التدافع أفسد كل شىء فاضطر الرئيس للمشاركة بنفسه فى تهيئة منصة الخطابة (الأخبار) |
–
شهد المهرجان الذى ترأسه الرئيس الموريتانى المنتهية ولايته والمرشح لرئاسيات 21
يونيو الجارى كواليس عديدة وثقت كاميرا الأخبار أغلبها، وكانت مابين انتهاك صريح
لتوصيات سابقة صدرت عن الحكومة أو دعوات للعبث بدستور الجمهورية فضلا عن اختيارات
خاطئة حاول أصحابها تدارك الموقف بعد أن غاصوا فى الوحل أمام الرئيس الساعى للظفر
بولاية رئاسية جديدة.
الاختيار الخطأ
أباطرة السياسة ونجومها تدافعوا مع عامة الناس عند البوابة الأمامية وكان الدرك لهم بالمرصاد (الأخبار) |
لم يستطع القارئ
الذى كلف بافتتاح المهرجان بآيات من الذكر الحكيم أن يصعد إلى المنصة إلا فى الوقت
بدل الضائع بفعل قوة تدافع الأطر والفاعلين السياسيين عليها أملا فى الظهور على
الشاشة وهم يجلسون خلف المرشح صاحب الحظر الوفير فى استحقاقات يونيو الجارى، فأفسح
له عناصر الأمن الرئاسى الطريق بعد أن طلبه المسؤول عن الربط بين الفقرات أكثر من
مرة، فافتتح بآية تحكى عن قصة نبية الله سليمان مع بلقيس ومشاوراتها مع أعوانها
لاتخاذ القرار المناسب بشأن رسالة النبى، لكن القارئ قرر التوقف حينما وصل إلى
انطباع بلقيس عن الملوك وجبروتهم وفاسدهم وإذلالهم لعباد الله، وبدأ بقراءة آيات
أخرى تتحدث عن النصر العزيز والتمكين.
وصل أغلب أطر
الولاية ومنتخبوها إلى أرضية الملعب البلدى متأخرين بفعل انشغالهم فى استقبال
الرئيس عند سلم الطائرة، فوجدوا المنصة الرسمية قد اكتظت بالسياسيين من أصحاب
الوزن الخفيف، ليجد أباطرة السياسية بالمقاطعة المركزية فى الولاية أنفسهم فى
مواجهة أفراد الدرك الذين دفعوهم عن المنصة أكثر من مرة وسط زحام شديد، فصاح بعض
أنصارهم، (اتركوا عنكم أطر ووجهاء الولاية يدخلون فمن دخلوا إلى المنصة حتى الآن
كلهم هم الفسيفساء فقط).
اكتظت المنصة
الرسمية بشكل مبكر بعدما احتلها رجال الطابور السياسى الخامس فتدافع المنتخبون
والأطر عند بواباتها وهم يبذلون جهدا جهيدا فى تقديم أنفسهم لعناصر الأمن الرئاسى
بصفات مختلفة أبرزها الفاعلية والوجاهة والمنصب الانتخابي وهى صفات لم تعنى الكثير
لعناصر الأمن الرئاسى، فوجدها البعض فرصة سانحة لتجديد شبابه عبر ممارسة هواية
التسلق، لكن عقبة أخرى واجهتهم فوقها وهى انعدام الكراسى فاكتشفوا اختراعا غريبا
وهو أن الكرسى الواحد قد يتسع لأكثر من شخص.
أصر الرئيس على المواصلة
فى لغة الأرقام رغم إدراكه للتعاطى الجماهيرى الفاتر معها فقدم لها بالتأكيد على
أنه لن يسئم حديث لغة الأرقام لأنها تعطى صورة عن حصيلة إنجازاته بالتفصيل كى يتذكرها
الناس ولا يتأثروا بخطابات المقاطعين الذين يعانون من ضعف فى الذاكرة نتيجة طعنهم
فى السن.
عاد الرئيس ثانية
وسخر من معارضيه بالقول إنه فى موريتانيا تحدث أشياء غريبة لعل أبرزها هو ثورة العجائز التى أفسدها الشباب
بوعيه وفوت عليها الفرصة بثقته فى أداء حكومته وأهلية رئيسه.
خرق لتوصيات
الحكومة
ورغم أن الحكومة فى آخر اجتماع لها برآسة المرشح
محمد ولد عبد العزيز أصدرت توصيات من بينها ضرورة إبعاد المال العام عن السياسة
فإن سيارة الشركة الوطنية للكهرباء التى رافقت الرئيس فى مختلف نسخ برنامجه
السنوى"لقاء الشعب" رافقته أيضا وهو مشارك فى السباق نحو الكرسى الرئاسى
ضمن أربعة متسابقين آخرين.
سيارات شركة الكهرباء رافقت الرئيس فى مختلف محطات لقاء الشعب السنوى ولم تتخل عنه حتى وهو مرشح (الأخبار) |
العبث بالدستور كان من أبرز المطالب
هتفت بعض الجماهير
بتوجيه من بعض الأطر أمام الرئيس بتغيير الدستور والتقدم لخوض المنافسة على الكرسى
للظفر بمأمورية ثالثة حتى يكمل مشروعه المجتمعى لموريتانيا لكن آخرين طالبوه بإحداث
تغييرات جذرية فى النظام السياسى واستحداث دستور ملكى بدل الدستور الجمهورى.
بذلت قوات الدرك
جهدا جهيدا فى حماية المنصة الرسمية وكلفها ذلك دفع شخصيات سياسة وازنة بالتوجيه
أحيانا وبالقوة أحايين أخرى، وصادرت مصورة مراسل قناة الوطنية الخاصة أثناء توثيق
إهانات تعرض لها عدد من المنتخبون، لكن تلك الجهود لم تمنح الدرك مكانة لدى الرئيس
الذى شاهد الدرك يدفع الجماهير إلى الخلف فاستفسر عن سبب وجودهم، فقرر بعض
الموجودين على المنصة التطوع بنقل الاستفسار إلى قائد الدرك الذى أصدر لأفراده أوامر
على الفور بترك أرضية الملعب.
0 التعليقات: