لاقتراحاتكم ومشاركاتكم يرجى مراسلتنا على العنوان التالي:alegcom@hotmail.com

الخميس، 22 مارس 2012

الشباب والبحث عن فرص العمل (رأي)


الشيخ باي الملقب مراد ولد محمدن المصطف
عبر البريد: cehe.mourad@yahoo.com
يشتغل الإنسان خاصة الشباب، ويعمل ليل نهار على أن يصل في الأخير إلى مبتغاه٬ فهو قطع أشواطا في حياته كي يصبح شيئا في المستقبل، سهر الليالي الطوال٬ واستيقظ في الصباح الباكر ليحفظ دروسه٬ ليحصل على نتائج تخول له فرصة في الحياة٬ و في أداء رسالته التي عمل على حملها منذ أن أقبل على الدراسة٬ فقد صال وجال في المدن وتغرب، بل منهم من يفارق والديه منذ نعومة أظافره ليثابر في دراسته ويحصل على الشواهد٬ ولكن السؤال الذي يطرح نفسه٬ هل هناك وظيفة في الانتظار أم القضية معكوسة؟، هو الذي أصبح من الواجب عليه أن ينتظر؟!.
رغم المجهود ورغم المعاناة ورغم المآسي التي يمر منها طالب العلم (المعطل) ورغم أن البعض محظوظ وشاءت الأقدار أن يحصل على وظيفة هنا أو هناك٬ إلا أن الأغلبية المعطلة في عطلة اسمها "عطلة البطالة" أو الموت… أو أو أو، ولكل الحق في تسميتها كيف يشاء، فبعد أن عاش المعطل جوالا في دروب الحياة٬ وبعد أن أراد أن يبحث عن جواب لكل سؤال يخالجه٬ ويبحث عن أمل وعن عش وعن وظيفة تسد عطشه، وبدأ يطرق الأبواب ويفتح النوافذ ليبزغ فجره٬ إذا به يصطدم بواقع وحقيقة مرة، أن الوظيفة لابن فلان وابن علان.
من هنا يدخل الشباب الموريتاني المعطل هنا دوامة وهم لا طائل من وراءه٬ بل هو سراب٬ مما دفعه إلى الاحتجاج والاعتصام، ويطالب بحقه المشروع في الوظيفة، لا كالذي يطرق الأبواب بطرق مشبوهة وبالزبونية والرشوة٬ ليضيع مفهوم الوظيفة بين براثن ومخلفات الشعارات اللاموضوعية وخيانة الأمانة ومغالطة الشعوب في ما معناه الوظائف المشبوهة والوظائف الترقعية.
هنا موريتانيا العطالة والقمع والتصفية٬ وفي الشعارات موريتانيا الحق والقانون وموريتانيا الديمقراطية، لتصبح الوظيفة وهم لا سبيل إلى بلوغه، وهنا يحضرني أحد مقاطع المجموعات الشعبية ولعلها المشاهد،
وقالوا هذي حكام لقدار
القوم الحكارة
شربوا كاسات الهنا
وسقوك المرارة
وسيأتيك الفجر
يأتيك بالبشارة…
ولعل البشارة في نظري هي تلك الوظيفة التي يكافح االشباب لكي يبلغها٬ ولكنها تظل سرابا يصعب بلوغه٬ أمام حقيقة الواقع، كما يعلم الجميع، فالعطالة ظاهرة اجتماعية قد تدفع الشباب والإنسان عموما، إلى ارتكاب الجرائم٬ وكذا ركوب البحار فيما يعرف بقوارب الموت٬ والتسول٬ وامتهان حرف لا تمت بصلة لما ثابر من أجله. كما قد يؤدي به هذا الوضع إلى الإدمان بكل أنواعه٬ وكل ذالك من أجل بلوغ وظيفة يأكل منها ويدفع عن نفسه الآفات الاجتماعية ليكن ككل الناس.
وختاما لما سبق الحديث عنه٬ سيبقى الوهم مستمرا وستبقى الحشود من المعطلين تناضل من أجل المساواة والحق في التشغيل المباشر، سواء امام البرلمان أو أمام مؤسسات الحق المدني، أو المؤسسات التعلمية٬ ليتغلبوا في الأخير على ذاك الوهم٬ ليصبح حقيقة٬ وسيبقى النضال والدعوة الى العدالة الاجتماعية كما جاءت في كتاب سيد قطب رحمة الله عليه، والوقفات الاحتجاجية مهما كان الرد لتخرج الوظيفة من قعور الآبار وتصبح من حق الجميع.

0 التعليقات:

إعلان