لاقتراحاتكم ومشاركاتكم يرجى مراسلتنا على العنوان التالي:alegcom@hotmail.com

الثلاثاء، 19 يوليو 2016

نعم يمكننا ذلك (رأي)

د. يحي ولد الصغير
اتخذت بلادنا قرار تنظيم القمة ىالعربية في ظرفية وجيزة لا تتماشى مع أجندة تنظيم القمم والمؤتمرات الدولية التي تبدأ الدولة المستضيفة التحضير لها منذ انتهاء القمة السابقة لاعتبارات عديدة: أمنية وسياسية تتعلق بطبيعة المواضيع المثارة لتعقد العلاقات الرابطة بين البلدان العربية، سياسيا وأيديولوجيا ودينيا (طرقيا، ومذهبيا)، ... 

وبالتالي تبقى الدولة المستضافة تسبح في بحر من الخلافات والتناحرات بين اللوبيات العربية رغم وجود تنظيمات تضم بعضها إقليميا، ولكن حتى في الإقليم الواحد نجد خلافات عديدة أكثرها يرتبط بالايديولوجية وبشخصية الحاكم، تعقد الوصول إلى أي حل يساعد الشعوب العربية في تخطي نكبتها بل عقدتها في التطور والقيادة والديموقراطية.

   وسواء أأخذت بلادنا القرار عن وعي بهذه المشاكل وغيرها أو عن جرأة وجهل لها بعقدة عدم احتضان العرب ولو لمرة في إحدى قمهم التي كثيرا ما باءت بالفشل، فإن نجاحنا في هذا الامتحان بالتحضير الكامل أو فشلنا فيه من غيره ليس مربوطا بتجربتنا في هذا المجال، فكثيرا ما تم التحضير لأمور أقل شانا ولم يوفق صاحبها في تحقيق الغاية، وكثيرا ما كان الارتجال وعدم الجاهزية خلاف ذلك. إذن علينا ان لا نربط نجاح أو فشل القمة بالتجربة، وإنما بالهمة والقدرة على انتقاء الحلول المتاحة تماشيا مع مركزنا دولة ذات وضعية ومركز دون المتوسط، ولست هنا أنتقد وإنما أصف حالة:

"قال السهل بن هارون: لو أنّ رجلين خطبا أو تحدّثا أو احتجاّ أو وصفا وكان أحدهما جميلا جليلا بهيا، ولبّاسا نبيلا، وذا حسب شريفا، وكان الآخر قليلا قميئا، وباذّ الهيئة دميما، وخامِل الذكر مجهولا، ثم كان كلاهما في مقدار واحد من البلاغة، وفي وزن واحد من الصواب، لتصدّع عنهما الجَمْع وعامّتُهم تقضي للقليل الدّميم على النيل الجسيم، وللباذ الهيئة على ذي الهيئة، ولشغلهم التعجّب منه عن مساواة صاحبه به، ولصار التعجُّب منه سببا للعَجَب به، ولصار الإكثار في شأنه عِلّة للإكثار في مدحه، لأن النفوس كانت له أحقر، ومن بيانه أيأس ومن حسده أبعد. فإذا هَجَموا منه على ما لم يكونوا يحتسبونه، وظهر منه خلاف ما قدّروه، تضاعف حُسن كلامه في صدورهم، وكبُر في عيونهم، لأنّ الشيء من غير معدنه أغرب، وكلّما كان أغرب كان أبعد في الوهم، وكلّما كان أبعد في الوهم كان أطرف، وكلّما كان أطرف كان أعجب، وكلما كان أعجب كان أبدع" (البيان والتبيين، ج1: 89-90)

  لقد اطلت في نقل هذا الخبر بحذافره على الرغم من إمكانية الاعتماد على جزء من الجملة الاخيرة التي تلخص الخبر باكمله والمتمثلة في أن الشيء من غير معدنه أغرب، أبعد في الوهم، أطرف، أعجب، أبدع؛ ولكنني قصدت أن أضمنه بحذافيره لكونه يلخص حالنا في هذه الظرفية وما أثير حول استضافتنا للقمة من قيل وقال كانت الكثير من المقالات التي نضحتها أقلام الموريتانيين عليها ردا تبريريا سواء كان الانتقاد داخليا أم خارجيا يتمثل في أهليتنا للحدث وقدرتنا على تنظيمه لأن كذا وكذا وكذا.....

وإذا ما كان النص الجاحظي ينطبق على حالتنا فعلينا استثمارهفي الاستفادة منه، إذ اننا لسنا أقل شأنا ثقافيا وفكريا وأدبيا من سائر العرب إذا ما لم تجاوزناهم، فقد ابتعدنا عليهم في حرية الصحافة والديموقراطية أشواطا دون أن نصل إلى كعب تركيا في هذا المجال. إذن فلنوظف هذه المعطيات دون تكلف، بوقفة الرجل الواحد، ونبذ كل الفروق لاننا بوقفتنا هذه ننصر البلد لا الحكومة، هذا البلد الذي أنهكناه دون ان نقدم له أي شيء يذكر إلى أن أصبحنا أبناء غير شرعيين في حقه وحق تراثه العريق.، فبذلك ستنحت قمتنا بإذن الله على جبين التاريخ العربي.


  فهلم يا سادة لنصرة البلاد وللبرهنة على أنه لا فقط "في اللسان بيان اننا عرب"، بل ففي الضيافة أطيأ، وعلى حمل الهمو العربية أقد،وفي حل المشاكل العالقة أمكن، وفي جمع كلمتهم أنسب، وفي دفعهم إلى الوحدة ونبذ التفرقة أذكى وأشحذ، فالظروف مواتية، والوضعية مناسبة، ورؤيتهم لنا في الدونية مؤكدة فابهروهم أعزكم الله.

2 التعليقات:

العت تبت الملان من دعمك السيدامين يالتك تتصل بالزعيم محمد عبدالله ول اداع يكان نطلبوه يعف عنك

محمد عبد الله ولد اوداعه ما اسالن حق نطلبو اسامحن ودعم سيدامين ما كان ادخل الرده وخير الواحد الين اتل يتكلم وينصح يزيح القناع وكون أهلا لما يتحدث فيه

إعلان