تصف الوثائق الفرنسية المقاوم الفرنسي باللص وقاطع الطريق،
وهو ذات الوصف الذي أطلقه الفرنسيون على أغلب من حملوا السلاح في وجههم، لكن في
حالة ولد امسيكة فإن الأمر أكثر نكاية، ليست هذه الأوصاف إلا تعبيرا عن حالة الغضب
الشديد التي تجتاح الفرنسيين تجاه الضربات المتكررة التي يوجهها ولد امسيكة إلى
الحلف الفرنسي من عسكريين استعماريين ومجندين ومترجمين.
الحلقة الثانية
I.
البحث عن قاطع الطريق ولد امسيكه والقبض عليه
مساء 12 مايو أبلغنا من طرف حاكم دائرة بوتلميت أن ولد
امسيكه قد يكون شوهد في المذرذره التابعة لبوتلميت، ولكن لم يتم تعديل الترتيبات
القائمة في لبراكنه.
القبض على قاطع الطريق ومقتله:
يوم 13 مايو ارتكب ولد امسيكه جريمة جديدة شمال
"مويت" على الحدود بين لبراكنه وغورغل حيث قتل حرسي الدائرة البربري
سعيد ولد سرينا بإطلاق النار عليه مباشرة الساعة الرابعة فجرا بينما كان نائما تحت
خيمة، بعدها قتل قاطع الطريق جملين وأخذ ثالثا ثم اتجه شمالا.
بلغنا بهذه الجريمة يوم 15 مايو عند منتصف الليل، وعلى الفور
تم بواسطة السيارة إخطار نقاط المراقبة الموجودة في كل من مال وكيمي، ثم طُلب يوم
16 مايو إرسال 30 مجندا (قوميات) إلى لبراكنه وصدرت أوامر للملازم الذي يقود هذه
الوحدة بتوجيهها نحو كيمي لأن المنطقة التي توجد احتمالات قوية بالعثور على ولد
امسيكه فيها محددة للغاية: مال، مويت، لتفتار، قيمي. كان المطلوب هو تفتيش هذه
المنطقة بدقة مع مراقبة نقاط الماء.
يوم 19 مايو عُقد بألاك اجتماع ضم حكام دوائر لبراكنه
والترارزه وغورغل وحكام مراكز المجريه وبوغي. جرى الاتفاق على الإبقاء على
الترتيبات التي كانت متخذة، كما تقرر في نفس اليوم إرسال الثلاثين مجندا
المطلوبين.
يوم 21 مايو على تمام الساعة 8 صباحا أُبلغنا بمقتل المجرم
ولد امسيكه مساء اليوم السابق في منطقة .... وبوجود جثمانه عند حي أولاد نغماش
بقيمي.
انتقلنا إلى هنالك لمعاينة الجثمان ونقله إلى ألاك حيث تم
التعرف عليه من طرف عدة أشخاص من بينهم السيد فارجيت (Fargette) حاكم
المجرية والرقيب أول حمادي صو وبعد تشريح الجثة تم دفنها قرب ألاك.
تبين من البحث الذي قام به الرقيب أول دركي بيرني (Bernis) أن
ثلاثة رجال من أولاد ابييري كانوا بصدد البحث عن ناقة مسروقة صادفوا ولد امسيكه
وابن عمه سيدي ولد امسيكه جالسين تحت شجرة، وقد تحدثوا معه طويلا وبعد أن تمكنوا
من الانفراد للتشاور قرروا القبض عليه، بعد الظهر ساروا رفقة قاطع الطريق لمسافة
400 متر، وبصورة مفاجئة جذبه أحدهم من شعر رأسه ثم حاول آخر السيطرة على ذراعه
اليمنى لأن ولد امسيكه بادر إلى إخراج مسدس، فيما استولى الثالث على بندقية قاطع
الطريق وأطلق عليه النار فأصابه إصابة قاتلة قبل أن يتمكن من إطلاق النار عليهم.
أما ابن عم ولد امسيكه فقد كان انصرف قبل ذلك بنحو ساعة، ويجري الآن البحث عنه في
المنطقة.
البندقية من طراز 1916 رقم AC
71-792التي كانت بحوزة ولد امسيكه
تعود لقوات حرس الدائرة بمقاطعة ألاك.
الملاحظات:
لقد كانت عملية القبض على ولد امسيكه صعبة وتطلبت وقتا طويلا
وذلك لعدة أسباب:
1. المجال الذي يتحرك فيه مليء
بالأدغال وصلب وتوجد به نقاط ماء كافية نسبيا ومن الصعب اقتفاء الآثار فيه.
2. يضم سكان المنطقة عددا من
الحراطين الذين ليس هناك أدنى شك في كونهم ساعدوا ولد امسيكه. لقد وُوجِهنا بسلوك
سلبي جدا من عامة السكان، والمعلومات التي من شأنها أن تساعدنا لم نكن نُبلَّغ بها
أو كانت تصلنا متأخرة للغاية.
3. كان ولد امسيكه يتمتع بصيت
واسع وكان الناس يرهبونه وأصبح يُنظر إليه على أنه لا يُقهر فقد كان يتباهى
ببطولاته.
4. كان يملك راحلة نجيبة جدا
يستطيع بفضل سرعتها الإفلات بسهولة من مطارديه.
وضعية ولد امسيكه عند القبض عليه:
كان ولد امسيكه عند القبض عليه في وضع صعب: كان هناك 13 من
الحرس في منطقة قيمي – التاشوط، و8 مجندين (قوميات) في مال، وقد طُلب إرسال 30
مجندا كانوا سيصلون فورا إلى قيمي للقيام بدوريات في تلك المنطقة، وفي ظل هذه
الترتيبات لم يكن شل قدرته على إحداث الضرر يتطلب أكثر من بضعة أيام وأمام استعراض
القوة هذا فهم السكان أن هناك تصميما هذه المرة على حسم الأمر وكان هناك عاملان
ساعدا على تغيير السكان لموقفهم:
1. وجود جائزة بقيمة 100.000
فرنك.
2. في حالة القبض على ولد
امسيكه حيا من طرف حرس الدائرة أو المجندين يمكن أن يتحدث وقد تتسبب اعترافاته في
متاعب فعلية للبعض.
لقد كان تعاون القبائل المحاربة في لبراكنه (أولاد أحمد،
أولاد نغماش) محبطا لنا، وما لم تطرأ اعتبارات جديدة فإن تصرفهم لا يبدو فعالا من
وجهة نظرنا.
خلاصة أولية: إنني على قناعة أن:
1. الإجراءات الإدارية التي
اتخذها الحاكم العام (جائزة 100.000 فرنك، تعليق أعطيات شيوخ القبائل إلى حين
القبض على قاطع الطريق).
2. الإجراءات الأمنية، التي
بدأت تثقل كاهل البلد.
كان لها أكبر الأثر في حسم هذه القضية.
تقرير الملازم هومير
حاكم مقاطعة روصو
1 التعليقات:
دم الثوار تعرفه فرنسا...وتعرف انه نور وحق... وللأوطان في دم كل حر...يد سلفت ودين مستحق.رحم الله المجاهد الكبير وأسكنه فسيح جناته ورضوانه.