإصلاح والتبيين على كل من علم حكما من الأحكام: هل تعلمون أن جميع ساعات الجمعة هي ساعات عبادة مأمور بها من المولي عز وجل وفي الحديث أن فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم يدعو الله إلا استجيب له، وهل تعلمون أنه صح في الحديث أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: أَضل الله عن الجمعة من كان قبلنا وكان لليهود يوم السبت وكان للنصارى يوم الأحد فجاء الله بنا فهدانا ليوم الجمعة ، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة إلى آخر الحديث.

وهل تعلمون أن كل العمل فيها الذي هو ما بين واجب وسنة ومندوب مطلوب فيما بين طلوع الشمس بعد إباحة النفل إلى أن تنتهي الصلاة وبعد ذلك أذن للمسلمين (لأنه أمر بعد نهي) في الانتشار في الأرض والابتغاء من فضل الله من بيع وتجارة وجميع باقي الحرف المباحة.

وكما تعلمون أيضا فإن هذه العبادات يقول فيها ابن عاشر وهو كتاب بعض العلماء الموريتانيين المالكيين
وسن غسل بالرواح اتصلا *** ندب تهجير وحال جملا
ويقول أيضا:

ومن علي ثلاثة أميال *** من مصرها يسعي لها في الحال

والميل الواحد 1500 مترا أي الجميع أقل من 5 كلم بقليل ومن المعلوم أن العمال الموريتانيين تقال لمن يعمل داخل موريتانيا ما بين فصاله شرقا إلى كرمسين غربا ومن غابو جنوبا إلي لكويره شمالا، ومن المعلوم كذلك أن دلوك الشمس الذي هو أول وقت صلاة الجمعة عند المالكيين (ووقتهم للجمعة هو آخر وقت لها عند جميع المذاهب الإسلامية) يبدأ في شرق موريتانيا من الساعة الحادية عشر والنصف وكذلك في جنوب موريتانيا وكل مدينة تصلي حسب زوال الشمس فوقها كما أنهم يفطرون ويسحرون كذلك.

وآخر من يصلي الجمعة في موريتانيا يصليها في الثانية بعد الزوال بعد العمل بهذا التوقيت بساعتين فقط ولا يصليها في هذا الوقت إلا بعض مساجد نواكشوط ومعني ذلك أن جميع الواجبات ومنهم الغسل للقول بوجوبه عند بعض العلماء تنفيذا لقول النبي صلي الله عليه وسلم: "غسل الجمعة واجب على كل محتلم".

ومعني ذلك أن السعي إليها من ثلاثة أميال بعد هذا الغسل الذي قد يستغرق عند بعض الناس ساعة كاملة ومعلوم كذلك أن بعض المسلمين يشتغل في المعامل التي لا يمكن الاغتسال من آثار العمل فيها إلا في وقت طويل مع استعمال كثير من المطهرات لإزالة الروائح التي لا يجوز إدخالها إلي المصلين في المساجد إلخ.

والسؤال المطروح على العلماء والوزراء الإسلاميين والمستشارين هو هل يجوز للدولة أن تمنع عمالها من الخروج من مكاتبيهم لتأدية هذه الواجبات والسنن والمندوبات وأن تلزمهم بعملها كلها في ساعتين على الأكثر إلى نصف ساعة في بعض المناطق أو أن يتركوا بعض تلك السنن والمندوبات نظرا لضرورة العمل مع العلم أن الشعائر الدينية المطلوبة من المسلم لا يمكن تحويلها إلى يوم الأحد.

أما السيد الرئيس والوزراء الآخرون المصادقون على هذا التغيير للوقت المخصص للعبادات في الإسلام لمن هداه الله إليه إلى وقت تخصصه ديانات أخري لعبادتها فإني أقول لهم أن موريتانيا لا شك أنها من العالم كما قال هذا القرار في تبريره أنه يراد به مسايرة العالم فموريتانيا من العالم الإسلامي وهي عضو في رابطة العالم الإسلامي.

والعالم الآن عالمان العالم الأوربي وعنده يوم راحة لعبادته يذهب فيه إلى الكنائس واليهود عندهم يذهبون فيه إلى بيعهم للعبادة بها, والعالم الإسلامي جعل له عيدا أسبوعيا هو يوم الجمعة وعيدا سنويا هو يوم عرفة كما أن للعالم الإسلامي كثيرا من الشعائر الدينية يعطل فيها العمل للعبادة والراحة مثل الأعياد الدينية ويسمون منظمتهم الخيرية بالهلال الأحمر كما يسميها العالم الأوربي بالصليب الأحمر وأيضا فإني أنبه الجميع علي الآتي:
أولا: أن لنا في العالم الإسلامي أسوة وكذلك العالم العربي فلننظر ماذا تفعله أكثر الدول الإسلامية والعربية في يوم الجمعة، فأنا لا أعرف دولة إسلامية مصرة على الراحة في  يوم الأحد بدل الجمعة إلا المملكة المغربية، وسبب تمسكها بذلك أنها دولة وراثية في كل شيء فلا يمكن تغيير ما كان يفعله الأجداد الملوك من يصل إلى الله من الملوك  بعد الموت لا يرجع ليصحح العمل ولكنه العمل المكتوب كتابة دقيقة لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصتها كما قال تعالي: {ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا}.

ثانيا: أظن أنه كفانا من التذبذب في قضية الراحة يوم الجمعة، فبعد الاستقلال كانت الراحة يوم الأحد لأن المسؤولين آنذاك أورثهم الاستعمار هذه الراحة وكانت المعاملة معه دائما لانقطاعنا عن العالم فجاء الرئيس المؤمن قلبا وقالبا ولا يري أمرا فوق أمر الله محمد خونا ولد هيدالة فغير القانون الوضعي إلى القانون الإسلامي وبدأت المراسيم تتبع كل قضية غير واضح ما يأمر به الإسلام فيها و تغيرها إلى موقف الإسلام منها مثل الخمور والرقص المختلط والسينما العارية المناظر إلى آخره، ومنه تحويل راحة الأحد إلى راحة الجمعة، ثم جاء الرئيس معاوية وعندما أرغمته خلفيات أحداث 89 إلى التقرب من أوربا غير بعد ذلك راحة الجمعة إلى راحة الأحد وترك الرئيس اعل ولد محمد فال القضية على حالها، و عندما جاء الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله رد الراحة من الأحد إلى الجمعة واستمر ذلك مع الرئيس محمد ولد عبد العزيز وعندما وصلنا إلى فترته الثانية ها نحن نعود بالمسلمين من راحتهم في الجمعة لنجعلها لهم في الأحد.

وهنا أنبه المسلمين إذا كان هذا للمسلمين من طرف المسؤولين في الدولة، فالدولة قد أحدثت مؤسسة تسمي مؤسسة الفتوى والمظالم فعلي المواطنين المتضررين من هذا التوقيت وتحويل الراحة من الجمعة إلى الأحد رفع شكوى من المسؤولين في السلطة التنفيذية إلى هذه المؤسسة فهي محل الفتوى في الموضوع ورفعه.

ومن جهة أخري فإني أنبه المسؤولين إذا كانوا يوصون على تقريب الإدارة من المواطنين فإنهم بهذا القرار أبعدوا الإدارة من المواطنين.

فالمعروف أن بطارين العمل ولاسيما القطاع العام لا يأتون إلي مكاتبهم إلا بعد الساعة الحادية عشر والآن بقيت لهم ساعة واحدة يوم الجمعة ليكون أيام العطلة ثلاثة أيام بتمامها، وأما العمال غير البطارين فكانوا يتركون العمل قبل انتهائه بساعة ومعني ذلك أن الساعة التاسعة المزادة في آخر الوقت سوف لا ينتفع من عملها المواطنين لعدم وجود أكثر الموظفين في مكاتبهم.

وعلى كل حال فإن رأيي على الحكومة أن تترك المسلمين ينفذون ما أمرهم الله به في قوله تعالي {يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة (في أي مكان من موريتانيا) فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض و ابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون}.

محمدو ولد البار

0 التعليقات:

إعلان