لاقتراحاتكم ومشاركاتكم يرجى مراسلتنا على العنوان التالي:alegcom@hotmail.com

الخميس، 24 أكتوبر 2013

أسبوع للعهر والسخافة (رأى)

عبد المجيد ولد ابراهيم/ كاتب صحفى

افتتحت وزيرة الثقافة لالة بنت اشريف أمس بمدينة ألاك ما دعته الأسبوع الجهوي لشباب ولاية البراكنة، معلنة بذلك انطلاق ما سمته الأسابيع الجهوية للشباب التي أكدت أنها ستكون فرصة للإبداع الثقافي في جميع ولايات الوطن.

هذه الدعاية الجميلة التي تحدثت عنها الوزيرة وروج لها الرسميون أقنعتني بزيارة مقر إقامة الأنشطة المخلدة لهذا الأسبوع بدار الشباب في مدينة ألاك، فكانت الصدمة كبيرة، و"العيطة" كبيرة والميت فأر ــ كما يقول المثل الحسانيــ 

كانت الساعة تشير إلى تمام التاسعة من ليل البارحة وكانت دار الشباب تغص بالشبان والشابات، وتهب منها رائحة العطور الصينية، وترتفع فيها أصوات الأغاني الغربية ...وعلى المنصة وقف شاب يزعم أنه يند شعرا يغضب سيبويه ولا يرضي الخليل ...وفي كل الطرق المؤدية إلى الدار  بل وفي جوانبها المظلمة جلسات ثنائية لا يبدو أن أصحابها يتذاكرون في الله.

رغم كل ذلك قررت أن أجلس قرب المنصة الرسمية حتى لا أحكم على الأيام وأهلها حكما مسبقا، انتظرت طويلا وبعد ساعات من الانتظار بدأت الفعاليات الرسمية لليلة شباب البراكنة "الحمراء"، ليلة تذكرني بما كنت أقرؤه عن ليالي المجون والخلاعة في عهد العباسيين سوى أنه غاب عنها إبداع أبي نواس وطرافته، وشطارة الجمهور وسعة ثقافته.

قدمت "اسكتشات" يظن أصحابها أنهم يحاولون صيانة الوحدة الوطنية ومع ذلك يسيئون إليها في غفلة من أنفسهم ربما وبطيب نية، يقسمون المجتمع العربي الموريتاني إلى مكونات "بيظان وحراطين "، ويتحدثون عن صراع وتنافر بين الفلان والصوننك وإخوتهم العرب، حقا لقد تذكرت حينما شاهدت تلك الإسكتشات المثل العربي الذي يقول "ويحك لا تزني ولا تتصدقي"  فكان الأولى بشبابنا أن لا يقدم اسكتشات عن الوحدة الوطنية حتى لا يظهر هزاله.

تقدم شاعرهم لينشد شعرا "فرطن رطنات" لا تتبين فيها رويا، ولا تميز فيها بحرا ثم انصرف، وجاء المغنون فضجوا بألحان لا تنتمي للون من ألوان موسيقانا الوطنية، كل ما يمكن أن يقال عنها إنها ألحان على طريقة "حفلة امبود" مسقط رأس الوزيرة، عادية وعادية جدا.

لا أخفيكم أنني لم أستطع أن أصبر حتى انتهاء ليلة شباب لبراكنة "الدخناء "، بل انصرفت بملاحظات غير مشجعة عن الأيام وأهلها.

فإذا كانت الأيام الجهوية للشباب في ولاية تمثل خارطة مصغرة لموريتانيا الكبيرة بتنوع ثقافتها وقوة إبداعها تتلخص في رقصات بهلوانية، وشطحات شيطانية، وإنشادات لا تحترم وزنا ولا "ظهرا" فعلى الشباب والثقافة السلام ...

إن الجهد والوقت والمادة التي وفرت لإقامة هذه الأيام ستجني على وطننا الحبيب وتجلب له من الشر أكثر مما ستحمله إليه من الخير، والكارثة أنها ستربط الثقافة والشباب والإبداع في أذهان الناشئة بالمجون والخلاعة والسقوط ...

رجاء كفوا عن اللعب بعقول الناشئة، والضحك على جراح الوطن فقد بلغ السيل الزبى ...


0 التعليقات:

إعلان