بقلم اباه ولد بدي |
وكثير من أهل المركز هاجر إلى المدن بغية الحصول
على الماء وتعليم أولاده فلم يكن بمقدور جل ساكنة المركز المذكور الجمع بين
المدرسة وسقي أهليهم، فإما أن ترسل ولدك إلى المدرسة ويبقى البيت يعانى العطش
بمن فيه من صغار وعجزة، وإما أن ترسله إلى الحنفيات الغائضة ويبقى فى الطابور حتى
غذ وقد يأتى الغد دون أن يأتى دوره، فهنا تكون المصيبة فقدان الماء وفقدان التعليم.
أما من ليس له ولد فحياته تسعر بجحيم ناره لا تخمد.
إن النساء فى مركز مال يعانين من أعباء الحياة ما
لم يعانيه أي أحد في ربوع الولاية، فالرجال مغتربون فى طلب لقمة العيش لمن يعولوا،
فبعض النساء يبتن عند الحنفيات ويتركن بيوتهن في سبيل الحصول على قطرة من الماء. إن
مركز مال الإداري على أهميته في الولاية لم يستفد منها أهله.
فمن الناحية الاقتصادية يمثل الرقم الأول، فالثروة
الحيوانية والزراعة والسياحة التي يحويها، والعناصر الثلاثة مجتمعة فيه. ويسكنه ما
يزيد على خمسة آلاف نسمة، ومن الناحية الانتخابية يعول على أصوات أهله، فالكفة التي
فيها ترجح بثقله، ويتساءل المرء هنا عن التناسي أو التجاهل لهذا المركز الذي يمثل
عاصمة مثلث الفقر، فالمدارس فيه مهددة بالإغلاق، والثانوية شطب منها قسمان الأول
والثاني، والإعدادية
دورها قادم إن لم يوفر الماء فبعض من الأسر
الميسورة يحول أبناءه إلى انواكشوط أو بعض الولايات الداخلية ومن ليس له سعة يكتفى
بالفصول التي تدرس في المركز، أو يبقى ولده فى البيت وقد ينحرف والسبب
كله يكمن في غياب الخدمات الأساسية التي لاغنى عنها فى استمرار الحياة وهي نبعها
وقاعدتها.
0 التعليقات: