لاقتراحاتكم ومشاركاتكم يرجى مراسلتنا على العنوان التالي:alegcom@hotmail.com

الأربعاء، 30 أكتوبر 2013

نقابة الصحفيين الموريتانيين والإكراميات الانتخابية (رأى)

الكاتب الصحفى/ عبد المجيد ولد ابراهيم

ما كان لغياب النقيب الحسين ولد مدو، واستقالة الصحفي المتألق والأمين التنفيذي لنقابة الصحفيين "المشري ولد الرباني" أن تمر مرور الكرام، دون أن تحدث خدشا في البناء الذي أسسه الحسين، وحاول المشري أن يتعهده بالسقاية والرعاية قبل أن يعترض طريقه من "يمنعون الماعون" .

ذهب الحسين ولد مدو ففقدت النقابة لسانا قاطعا، وذهنا ثاقبا، وديناميكية عز نظيرها.. واستقال المشري فخسرت النقابة شخصية محببة ذهبت بآخر النور الذي كان مع النقابة .

وطبيعي جدا بعد تتالي كل هذه المصائب أن تحدث الانتكاسة، وأن يسود قانون الإقطاعية ويتحكم "النبلاء"..

كان الحسين سدا منيعا دون المتاجرة بالمكاسب والحقوق الصحفية، وناضل المشري من أجل إشراك جميع الصحفيين في تسيير نقابتهم، واعتماد الشفافية في كل ما تقدمه النقابة لجمهورها ومنتسبيها، وبعد غيابهما سقطت النقابة في أول امتحان، إنه امتحان "التكوينات التركية " (22 فرصة تكوين بتركيا)، التي تحولت إلى "إكراميات انتخابية " يوزعها النبلاء على من أبلى بلاء حسنا لوقف تيار التغيير و"النضال" من أجله في النقابة .

بدون إشعار ولا إعلان، وربما في غفلة من التاريخ ترن هواتف المحظوظين، ويتم إبلاغهم بمنحهم إكرامية التكوين التركي، بصفة شخصية، وبطريقة انتقائية، وبدون أي معايير لتحديد المستفيدين في التكوين على الأقل في العلن .

أعضاء المكتب التنفيذي حينما تسألهم عن الاستيراتيجية المتبعة في توزيع "الهدايا التركية " يتغافلون ويتدافعون مسؤولية التقسيم، ومنهم من يحلف الأيمان المغلظة أن لا علاقة له بالأمر، وأنه بريء منه براءة الذئب من دم يوسف، فأيهم الذي باء بكبرها؟ الله أعلم .

إن ممارسة سياسة المحاباة والزبونية في تكوينات الصحفيين تعتبر كارثة يجب التنديد بها، والوقوف في وجهها، ولن تقوم للنقابة قائمة إذا ما استمرت في انتهاجها .

إن على القائمين على أمر النقابة أن يُفَرّقوا بين ما "لقيصر وما لله "، ويعرفوا أنهم لو جلسوا في بيوت آبائهم لما جاءتهم التكوينات ولما كتبت عنهم هذه التدوينات ...


إن عليهم أن يدركوا أن الجسم الصحفي المذخن بجراحه بحاجة إلى من يلم شمله، لا إلى من من يدق بينه "عطر منشم" في طبعته التركية... بحاجة إلى من يظله بعدالته لا من يلبسه ثوب زور ...

وأخيرا ستبقى إكراميات النقابة الانتخابية مثالا لإعطاء من لا يملك لمن لا يستحق، حتى ينزل غيث من الشفافية يطهر النقابة من أخطاء الانتكاسة الإقطاعية... وعلى الإخوة في تركيا فهم هذه الرسالة غير المشفرة .

الله هل بلغت، اللهم فاشهد

0 التعليقات:

إعلان