أثار ظهور وخطاب وتوقيت
وظروف إنعقاد مؤتمر عناصر " افلام " الكثير من الجدل واللغط بين النخب،
وقد شاءت المقادير أن أتابع مساء الجمعة لقاء لقناة الوطنية مع السيد صمبا اتيام
بصفته رئيسا لحركة " افلام "، فخرجت بالملاحظات التالية:
1) السيد تيام لم يكن يتحدث للموريتانيين بل لفئة معينة وهذا ما أفقد خطابه الصبغة الوطنية وأيضا الشمولية والموضوعية.
2) أظهر السيد تيام قدرات فائقة وإرادة جدية في تفريق المجتمع والشحن العنصري وصلت في بعض الأحيان الى حد الهيجان.
3) تأكيده مرارا وتكرارا على أن الأحزاب التي يقودها قادة زنوج هي أحزاب ذات مرجعية فكرية افلامية.
4) وصمه من أسماهم بالعرب-البربر بالفساد ونهب المال العام مع تبرئته لغيرهم من الفئات.
5) إعتراضه على دستورية اللغة العربية كلغة رسمية للبلاد وتأكيده على عدم إعترافه بها، وفي هذا الإطار تهجم بشكل لفظي على قائد أركان الجيوش بصفته وبإسمه وأعلن رفضه لقرار تعريب إدارة ومراسلات الجيش.
6) خلطه الواضح بين مفهومي اللامركزية والحكم الذاتي، فهو يطالب بالحكم الذاتي مع وضعه في إطار اللامركزية، وهو ما ينم ليس فقط عن جهل وخلط بالمفاهيم، بل أيضا عن محاولة بائسة لمغالطة الرأي العام خاصة مع تأكيده أنهم إنما يطالبون به للشمال مثل الجنوب و للعرب-البربر مثل الزنوج.
فمفهوم الحكم الذاتي حسب
القانون الدولي هو عبارة عن "صيغة قانونية لمفهوم سياسي يتضمن منح نوع من
الاستقلال الذاتي للأقاليم المستعمرة لأنها أصبحت من الوجهتين السياسية
والاقتصادية جديرة بأن تقف وحدها مع ممارسة الدولة المستعمرة السيادة عليها" أما
اللامركزية فهي "تفويض الإدارة المركزية السلطات المناسبة إلى الإدارات
المحلية البعيدة عنها جغرافيا للقيام بمهام عهدت بها إليهم".
يتضح مما سبق، أن ما
يطالبون به هو حكم ذاتي سياسي وليس لامركزية إدارية محلية.
بالنتيجة لم أجد لا
خطابا سياسيا وطنيا ولا هما وطنيا ولا إحساسا وطنيا، بل خطابا عنصريا مشوشا متبلا
بتوابل التفرقة وتهديد وحدة المجتمع وتماسكه إضافة إلى التمسك بوطن خارج الوطن.


1 التعليقات:
J’ai suivi cette émission télévisée sur ELWATANIA et je partage parfaitement les mêmes remarques avec Ould El Hadi. Notamment la confusion entre décentralisation et l’Autonomie. Le président des Flam s’est montré perturbé, nerveux et sans projet de société.