في مثل هذا اليوم من العام
1981 وفي الساعة 4 ظهرا تقريبا، اقتحمت الشرطة منزلي، و اقتادتني إلى قاعة مغلقة
في مبنى الحالة المدنيّة
[Pompiers] حيث كنّا قرابة 300 شخص، قيد
الاعتقال بتهمة الانتماء لجمعيّة AMD(التحالف من أجل موريتانيا
ديمقراطية]...
أذكر على وجه الخصوص وجود
الأمير احبيب ولد أحمد سالم [رحمه الله] معنا، و كان مرحا خلوقا صابرا أسدا شجاعا يداعب
هذا و يمازح هذا برغم صعوبة الزمان و ضيق المكان...
في الحقيقة كانت موريتانيا
كلّها حاضرة في ذلك المعتقل: شباب، كهول، وجهاء، عمال، تجار، سياسيّون، إعلاميّون،علماء، جهلاء، من
كلّ الجهات والأعراق،،، و من الغريب جدّا أنّ نسبة "السياسيّين" لم تكن
تتجاوز 2 بالمائة من مجموع المعتقلين.
أذكر مثلا من طرائف الأمور أنّ أحد المعتقلين اعترف للشرطة بأنّه يعرف AMD، و
يحبّها، و يزورها ... و بعد أسبوع كامل من الحيرة والارتباك في صفوف المحقيقين
تبيّن أنّه إنّما يتحدّث عن حي BMD حيث يقطن
أحد أقربائه، و لم يسمع يوما واحدا عن ما يُسمّى AMD...و شاءت
الأقدار أننا ازددْنا عددا و تنوّعا و تمثيلا للمجتمع مع وصول عشرات المناضلين من
حركة "الحر" [المعتقلين لأسباب أخرى] و الذين تمّ استجوابهم معنا في
مكاتب "الإطفاء" [Pompiers]....
بقيت هناك في "معتقل" الحماية المدنيّة لمدّة 8 شهور ...ثمّ صدر ضدّي قرار بفرض الإقامة الجبريّة 6 أشهر في مقطع لحجار ... قبل أن يُطلق سراحي دون محاكمة أو اعتذار... نهاية إبريل 1982.
0 التعليقات: