ردا على محررى ألاك كوم "الكلام على الكلام صعب" (رأى)

يوسف ولد الهاى إن بعض الملاحظات الجارحة  التي نشرت على مدونتكم الموقرة ''ألاك كوم'' حول مقال كتبته  قبل عشرة أيام  لم أتمكن من مطالعتها جيدا  ، لأني  كنت أقضي عطلة الخريف  في أماكن بعيدة عن جو الإعلام الالكتروني، وبعد قراءتها فإليكم الرد التالي : '' إن الكلام على الكلام صعب '' كما يقول أبو حيان التوحيدي .   كلما حاول قلم أيا كان حبره التعليق علىمقال  أو خبر أو مقولة  أو نص  مهما كان الموضوع ، لامحالة يستأنس بهذه المقولة القديمة الجديدة ، الراسخة في التاريخ  رسوخ العقل العربي  خاصة إذ كان من جلساء الكتب عموما والنقد علي وجه أخص.  ومن هنا يصعب علي المرء أن يقتحم نصا دون أن تكون له دراية بعلم اللغة والبيان  والبلاغة والصرف  والنحو وغير ذالك من معرفة شاملة بأحوال الناس زمانا ومكانا . وبعبارة أخرى أن يكون متقنا لعلم الحضارة الإنسانية في صيرورتها مدا  وجزرا  لكي لايظلم أحدا  وتلكم حكمة يجب الركون إليها دائما  . وعلي العاملين في حقل  ''صاحبة التاج'' أي السلطة الرابعة أن يكونوا من المستأنسين بهذه المقولة أكثر من غيرهم ، خاصة إذا كانوا من المدونين الذين يندفعون إلي الخبر ، والي نقل المعلومة من مصادر شتي دون تحري . بعد هذه التوطئة ، سأحاول بكل روح نقدية بناءة ، أن أتعامل مع تعليقاتكم علي المقال الذي أردت من خلاله أن أنتشل هذه المدونة المنسوبة إلي المقاطعة من الضياع  في معمعان الإيديولوجيا  ، والآراء الشخصية  العاطفية والضغائن غير المسوغة أيا كان مصدرها  إلي جادة النهج الصحيح   المهني  المتلخص في أن التدوين هو مساحة للتعبير الحر لا يرهبها مقص المحرر أو الرقيب ولا تقتلها رتابة اللغة الصحافية التقليدية ، فهو في الأخير مساحة لتسمية الأمور بأسمائها من دون مواربة  . لكن المدونة 'ألاك كوم' لم تتحلي بالروح الرياضية المطلوبة من العاملين في ميدان ''صاحبة التاج'' ، فانفعلت انفعالا شديدا ، وسقطت في وحل الدونية والتنا بز بالألقاب والنقد السوقي ، وكأن ما يكتب وينشر في هذه المدونة من صنع القائمين عليها ،  لا من إنتاج متعاقديها ومراسليها وهذا أمر في غاية الاستغراب . وبالرجوع إلي بيت القصيد فإنني لاأحتاج  لجهد كبير لأبين مكامن الضعف بخصوص بناء الجمل وتوظيف الحكم ، واستخدام اللغة في عير محلها ، بالإضافة إلى الأخطاء البنيوية القاتلة في تعليقاتكم الفارطة. - أولا: فالقارئ سيحكم علي المادة الإعلامية المنشورة قبل وبعد تصرفكم فيها  ولن يجد ما يلاحظه  لا في المبني ولا في المعني إذا كان يتقن فن اللغة أصلا .  صحيح أن هناك أخطاء مطبعية في المقال الماضي ، أعترف بها ولا أماري ، لأن في ذالك مكابرة . '' لكن الكلام علي الكلام صعب '' - ثانيا:أقل البر أن يتكلم المرء عما يعرف ، خاصة إذا كان يتعلق بأحوال الناس وما يدور في واقعهم حقيقة . '' إن الكلام علي الكلام صعب '' - ثالثا :اللغة هي   دالة الفكر ووعاء صياغته   بكل تجرد من خلال أدوات التعبير الكتابية بكل معاني الكلم المختلفة  ذريا كان أو مجازيا  أو اصطلاحيا ، الشيء الذي لم يوفق فيه مدونو هذه المدونة ، فكلمة كبرياء تأتي دالة علي العظمة و الترفع والتجبر  والاستعلاء   والقوة  والسلطان و كمال الذات والوجود  وهي من صفات الله ذي العظمة والجلال . لكنها تأتي أحيانا لكريم علمكم  دالة علي الكرامة  كقولهم جرح  كبرياءه  أي أصاب كرامته' تغرفون من قريب . '' إن الكلام علي الكلام صعب '' - رابعا :إن المدون لايحابي ولا يتستر وراء ضعفه ، أيا كان ذلك الضعف ، نحويا ، صرفيا بلاغيا ، كلاميا ، معرفيا ، فالجرأة ديدنه ، فلماذا لاتبينوا الأخطاء التي تحدثتم عنها دون المطبعية؟ فأنا أقبل منكم التعلم في أي مجال دون عقدة ، لأن دائرة الجهل تظل أوسع من دائرة المعرفة . '' إن الكلام علي الكلام صعب'' - خامسا : إن المعاني السامية للدساتير أيا كان منبعها ، أومتكؤها لها مقاصد عامة وكلية فهي الفيصل الفاصل  في تنزلاتها  وليست كلمات تجتر وتلوكها الألسن دون روية من قبل أقوام لا حرج عليهم ، يخلطون بين ذا وذلك . ''إن الكلام علي الكلام صعب '' - سادسا :إنه من دواعي الكتابة في هذا العصر أن يتحلي المرء بخاصية البحث التي تقو د إلي معرفة دقيقة لروافد الإعلام عامة  ومنها التدوين الذي  تتسترون وراءه ، فأنصحكم أنا الغبي وأنتم العقلاء بقراءة التاريخ والوعي به  حتى تتضح لكم صورة التدوين أكثر في خطها البياني  منذ العصر الثاني الهجري ، حتى كتابة هذه السطور . '' إن الكلام علي الكلام صعب '' وفي الأخير فاني اربأ بمدونة ''ألاك كوم '' عن التنابز بالألقاب  والكتابة المباشرة والتعرض للأخر دون مسوغ وانه لمن القمين بالأقلام الحرة  أ ن تتقن علي الأقل فن علوم العربية التي هي الموروث الأدبي والحضاري لهذه الأمة ، لا أن تركن إلي أساليب الضعف بشيء من الانتحال المباح اليوم   من بعض المدونين عبر الشبكة العنكبوتية .                    '' إن الكلام علي الكلام صعب'' هكذا علمتنا حركة التدوين ، وهكذا يجب أن يكون المدون الذي يحترم صرير الأقلام.

تصنيف : المقالات